ولا نستثنى أنفسنا! - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 8:18 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ولا نستثنى أنفسنا!

نشر فى : السبت 8 مارس 2014 - 8:35 ص | آخر تحديث : السبت 8 مارس 2014 - 8:35 ص

داهمنى شعور قاتم اختلط فيه الفزع بالخوف والتوجس وأنا أطالع التحقيق الصحفى الذى نشرته «الشروق» صباح 27 من فبراير «الجذام.. آكل لحوم البشر يجتاح الصعيد». جاء فى التحقيق أرقام ــ إن صحت بالفعل ــ لكنا بصدد كارثة صحية يتوجب علينا أن نواجهها بقوة تستنهض همما محلية وعالمية وتوجب وقبل كل شىء البحث فى أسبابها.

الجذام هو أول عدوى أصابت الإنسان على الأرض. مرض بدأ مع تاريخ الإنسان ولازمه حتى الآن: ينتقل من إنسان لآخر ولا يصاب به أى عائل آخر فهو تحديدا مرض تسببه باكتيريا Mycobacterium Leprae عرفته الحضارات القديمة فى الصين والهند ومصر.

هو مرض مزمن قابل للشفاء يعالج الآن بنجاح بثلاثة أدوية مجتمعة معروفة يصيب جلد الإنسان وأعصابه الطرفية والغشاء المبطن للجهاز التنفسى والعين.

تبدأ أعراضه فى الظهور بعد فترة كمون إثر الإصابة به لفترة تتراوح ما بين خمس سنوات وأكثر من عشرين سنة. إذا لم يحسم أمر علاج تلك العدوى سبب انتشاره البطىء بالفعل تداعيات مؤلمة أخطرها تساقط الأعضاء المصابة مثل الأصابع والأنف وسبب تشوهات بالغة ونتج عنه قروح وجروح مفتوحة مؤلمة قابلة للمزيد من العدوى.

تنتقل عدواه عن طريق رذاذ وإفرازات المريض إلى المحيطين به الذين يقاسمونه حياة يومية لكن العدوى لا تتم بسهولة إذا ما أخذت الاحتياطات الكافية. علاجه بالفعل إذا تم بجرعات كافية وفى توقيت ملائم يعد شافيا لكن تداعياته قاسية تلزم المرضى الحياة فى مستعمرات خاصة بهم.

مازال المرض ساريا فى العالم. رصد حالات جديدة أمر وارد خاصة فى بلاد مثل البرازيل ونيبال والسودان أيضا مصر الذى سجلت تقارير الصحة العالمية أن نسبتها لا تزيد على حالة لكل 125 ألف نسمة. هذا ما أكده لى الدكتور رياض بن إسماعيل المستشار الاقليمى لمكافحة أمراض المناطق الحارة بمنظمة الصحة العالمية. لا جديد فى ملف الجذام فى مصر: هذا ما يقرره الدكتور عمرو قنديل مدير الطب الوقائى بوزارة الصحة فى حديث تليفونى صباح الخميس.

المتابع للقضية على صفحات «الشروق» وبرامج التليفزيون يرى بوضوح تفاصيل معركة بين وزارة الصحة وتحقيق جريدة الشروق الصحفى.

أخشى أن يقف الأمر عند هذا الحد فينتهى الاهتمام بتلك القضية الصحية المهمة حينما تخفت حدة المعركة فيكون الخاسر الوحيد فيها هو مريض الجذام إذا كانت هناك بالفعل قرى فى الصعيد مغلقة على عائلات أحكمت العدوى عليها أبواب للعلاج مغلقة فهذا واجب وطنى ومهمة قومية يجب أن يشارك فيها الجيش وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ولا نستثنى أنفسنا.

التعليقات