نشرت صحيفة The Times Of Israel مقالا للكاتب «رافائيل اهرن» يتناول فيه احتمالية تغير السياسة الخارجية الأوروبية تجاه إسرائيل بعد الترشيحات الأوروبية الجديدة والمتنوعة.
يتابع المسئولون الإسرائيليون بحذر التغيرات فى الاتحاد الأوروبى، حيث تم ترشيح شخص قام أخيرا بطرح فكرة الاعتراف أحادى الجانب بالدولة الفلسطينية وأعرب عن دعمه القوى لإيران ليكون مفوض الاتحاد للشئون الخارجية. ففى يوم الثلاثاء الماضى، رشح المجلس الأوروبى وزير الخارجية الإسبانى جوزيف بوريل فونتيليس، وهو عضو فى حزب العمال الاشتراكى الحاكم فى البلاد، ليكون فى منصب أكبر دبلوماسى فى الاتحاد الأوروبى ــ منصب الممثل السامى للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية.
كما تم اختيار وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، وهى عضو فى حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى، كرئيس جديد للمفوضية الأوروبية، إحدى هيئات صنع القرار الرئيسية فى الاتحاد. كما قدم المجلس ترشيحين مهمين آخرين، على الرغم من أن تأثيرهما سيكون أقل على العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل حيث تم اختيار رئيس الوزراء البلجيكى تشارلز ميشيل لرئاسة المجلس نفسه، وتم ترشيح كريستين لاجارد رئيسة صندوق النقد الدولى الحالية لرئاسة البنك المركزى الأوروبى. ونظرا لأن البرلمان الأوروبى لم يؤكد جميع التعيينات، لم تعلق إسرائيل علانية على الموضوع.
يُنظر إلى فون دير لاين، وهى العضو البارز فى حكومة ميركل المؤيدة لإسرائيل بقوة، على أن لديها ميول إيجابية تجاه الدولة اليهودية. حيث زارت إسرائيل فى مايو 2015، ولاقت ترحيبا كبيرا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باعتبارها «صديقة لإسرائيل».
وعلى الرغم من دعمها للاتفاق النووى الإيرانى، الذى ترفضه إسرائيل وتدعمه جميع الحكومات الأوروبية تقريبا، إلا أنها لعبت دورا فعالا فى صفقات الأسلحة الإسرائيلية الألمانية، بما فى ذلك بيع الغواصات والسفن البحرية، وشراء طائرات إسرائيلية بدون طيار مقابل 1.17 مليار دولار فى 2018.
وعلى النقيض من ذلك، يُنظر إلى بوريل، رجل الدولة المخضرم والذى يعمل بالسياسة منذ عام 1993، على أنه منتقد لإسرائيل بشدة. عندما تم تعيينه وزيرا لخارجية إسبانيا العام الماضى، سرعان ما أصبح صوتا بارزا يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. حيث صرح فى سبتمبر 2018 قائلا: «من الواضح أن الوضع فى فلسطين يجب ألا يستمر هكذا»، وأضاف: «إذا لم يكن الاتحاد الأوروبى قادرا على التوصل إلى قرار بالإجماع، فإن مدريد ستقوم بدراسة الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية. «لقد كان هو الرجل الذى يقف وراء تصويت إسبانيا لصالح تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن حدود غزة».
وفى مقال نشر يوم 18 مايو 2018، أدان إسرائيل لردها على أعمال الشغب التى وقعت على حدود غزة، والتى تزامنت مع الذكرى السبعين لإنشاء دولة إسرائيل ونقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس. حيث صرح أن هذه الاحتفالات «كانت مغطاة بالدماء لأن يوم الاثنين الأسود هذا يعكس تجريد الفلسطينيين من جزء كبير من حقوقهم الإنسانية من قبل الطبقة السياسية والمجتمع الإسرائيلى.» حيث وقع افتتاح السفارة فى أكثر الأيام دموية لما يسمى بمسيرة العودة الكبرى، حيث قام الفلسطينيون بأعمال شغب، ورد الجيش الإسرائيلى بنيران حية، فقتل 62 فلسطينيا فى ذلك اليوم واليوم التالى. كما ندد بوريل بالحملات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس فى غزة ووصفها بأنها «تفجيرات مروعة» وانتقد «غطرسة نتنياهو الحربية».
وصرح لصحيفة بوليتيكو قائلا: «إيران تريد القضاء على إسرائيل؛ لا شىء جديدا وعلينا أن نتعايش معها». بوريل ليس غريبا على إسرائيل، حيث التقى بزوجته الأولى بينما كان يعمل فى كيبوتس. وفى عام 2005، كرئيس للبرلمان الأوروبى، ألقى خطابا أمام الكنيست تحدث فيه عن تجربته فى كيبوتس وعن دعم أوروبا القوى لإسرائيل. وأكد على التزام أوروبا ومسئوليتها عن وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية تعيش فى أمن وسلام مع جيرانها. قائلا: «هذه ليست أرض غريبة بالنسبة لى. منذ 36 عاما، فى عام 1969 عندما تخرجت، أتيت إلى إسرائيل لأعمل فى كيبوتس، ومنذ ذلك الحين، عدت إليها عدة مرات ــ كوزير، وكعضو فى البرلمان، وببساطة كمواطن، وأنا مثلكم أرغب فى رؤية هذا البلد يعيش فى سلام دائم» وخلال ذلك الخطاب، أقر أيضا بالطابع اليهودى لإسرائيل، وهو أمر لا يتحدث المسئولون الأوروبيون تقريبا عنه.. وأكد أن أوروبا وإسرائيل كلاهما يحتاج إلى الأخر.. ومن ثم فإن العلاقات الوثيقة بينهما ستستمر.
إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى:
https://bit.ly/2XKJk5C