•• كان الغضب يصيبنى كلما تصديت لمناقشة موضوع البث الفضائى. كان ذلك قبل سبع سنوات. ومن لا يعلم ما هو التعبير القديم: ما أشبه الليلة بالبارحة. فإن معناه أن يناقش اتحاد كرة القدم والأندية والإعلام موضوع البث الفضائى كل موسم، وقبل بداية كل موسم، ويخرج الجميع وهم يشيعون أنهم متفقون، ولكنهم فى واقع الأمر لم يتفقوا؟!
•• هذه الليلة أشبه بالبارحة. فاليوم يجرى نقاش حول البث الفضائى، هو صراع، وليس نقاشا. فاتحاد كرة القدم يطالب الأندية أن تخلع الشركة التى وقعت معها منفردا، وقد كان يرى هذا الاتحاد طوال أسابيع مضت أن الأندية تبيع مبارياتها منفردة. وحين قلت قبل سبع سنوات أيام أزمة الأهلى وقناته أن البيع الجماعى أفضل وأن تلك هى المصلحة العامة، وأوضحت أنه ليس من مهام قنوات الأندية بث مباريات الدورى. وباع الأهلى مبارياته مع المجموع، وبثت قناته مبارياته. وعندما عاد الأهلى فى الموسم الماضى وقرر أن يبيع مبارياته منفردا، هاجت الأندية واعتبرت البيع الفردى خروجا على المصلحة العامة، وها هى نفس الأندية تبيع مبارياتها منفردة..
•• ماذا تريدون بالضبط؟!
•• إن منتج كرة القدم تملكه الأندية ولا أحد غير الأندية. هى صاحبته، تبيعه لمن تشاء وبالطريقة التى تشاء، وطوال سنوات شرحنا الأنظمة المتبعة فى الدوريات العالمية وكيفية توزيع بث المباريات محليا وخارجيا، وضربنا أمثلة بالدورى الإنجليزى والإسبانى والإيطالى. ومازلت عند رأيى. البيع الجماعى أوقع وأفضل من أجل المصلحة العامة. وأن يكون هذا البيع بأعلى سعر وتوزع النسب وفقا للمعايير العالمية، فلا مساواة إلا فى 50% من سعر بيع الحقوق. وهذه النسبة توزع بالتساوى على الأندية. ثم توزع نسبة الـ50% الأخرى وفقا للتاريخ والشعبية والبطولات. وهذا هو العدل. أما أى نظام آخر فهو إعادة لاختراع الكنافة.
•• لقد أصبح الموضوع مملا ومضحكا. اختاروا ماتشاءون جميعا. واتفقوا على نظام بيع حقوق البث. لكن ليس معقولا أبدا أن نشهد كل موسم تلك الخناقة. وليس معقولا أن يعلم اتحاد كرة القدم بتعاقدات الأندية الفردية ويتأكد من الشركة التى اشترت أنه سوف يحصل على نسبته 15% ثم يعود الاتحاد ويتحدث عن البيع الجماعى الآن، وعن نسبته التى اتفق عليها أيضا..؟!
•• أصبح الموضع مملا ومضحكا.. الملل لتكراره،والضحك ترونه فى وجوه الناس وفى جوه الصغار على هؤلاء الكبار الذين لا يتفقون أو هم متفقون على الاختلاف. الضحك بصوت عال على أسلوب النقاش والتفاوض كأنكم تبيعون «دية طماطم»، الكيلو بكام النهارده.. كيلو البث بكام النهارده؟
•• (الترجمة: عدية طماطم يعنى قفص طماطم ).. خلاص إحنا زهقنا من هذا الأسلوب فى التفكير والإدارة..؟!