ساقطون.. وآيلون للسقوط - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:05 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ساقطون.. وآيلون للسقوط

نشر فى : الثلاثاء 8 سبتمبر 2009 - 10:29 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 8 سبتمبر 2009 - 10:30 ص

 ليست باب الشعرية وحدها فى مرمى الخطر، فكل شىء فى مصر آيل للسقوط والانهيار، بدءا من «الرووف» وحتى «البدرون»، أحزاب ينخر فيها السوس بعد أن أكل عليها الدهر وشرب، ونقابات سقطت فى قبضة الأمن، وسلطة كان الأستاذ هيكل قد قال عنها قبل أكثر من عشر سنوات إنها «شاخت فوق مقاعدها» والآن ها هى فى طور التحلل، وشعب مسكين هده الفقر والمرض بفعل سياسات حكومات مدربة جيدا على أخطر أنواع عمليات الإبادة الصامتة.

انهيارات أخلاقية وسياسية تحاصرنا من كل مكان، وانهيارات أخرى أصابت مهنة الصحافة فى مقتل فصارت بلا ضمير أو أخلاق فى كثير من الأحيان.

انظر حولك ستجد بعضهم يتعامل فى عالم الصحافة بالمنطق نفسه الذى تعامل به الغزاة الأوروبيون مع الهنود الحمر فى القارة الأمريكية، تصرف الغزاة وكأنه لم تكن هناك حياة قبل مجيئهم، فالحضارة تبدأ من وصولهم والتاريخ يخطو خطواته الأولى مع قدومهم.

من ذلك مثلا ما جرى مع جهد الزميلة نجوى طنطاوى فى صحيفة «الأسبوع» على مدى 3 سنوات، جابت خلالها مصر من شرقها إلى غربها تحقق فى قضية رى المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحى والمجارى، وهى الحملة التى نالت عنها الزميلة جائزة التفوق من نقابة الصحفيين قبل أربعة أعوام تقريبا.

غير أن القادمين الجدد قرروا وبنفس الطريقة الأمريكانى «استعمار» هذه المنطقة، أو بالأحرى «استحمار» الجميع، من القراء والصحفيين، وأعادوا إنتاج الحملة وكأن أحدا لم يكن فى هذه الأرض من قبل.

أو إن شئت الدقة هذه الطريقة يعرفها جيدا تجار البالة فى سوق الكانتو، وهى قائمة على تجميع الملابس القديمة وغسلها وكيها وتغليفها فى أكياس جديدة ثم إعادة بيعها على أنها جديدة، وأزعم أن التوصيف الوحيد الموضوعى لهذا الأمر هو أننا أمام جريمة غش كاملة الأركان، لأن السادة الفرسان الجدد لم يشيروا إلى أن هذه البضاعة سبق طرحها فى السوق قبل ذلك وأنهم ــ مثلا ــ طوروها وأعادوا إنتاجها، ولو فعلوا ذلك ربما كانوا قد لقوا بعض الاحترام.

ومن ذلك أيضا أن السادة القادمين أنفسهم لم يتورعوا عن ارتكاب عملية تزوير وتحريف وتزييف فى تصريحات وصلت للجميع عن طريق شاشة التليفزيون بالصوت والصورة، حيث أدلى المهندس إبراهيم المعلم بحوار لتامر أمين فى برنامج «البيت بيتك» تحدث فيه عن قصته مع الصحافة المستقلة واعتذاره عن عدم الاستمرار مع المجموعة التى أصدرت «المصرى اليوم» لأسباب تتعلق بأن القائمين على المشروع كانوا يتصرفون على نحو متسرع وبنص كلماته المتلفزة» ويمكن أنا كنت صاحب الفكرة واللى اقتنعوا بيها إنهم كانوا بيفكروا إنها تكون جريدة أسبوعية..

وانا اللى أقنعتهم إنها تكون جريدة يومية.. لكن أنا طريقة تفكيرى لأنى أنا باشتغل فى النشر من زمان.. والنشر صناعة ثقيلة وبطيئة نسبيا تختلف شوية فماكنش بالسرعة بتعاتهم اللى هما عايزنها».

وبقدرة قادر تحولت هذه الكلمات المحددة على صفحات الجريدة إلى «عدم مساهمتى فى المصرى اليوم يعود إلى عدم قدرتى».

منتهى الأمانة والاحترام المهنى أليس كذلك؟

wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي