على مر العصور، ظلت القدرة على تعبئة الجماهير، وحثهم على الاشتراك فى عمل واحد، كالقيام بمظاهرة أو بثورة ضد الممسكين بالسلطة، قرونا كثيرة محدودة للغاية، رسمت حدودها التكنولوجيا المتاحة. فطالما ظلت تكنولوجيا الاتصال بسيطة وبدائية، ظلت القدرة على تعبئة الجماهير والتأثير فيهم بسيطة أيضا ومحدودة.
هكذا ظلت قدرة الثائرين والمهيجين على جميع المؤيدين محدودة، بدرجة قدرتهم على الخطابة المؤثرة، أى مدى ما يتوفر لهم من فصاحة وبلاغة، وقوة الصوت ووضوح النطق. وفى تاريخ مصر الحديث، وحتى منتصف القرن العشرين ظهر عدد قليل من الناس الكثيرين تمتعوا بهذه القدرة، من أبرزهم عبدالله النديم (خطيب الثورة العرابية) ومصطفى كامل وسعد زغلول ومصطفى النحاس، ثم أحمد حسين ومكرم عبيد وفتحى رضوان.
وهؤلاء جميعا كانوا يتمتعون بدرجة عالية من الفصاحة والبلاغة، وإتقان للغة العربية ووضوح النطق وقوة الصوت، فلم يكونوا بحاجة إلى ميكروفونات لتكبير الصوت، ولم يكن الميكروفون معروفا فى مصر على أى حال حتى بداية القرن العشرين، ولم يستخدم بكثرة، حتى بعد أن عرف، إلى منتصف القرن.
كانت هناك بالطبع صحف، حتى قبل بداية القرن العشرين، ويذكر المؤرخون تهافت الناس على الصحف حتى قبل الحرب العالمية الأولى لمتابعة بعض القضايا والفضائح. وظهرت الإذاعة فى بداية الثلاثينيات، ولكن ظلت الصحف والإذاعة محدودة الأثر جدا فى مجتمع الغالبية العظمى من سكانه من الأميين، ويسكنون فى قرى لا تعرف الكهرباء.
كان الوضع قدبدأ يتغير منتصف القرن، لكن من المهم أن نتذكر أن ثورة 1952 لم يكن لديها وسائل لإثارة حماس الناس وتعبئتهم تختلف كثيرا عما كان عليه الحال فى ثورة 1919. كانت الصحف مازالت قليلة الانتشار فى ظل أمية نسبتها تزيد على 80٪ من السكان، وحرمان سكان الريف (الذين كانوا يكوّنون نسبة قريبة من هذه) من الكهرباء، مع انخفاض قدرتهم الشرائية إلى ما لا يسمح لهم باقتناء الراديو وشراء البطاريات اللازمة له. كان عدد أجهزة الراديو فى كل قرية محدودا للغاية إذن فلا يكاد يحوزه، غير عمدة القرية، إلا عدد صغير جدا من الأشخاص.
عندما أرسل الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة فى 23 يوليو 1952، واحدا منهم إلى مبنى الإذاعة لإذاعة البيان الأول الذى يعلن للناس استيلاء الضباط على الحكم، كان اختيارهم لأنور السادات لإلقاء البيان مبينا بلا شك، على قوة صوته وحسن إلقائه، وقدرة تفوق قدرة بقية الضباط على تجنب ارتكاب أخطاء شنيعة فى النحو. ولكن أثر الإذاعة فى الناس ظل ضئيلا ومحدودا بحدود سكان المدن لعدة سنوات، حتى بعد قيام الثورة. كانت واحدة من أوائل الأغنيات التى ظهرت بسبب الثورة، وحازت شهرة واسعة أغنية جميلة لمطرب شعبى مطلعها «ع الدوار، على الدوار، راديو بلدنا فيه أخبار». وهذه الكلمات وحدها تدل على أن الراديو الوحيد (أو أحد أجهزة الراديو القليلة فى القرية) كان فى دوار العمدة. ولكن سرعان ما اكتشف الثوار أهمية تقوية الإذاعة فى تعبئة الجماهير لتأييد الثورة وساعدها على ذلك ظهور الراديو الصغير المحمول (الترانسستور)، الذى سمح للبرنامج الجديد الذى أنشأته الثورة تحت اسم «صوت العرب» بأن يسمع فى القرى النائية فى مصر وبقية أنحاء العالم العربى، وقد ساهم مساهمة كبيرة فى انتشار شعبية جمال عبدالناصر، وجعل هذا من مدير برنامج صوت العرب (أحمد سعيد) شخصية مهمة فى تاريخ ثورة 1952.
فعلت الإذاعة المصرية كل ما تستطيع لتعبئة الناس وراء الضباط الأحرار، وكان من البديهى أن تلجأ إلى أكثر المطربين شعبة (أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب) للمساهمة فى هذه التعبئة، فقدموا أغانى تشيد بالضباط. كما ساعدت الإذاعة على تحقيق شعبية واسعة لمطربين شباب جدد. (كعبدالحليم حافظ وفايدة كامل) ارتبطت أسماؤهم لمدة طويلة بالأغانى الحماسية التى تشيد بزعيم الثورة، وبكل عمل مهم من أعماله، من تأميم قناة السويس إلى توحيد مصر وسوريا إلى تأييد الثورات الجديدة فى كل مكان.. إلخ.
أنشأت الثورة أيضا صحفا جديدة (كالشعب والجمهورية) لتنافس بها الجرائد التقليدية (كالأهرام والأخبار) ومجلات جديدة (كالتحرير والرسالة الجديدة) لتنافس مجلات عريقة (كروز اليوسف والمصدر وآخر ساعة)، ولكن سرعان ما تبين صعوبة الاطمئنان إلى صحفيين نشأوا وترعرعوا فى ظل الملكية والأحزاب القديمة، ففاجأتنا حكومة الثورة بخطوة بالغة الجرأة (والتهور) وهى مكافحة الصحف والمجلات، واستبدال «أهل الثقة» بأهل الكفاءة، إذ قيل إن المهم ليس مستوى الأداء الصحفى بقدر درجة الإخلاص للثورة.
ظلت كل هذه التغييرات فى الإذاعة والصحافة مقبولة من الناس طالما كانوا متعاطفين مع الثورة، وطالما استمروا يشعرون بأن الحكم الجديد، رغم ديكتاتوريته، يترجم مطالب الناس الحقيقية إلى أعمال وقوانين. ولكن ضعف هذا التعاطف شيئا فشيئا، وأحس الناس بوطأة قيد وسائل الإعلام، أكثر فأكثر، عندما بدت وسائل الإعلام وكأنها تعمل فقط لمجرد تكريس الحكام فى أماكنهم.
هكذا نجد أن الناس تعاطفوا مثلا، مع أغنية صلاح جاهين احتفالا بتأميم قناة السويس، وأغنية عبدالحليم حافظ التى تنتقد البنك الدولى لرفضه تمويل السد العالى، أكثر بكثير مما تعاطفوا مع الدعاية التى صاحبت هزيمة 1967، فسخر الناس من تسمية وسائل الإعلام للهزيمة بمجرد «نكسة»، ولم يصدقوا ما يقوله الإعلام عن «اقتصاديات الحرب»، وأنه لا يجب «أن يعلو صوت فوق صوت المعركة».. إلخ.
كان إسراع حكومة الثورة بإدخال التليفزيون مفهوما تماما من نظام جديد فى الحكم، يحاول تغيير أفكار الناس وأن يخلق شعبية لحكام من نوع جديد تماما.
ومع ذلك فقد ظل تأثير التليفزيون فى مصر محدودا بحدود القدرة الشرائية لمعظم المصريين طوال السنوات العشر الأولى من عمره، أى طوال الستينيات، ولم يصبح له أثره الكاسح إلا عندما أدت الهجرة إلى بلاد الخليج، ابتداء من أوائل السبعينيات، إلى تمكين الملايين الجد من المصريين من اقتناء جهاز التليفزيون. وكما هو متوقع من شعب قليل الإقبال على قراءة الصحف، بسبب انتشار الأمية، ومع جهاز لا يمكن مقاومته، إذ يحل محل الصوت المجرد الذى يأتى من الراديو، صوتا وصورا خلابة، تعرض على رجال ونساء وأطفال نادرا ما يخطون خطوة واحدة خارج قريتهم أو مدينتهم الصغيرة، أصبح التليفزيون ابتداء من منتصف السبعينيات، وسيلة النظام الأساسية فى كسب تأييد الناس وتشكيل أفكارهم.
من المهم أن نلاحظ الفارق الكبير بين دور وسائل الإعلام فى قيام وتطور ثورة 1952، وبينه فى أحداث ثورة 2011، وهو ما يمكن اختصاره فى القول بإنه، بينما كان دور الإعلام فى ثورة 1952، دورا «كاشفا» فى الأساس، أصبح دوره فى ثورة 2011 دورا «صانعا» للثورة ابتداء.
لقد بدأ ما نسميه الآن بثورة 1952، بمجرد حركة (وكانت تسمى أحيانا الحركة المباركة)، قام بها عدد صغير جدا من الضباط، أضروا الشعب بما صنعوه بعد أن أتموا عمله، دون الاستعانة بأى عمل شعبى لإسقاط الملك ونظامه.
فعلى الرغم من عموم السخط على العهد الملكى بين جميع طوائف الشعب، كان أقصى عمل جماهيرى يمكن القيام به فى ظل الملكية، هو انضمام مجتمعات طلابية إلى تجمعات عمالية، تحمل شعارات وتصحح بهتافات مثل «يحيا تضامن الطلبة مع العمال» ثم «يسقط هذا أو ذاك»، والسير فى الشوارع حتى يفضها رجال الشرطة.
لم يكن التجمع «الجماهيرى» متاحا إلا فى فناء الجامعة أو الجامعتين، وبعض المدارس الثانوية، وفى بعض المصانع التى تشغل عددا كبيرا من العمال، وكانت بدورها قليلة العدد.
كان عدد الصحف والمجلات المناوئة للنظام قليلا أيضا وأعجز فى تعبئة الناس حتى من خطباء الجامعات أو المصانع، رغم شدة اللهجة المتحدة فى الهجوم على الملك والنظام، وبلاغة المعارضين بسبب ما ذكرته من ضآلة توزيع الصحف.
لم يكن هناك من طريقة إلا الانقلاب العسكرى، يقوم به عدد من الضباط الواثقين من تأييد الناس لهم، دون أن يستطيعوا تعبئة الناس وراءهم ابتداء. هذا ما أقصده من القول بأن الإعلام فى 1952 كان يقوم فى الأساس بدور «كاشف» لا خالق أو صانع للثورة. وإنما تحولت الحركة إلى «ثورة» لا بالتعبئة الجماهيرية، بل بما قامت به الحركة من أعمال واتخذته من إجراءات وأصدرته من قوانين. هذا هو الذى جعلها تستحق بجدارة أن تصبح «ثورة»، بعد أن كانت مجرد «حركة».
فى سنة 2011 كان من الممكن وصف ما حدث فى 25 يناير، فى نفس اليوم أو بعد أيام قليلة جدا، بأنه كان «ثورة» بمعنى الكلمة، ليس بسبب ما قام به الثوار من أعمال، وما رفعوه من شعارات، بل لمجرد قدرتهم على تجميع هذه الحشود الهائلة من الناس، والتى وصفت بحق «بالمليونية»، ولم يكن هذا ممكنا بالطبع إلا عن طريق وسائل الإعلام. هذه الأعداد الكبيرة التى لم يكن من الممكن تعبئتها فى 1952 عن طريق التجمع فى الجامعات والمدارس والمصانع، أمكن تعبئتها بالتليفون المحمول والإنترنت والفيس بوك، وهى وسائل إعلامية لا يجدى فى تكميمها سيطرة الحكومة على الصحف والإذاعة.
وبمجرد أن نجح الشباب وأنصارهم فى التجمع فى الميادين قام جهاز التليفزيون بدور مهم فى زيادة حماسهم ومضاعفة أعدادهم. صحيح أن الحكومة كانت تسيطر على قنوات التليفزيون الرسمية، ولكن هذه القنوات كانت قد فقدت منذ سنوات احتكارها وكثيرا من شعبيتها، وحلت مكانها قنوات خاصة، مصرية وعربية وأجنبية، اكتسبت ثقة أكبر من الناس، وحاولت الاحتفاظ بهذه الثقة عن طريق نقل ما يحدث بالفعل فى الشارع.
أضاف التليفزيون إلى الصوت الذى تنقله الإذاعة، والكلمة التى تطبع فى الصحف، الصورة التى ضاعفت من تأثير الخبر، خاصة إذا كان من نوع قيام ثورة شعبية.
واستخدام الصورة فى الإعلام يمكن بسهولة التلاعب به بما يضاعف من تأثيره. فمجرد ترتيب الصور، واحدة بعد أخرى، وإطالة عرض صورة معينة دون غيرها، واختيار الصور المؤثرة فى اتجاه معين، واستبعاد غيرها، يزيد أو يقلل من أثر خبر معين، بل وقد يحول الخبر إلى خطبة حماسية أو عمل فنى، يصيب الهدف بأقوى مما يمكن أن يصيبه أى خبر ينشر فى الصحف أو يسمع فى الإذاعة. فإذا أضيفت إلى الكلام والصورة موسيقى مختارة بعناية يمكن مضاعفة الحماس مما يجلب إلى الثوار المتجمهرين فى الميادين أعدادا جديدة فى كل يوم.
بعض القنوات التليفزيونية التى تصل إلينا من دول أخرى، بدا وكأن لها أهدافا خاصة بها فى زيادة نيران الثورة التهابا، ليس لمجرد زيادة دخلها من الإعلانات، فبعضها لا يبث إعلانات من أى نوع، بل لأسباب أخرى غير معروفة، لابد أن تتعلق بسياسة الدول التى تقوم بتمويلها. وهى لا تكتفى ببث صور المظاهرات وتطورها لحظة بلحظة، بل تجلب المعلقين لشرحها وتفسيرها، وتختار من المعلقين من تعرف أنه يناصر الثوار وتمتنع عن دعوة غير المناصرين لها. وبهذا كله يتحول دور وسائل الإعلام إلى دور يتجاوز بكثر مجرد «الإعلام» بالثورة إنه فى الواقع يساهم مساهمة فعالة فى صنع الثورة وتطوير أحداثها.
فى الأيام التالية لقيام ثورة 25 يناير فى مصر، اعتاد المصريون رؤية الوزراء ورئيس الوزراء على شاشة التليفزيون بمجرد تعيينهم، فيعلنون للناس ما ينوون صنعه. ثم شعر العسكريون الذين استلموا السلطة بأن ظهورهم على الشاشة أصبح بدوره أمرا ضروريا يمكن أن يكسب الرأى العام لصفهم.
فرأينا بعض أعضاء المجلس العسكرى الحاكم، وجها لوجه، وشاهدنا تعبيرات وجوههم مما يمكن من الحكم على درجة الإخلاص فى الكلام ومدى حسن أو سوء النية. ورأينا كاتبا مرموقا على شاشة التليفزيون أيضا، وهو ينتقد رئيس الوزراء بشدة ويحرجه، مما انتهى بعد ساعات قليلة باستقالة رئيس الوزراء ومجىء غيره. كما أودت بضع زلات لسان، بنائب لرئيس الوزراء، سمعها منه الناس عن طريق التليفزيون، فشوهت سمعته مما ساهم، مع أخطاء أخرى مماثلة، فى خروجه من الحكومة. وأصبحت الاجتماعات التى يعقدها كبار المسئولين للتحاور مع السياسيين والكتاب والمثقفين، تجرى أمام عدسات الكاميرا وتنتقل على الهواء مباشرة إلى شاشات التليفزيون.
لابد أن جهاز التليفزيون قد أصبح إذن، مع حلول ثورة 25 يناير، سلاحا أساسيا يعتمد عليه الثوار تارة، ويستخدمه الممسكون بالسلطة لتهدئتهم تارة أخرى، ويتنافس الطرفان على السيطرة عليه باعتباره أهم مؤثر فى الرأى العام، بدلا من أسلوب الخطابة القديم، أو النشر فى الصحف أو أحاديث الإذاعة. وأصبح اختيار شخصية المسئول الأول عن قناة تليفزيونية، أو الإبقاء على مذيع أو مذيعة أو عزلها، قرارات مهمة تحتاج إلى حنكة سياسية ولا يجوز اتخاذها دون رؤية وحذر. ولكن استخدام جهاز التليفزيون أصبح أيضا وسيلة مهمة للخروج من بعض الورطات السياسية الكبرى، وقد يستخدم بنجاح فينهى مشكلة مهمة أو استخداما سيئا فيزيدها تعقيدا.
يبدو أن محاكمة الرئيس المخلوع ونجليه، كانت من نوع هذه الورطات السياسية الكبرى، التى جرى فيها اللجوء إلى التليفزيون لحلها. فالناس تطالب وتلح فى المطالبة بالإسراع بتقديم الرئيس السابق ونجليه للمحاكمة، وتتخذ من هذا دليلا على درجة إخلاص الممسكين الجدد بالسلطة، للأهداف التى قامت من أجلها الثورة. ولكن الحكام الجدد يجدون أنفسهم تحت ضغوط شديدة من الخارج والداخل لمعاملة الرئيس السابق وأسرته معاملة مختلفة تماما، قد تصل إلى حد تخليصهم من العقاب.
الأمر إذن يستحسن تأجيله لأطول مدة ممكنة، على أمل أن تحل المشكلة نفسها بمرور الزمن. ولكن الناس تعيد المطالبة بالمحاكمة ولا تكف عن ذلك. كان المخرج هو إجراء محاكمة تبث مباشرة على شاشة التليفزيون، ويظهر فيها الرئيس المخلوع ممدا على سرير المرض، كما يظهر نجلاه وراء القضبان فى المحكمة ولكن الجلسة كانت قصيرة جدا سرعان ما جرى إنهاؤها بسرعة.
قيل إنه لم يكن هناك بيت واحد فى مصر لم يتفرج على هذه المناظر، وأنه لم يكن هناك شخص واحد سائر على قدميه فى الشارع أثناء بث المحاكمة على التليفزيون. وقيل أيضا إن الناس هدأت بعد مشاهدتها للصور التليفزيونية.
فإذا كان كل هذا صحيحا، فإن قرارات مهمة أصبحت الآن تتخذ بناء على ما يمكن أو لا يمكن عمله عن طريق التليفزيون. لم يعد ما يسمى بوسائل الإعلام إذن، مجرد وسائل لتعريف الناس بما يجرى من أحداث، بل أصبحت هى التى تحدد مسار الأحداث، بما فى ذلك مثلا، ما إذا كان الرئيس المخلوع ستتم معاقبته أم لا.