تحية كبيرة لجامعة القاهرة على البيان الذى أصدرته عقب أحداث 28 نوفمبر والذى جاء فيه: «تدين جامعة القاهرة بشدة الأحداث التى جرت أمام الجامعة، وكلية هندسة، وقامت فيها أجهزة الأمن بالاعتداء المباشر على الجامعة وكلية هندسة، وتم إطلاق قنابل الغاز والخرطوش إلى داخل الجامعة وكلية الهندسة من خارجها، مما أدى إلى استشهاد أحد طلاب كلية الهندسة؛ الشهيد محمد رضا، رحمه الله رحمة واسعة، داخل أسوار الكلية وإصابة آخرين من الطلاب وأفراد الأمن بالجامعة، وهو الأمر الذى سيكون محل تحقيق عاجل تجريه الجامعة. إن ما حدث أمر غير مقبول على الإطلاق، وتتحمل مسئوليته الأساسية بعض أجهزة الأمن، التى تجاوزت كل الحدود، حين تعمدت تعقب الطلاب حتى بعد دخولهم الجامعة».
•••
وبينما رحبت الأوساط الطلابية وقطاعات أخرى من المجتمع المصرى ببيان جامعة القاهرة، ووجدت فيه تعبيرًا حقيقيًا عن كرامة واستقلال الجامعة، فإن أطرافًا أخرى انتقدت البيان انتقادا شديدا صاحبه حملة إعلامية على د.جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة، وكان على رأس المهاجمين وزارة الداخلية، ود.محمود كبيش عميد كلية حقوق القاهرة، ود.حسام عيسى وزير التعليم العالى. استند الهجوم على أن البيان والتصريحات الإعلامية للدكتور جابر جاد نصار استبقت نتائج التحقيقات فى إدانتها للداخلية.
•••
تحيتى لهذا الموقف تخص أساسًا نصرة جانب الضحية من قبل طرف له وزنه الرمزى المهم فى اللحظات الحاسمة الأولى، وترجيح كفة الطرف الأضعف فى صراع الروايات، الذى تكرر كثيرًا فى الفترة الماضية، بدءا برواية لفافة البانجو، مرورا بأحداث محمد محمود، والإصرار على أن الداخلية لم تستخدم الخرطوش، وأحداث الاتحادية، وسجن بورسعيد، وغيرها. حيث صور الأمر دائما على أن هناك بلطجية بدأوا بالهجوم ثم قتل بعضهم البعض. هذا فضلًا عن أن انتظار نتائج التحقيقات لم يعد له معنى حين تكون الداخلية طرفًا فى الأحداث، حيث استقر الأمر على أن الإفلات من العقاب هو النتيجة الوحيدة للتحقيقات، فحتى قتلة خالد سعيد الذين تسببوا فى إشعال ثورة تاريخية كاملة لم ينالوا عقابًا بعد.
•••
ربما علينا جميعًا أن نستبق نتائج التحقيقات الرسمية، ونشرك أنفسنا فى تقصى حقائق ما حدث، خاصة وأن إدارة الجامعة والاتحادات الطلابية، غير مقصرين فى جمع الأدلة ونشر الشهادات والفيديوهات، وجميعها متوافرة على مواقع التواصل الاجتماعى. لا تنتظروا التحقيقات؛ بل صدقوا أعينكم واعملوا عقولكم وخافوا على أبنائكم. هؤلاء أولادكم يُقتلون داخل حرم الجامعة ــ الحرم الذى هو بتعريفه مكان آمن. حقهم عليكم ألا تسمحوا لهذه الجريمة أن تتكرر، فلن يكون أولادكم فى أمان لو طمست الحقائق، وأفلت الجناة من العقاب مرة أخرى.