أيها الكارت الأصفر كم أنت جميل
لكن كيف اجتمعت متعة المشاهدة مع التوتر والقلق والخوف؟
الدفع بمصطفى فتحى بدلا من أيمن أشرف بهدف الدفاع الإيجابى بالهجوم والتغييرات الأخيرة تأخرت قليلا!
الرضا بالأداء والنتيجة من جانب الجماهير يرجع إلى مرور المنتخبين من اختبار القوة «بتقدير جيد»؟!
** دعونا نرى المشهد الكامل أولا ثم نذهب إلى التفاصيل فيما بعد..
** أثق فى أنك أخذت تتابع مباراة مصر والجزائر وأنت متوتر، وقلق وخائف، ومستمتع، وتخشى أن ترمش عينك فيفوتك شىء ما داخل البساط الأخضر. فالمباراة مثل فيلم علت فيه قيمة الدراما. هناك باستاد الجنوب متنافسان لهما نفس القدر من القوة على المسرح. هكذا يقول أساتذة الدراما، وفى كرة القدم أيضا، فالصراع هو جوهر اللعبة ومتعتها. وفى المشهد الكامل جمهور غفير فى المدرجات، أغلبه من المصريين المقيمين فى العاصمة القطرية، يهتف لمصر أغلى اسم فى الوجود، وكانت تذاكر المباراة نفدت فور طرحها، واضطرت اللجنة المنظمة إلى طرح تذاكر إضافية. وعلى الرغم من قوة الدراما والصراع، ما يقرب من 40 ألف متفرج أخذوا يتابعون المسرح فى بهجة وفرح ومرح، على الرغم من لحظات التوتر الصعبة عاشت الجماهير المصرية والجزائرية والعربية أفضل وأقوى مباريات كأس العرب، ولأول مرة نرى الجمهور يهتف فرحا للإنذار الذى يهز صدارة المنافس!.
** فى التفاصيل:
** تشكيل أثار تساؤلات، فأين رفعت المتألق فى مباراة السودان، ثم من يحل محل أفشة، ولماذا أكرم توفيق بدلا من عمر كمال؟ وأين زيزو؟ ولماذا مروان حمدى؟ وتبدأ المباراة وهناك ندية فى الملعب، ويتفوق منتخب الجزائر فى البداية ويقترب أكثر لمنطقة الجزاء المصرية ويتحرك ياسين براهيمى أكبر لاعبى المباراة سنا بحرية، ويصنع ويمرر اللعب كما يشاء، وتظل هجمات المنتخب الوطنى ناقصة العدد دائما وفى الدقيقة 21 يسجل محمد توجاى هدف الجزائر الأول من تسديدة قلشها البلايلى الذى وجهها إلى المرمى لكنها ذهبت إلى توجاى ليضعها فى المرمى بسهولة وخلال نصف ساعة يصاب أيمن أشرف ثم حجازى ويخسر المنتخب تغيريين مبكرا.
** لعب أكرم توفيق لمزيد من الصلابة الدفاعية لمواجهة جبهة يوسف البلايلى وكذلك لعب أيمن أشرف لتعزيز قوة الوسط الدفاعية خاصة مع منح حمدى فتحى أو السولية حرية حركة نسبية وليست مطلقة للأمام. فيما شكل شريف وحسين فيصل ومروان حمدى خط هجوم المنتخب. وكانت الرقابة شديدة على الثلاثة، ولعل أفضل تفسير أن بغداد بونجاح أحد أبرع وأهم وأخطر الهدافين العرب لم يظهر للرقابة التى فرضت عليه أولا من حجازى ثم الونش، ومثلما غاب بونجاح لم ينجح حمدى للرقابة التى تعرض لها، وقد دفع به كيروش، حسب الظن، لقوته البدنية، فالمباراة عامرة بالالتحامات، ومنح شريف فرصة التحرك والجرى بجوار الخط لفتح ثغرات فى قلب الدفاع الجزائرى. ولم يبدأ زيزو لأن كيروش كان يحتاج لقوى دفاعية أكثر من لاعبين يملكون نزعات هجومية. لكن لماذا هذا الاختيار لكيروش كانت المباراة الهدف منها هو الفوز؟ الإجابة: لا لم يكن الفوز اختيارا حاسما، ولكنه اختيار وارد، وهناك فارق فى الملعب كما هو الفارق فى اللغة. ربما سيكون الدور الهجومى فى الجبهة اليمنى قادما فى مباراة خروج المغلوب أمام الأردن خاصة بعد غياب أكرم توفيق لحصوله على الإنذار الثانى.
** من الإنصاف أن نشير إلى قوة منتخب الجزائر وقوة منتخب مصر أيضا. الفريقان يلعبان ويهاجمان ويدافعان. وهذه مهمة صعبة. ومعدلات الجرى والجهد والبدنى فائقة. وإذا كان ياسين براهيمى توج كأحسن لاعب فى المباراة، فإن منتخب مصر لمع منه أكثر من لاعب، ومنهم المدافع الصلب الونش، وحمدى فتحى الذى أراه أفضل لاعبى الدورى المصرى. وكذلك أكرم توفيق وفتوح. والأول قوى بدنيا والثانى ماهر هجوميا. كذلك السولية. ولا يمكن التقييم الدقيق لمجموعة الهجوم، محمد شريف ومصطفى فتحى وحسين فيصل ومروان، للضغط الدفاعى الذى تعرضوا له بجانب نقص التعزيزات والزيادات فى بعض الأحيان من جانب زملائهم فى الوسط والخط الأخير نظرا لقوة المباراة..
** فى فترة ضغط منتخب مصر فى الشوط الثانى وبعد إستمرار الضغط ربما كان واجبا إجراء التغيير الأخير. فيلعب أكرم توفيق فى الوسط وعمر كمال فى الظهير الأيمن، وزيزو مكان مصطفى فتحى. وقد لعب مصطفى بدلا من أيمن أشرف كأحد أساليب الدفاع الإيجابى بتفعيل الضغط الهجومى. ومصطفى لاعب ماهر يملك قدرات تحتاجها مباريات المساحات الضيقة على الرغم من أنه لا يجيد أداء الواجب الدفاعى. والواقع أن هذه المباريات الصعبة تتطلب لاعبين يملكون الأعصاب والهدوء والقدرة على الحلول الفردية القصيرة، دون الإفراط فى المراوغات.. ويبقى أنه ظهر أن المنتخب يحتاج فى كأس الأمم الإفريقية إلى لاعبين من أصحاب الخبرات والقدرات الهجومية والبدنية والدفاعية مثل رمضان صبحى، وطارق حامد.
** مبروك لمنتخبى مصر والجزائر وقد فازت كرة القدم بالفعل كما قال كيروش.