●● فى تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية جاء أن مجلة نيوزويك الأمريكية بصدد طرح السؤال التالى فى عددها القادم: هل برشلونة أحسن فريق فى التاريخ؟
** حين تهتم مجلة أمريكية بفريق لكرة القدم، فإن ذلك يعنى أنه حدث خارق للعادة. لكن من المعروف أن التايم أو نيوزويك وصحف فى الولايات المتحدة تغطى كأس العالم بنفس القدر من الاهتمام والعمق الذى تتناول به الألعاب الأوليمبية.
●● فى التقرير تشير الوكالة الفرنسية إلى تركيز المجلة على أسلوب لعب برشلونة الخلاب والمتميز، الذى يبدو مثل لوحة راقصة جماعية، وهو ما يضع الفريق على قمة الفرق فى الحاضر وليس فى التاريخ.. وأذكر أن العديد من الصحف والوكالات العالمية تناولت عشرات الإنجازات الرياضية والبشرية على أنها الأفضل فى التاريخ، فإذا بالتاريخ يلد لنا ما هو أفضل.. أذكر أنه حين قفز الأمريكى بوب بيمون لمسافة 8.90 متر عام 1986 فى الألعاب الأوليمبية بالمكسيك، قالت الصحف: «إنها قفزة إلى القرن الحادى والعشرين».. وقبل أن ينتهى القرن العشرين قفز الأمريكى مايك باول لمسافة 8.95 فى بطولة العالم بطوكيو عام 1991..
●● برشلونة الأفضل اليوم.. ولكن الأفضل على الإطلاق يعنى الاحتكام إلى عدد البطولات، وإلى الابتكار فى الأسلوب، وإلى قدر المتعة التى يقدمها للمشاهد.. وإن كنت لا أفضل تلك المقارنات لظروف العصر والزمن وتغير اللعبة.. فهناك مثلا ريال مدريد بنجومه العظام فى الستينيات، وأياكس أمستردام ببطولاته ونجومه وأسلوبه المبتكر فى مطلع السبعينيات.. ولا يجوز الحكم على زمن مضى من مقعد زمن حاضر..
●● سوف أكرر كثيرا هذا المعنى العميق والجاد، الذى أعنيه: مصر لا تنهزم حين يخسر فريق، وخسارة المنتخب أو خروجه لا يعنى هزيمة الوطن.. ولا أقلل أبدا من قيمة الرياضة التى أحبها، لكنه رأيى منذ سنوات، وسبق أن سجلته كتابة، وقولا، برفضى الشديد «لموجات الأغانى الوطنية» التى كانت تعزف حين يفوز المنتخب، وكنت أندهش من جملة «مبروك لمصر» التى يبثها التليفزيون فور انتهاء بطولة أو مباراة؟
●● مصر لم تعد المنتخب.. هو شعور ملايين المواطنين والمشجعين، ولذلك خيمت السكينة بعد نتيجة مباراة جنوب أفريقيا، بجانب أن الخروج كان متوقعا.. ويلفت النظر تحية حسن شحاتة وجهازه ولاعبيه، من جانب الأغلبية، وحتى ألد أعداء شحاتة، شكروه، ومنهم من ظل راقصا بين اتهامه بأنه لا يصلح لتدريب المنتخب، وبين وصفه بأنه أحسن مدرب فى العالم وليس مصر وحدها.. ولعل حسن شحاتة يكمل الصورة الحضارية، بمؤتمر صحفى موسع يشرح فيه ما جرى فى السنوات الماضية وأسباب الفوز بثلاث بطولات أفريقية، وسبب الخروج من التصفيات الحالية..
●● يبقى السؤال عن المدرب القادم من هو ومتى يتسلم المهمة.. لكن قبل ذلك أشير إلى أن الأمل فى التأهل انتهى قطعا، وهو أمل مقطوع ومختوم بختم النسر، فلا أحسن توانى.. ولا ضمن «أحسن روابع حتى»؟!