انتشرت فى الخمسينيات الأعمال البوليسية فى كل من الراوية والسينما بشكل خاص وكان هناك فرسان لهذا النوع من الكتابة تأثرا بالثقافة البريطانية والأمريكية، ولكن هؤلاء الكتاب المصريين لم تكن لهم البراعة نفسها التى كانت خارج مصر، فالشعب لدينا لا يمتلك حس ارتكاب الجريمة أو إتقان تدبيرها، ولذا فإن الأعمال التى بين يدينا تختلف تماما عن كتابات أجاثا كريستى، وجورج سيمنون، ومن هؤلاء البارعين فى مصر كان محمد كامل حسن المحامى «لاحظ إلصاق مهنة المحامى بالاسم»، وفى بعض الأحيان الأديب أمين يوسف غراب صاحب العديد من القصص القصيرة فى هذا المجال ومنها جريمة حب، إخراج عاطف سالم 1959، وليس عام 1955 كما نشرت بعض المواقع بطولة عماد حمدى ومريم فخر الدين وهند رستم وغيرهم، وبالنظر لموضوع الفيلم فهو بعيد تماما عن الرواية البوليسية أو قصص الجريمة، حيث إن هناك عدة سمات للفيلم البوليسى منها أن يغلف الغموض كل أحداث القصة ويتم كشف أسباب الجريمة ودوافعها ومرتكبيها فى الصفحة الأخيرة من الرواية، وهناك أعمال أخرى تعتمد على التحقيق من طرف مفتش تحرٍ يحاول الوصول لكشف الغموض حول الجريمة، وأيضا روايات عن المهربين الخارجين عن القانون، وفى فيلم جريمة حب فإننا أمام رواية رومانسية اجتماعية عاطفية، حول المحامى مجدى المخمور السكير المتزوج من امرأة يحبها، وهو كما يصفه مساعده يتفوه بعشرة ألسنة عندما يدافع عن موكله، هنا المحامى مجدى، يفقد أوراق إحدى القضايا فى الحانة، ويعتقد أن زوجته هى التى أضاعت الوثيقة فيصاب بنكسة مهنية عندما يخسر القضية تدفعه بالارتماء فى أحضان إحدى الموكلات، هند رستم، التى تغريه وتجذبه لحياتها وهى امرأة وحيدة يطاردها طليقها ويهددها فتلقى مصرعها على يد شخص مجهول نعتقد أنه طليقها الذى يطاردها راغبا فى عودتها إليه.
العمل كما كتبه السيناريست محمود صبحى ذو حبكة سينمائية محكمة كفيلم باعتبار أن خيوط الجريمة تتضح فى معرفة هوية القاتل وهو شخص غير متوقع فهو حارس العوامة العجوز الذى أجهز على المرأة وقتلها فى ذات اللحظة التى تأتى فيها الزوجة ثريا بحثا عن زوجها الخائن.
العمل البوليسى هنا ينتقل من العوامة إلى المحاكم فالبطل هو المحامى الذى يضطر للدفاع عن زوجته لسبب شخصى خاص به، بعد أن اعتزل المحاماة وأغلق المكتب نهائيا، كما أننا نشاهد جريمة عاطفية لأن القتيلة هى عشيقته والمتهمة هى زوجته التى هجرها ثم عاد إليها بعد أن علم أنها حامل، ويجب أن نعرف أن هذا النوع من الروايات هو عاطفى فى المقام الأول ولا تنطبق عليه شروط الرواية البوليسية التى تستبعد قصص الغرام، وقد يكون بها دفاع عاطفى ولكن ليس بين محيط العائلة كما شاهدنا فى جريمة حب.
أما المؤلف أمين يوسف غراب فهو يكتب عادة أفلاما اجتماعية مثل شباب امرأة، وسنوات الحب، أما عاطف سالم فهو لا يميل كثيرا إلى فيلم الجريمة ولذا فإنه قدّم هذه الوجبة بمذاقه الخاص، فليس لدينا هنا ضابط تحقيقات أو تحرٍ ولكنه نجح فى صناعة فيلم عائلى فى المقام الأول باعتبار أنه قد تورطت الزوجة وانعكس ذلك على أفعال أسرة الزوجة ومساعد المحامى الذى فقد وظيفته، أى إن نجاح مجدى فى اكتشاف القاتل الحقيقى شجعه على إعادة فتح مكتبه والعمل كمحام من جديد لا سيما بعد أن عثر أخيرا على الوثيقة الضائعة التى كانت سببا لحبس أحد موكيله من المتهمين الأبرياء، وفى النهاية فإن هذه النوعية من الأفلام تختلف عن السينما التى قدمها فريق عمل الفيلم لاسيما المؤلف والمخرج.