ليس هذا اقتباسا من قناة الجزيرة، لكنه مضمون المقال تقريبا، حيث يقول محمد وهو مواطن مصرى يعيش فى الجزائر: «تلك أول مرة أعلق على كتاباتك وقد عرفت حقا أنك تقرأ تعليقات قرائك وأنك تهتم بها وهذا ما فعلته فى مقالك إلى الإعلاميين الرياضيين ونشرك لتعليقات قرائك ردا على مقالك فى نقد جوزيه وأنت كاتب محترم لأنك تحترم الرأى الذى يختلف معك»..
الفكرة التى يصيغها محمد، فى غاية الأهمية.. فأولا أبدأ اليوم بقراءة تعليقات القراء، لأننا نكتب لهم ولا نكتب لأنفسنا. ثم إن احترام الرأى الآخر «مش بالكلام»، فالصحفى يكتب كل يوم مطالبا الدنيا كلها باحترام الرأى الآخر، وحين يفاجأ برأى مخالف لرأيه يقع فى اختبار، فإما أن يرفض هذا الرأى، أو يقبله. وفى الأولى يخسر قارئه وفى الثانية يكسبه..
أقرأ تعليقات القراء.. وأحاول اللحاق بها. وإزاء التفاعل الهائل مع تصريحات مانويل جوزيه، وعلى الرغم من تحفظى على كلماته، ومبالغته فى التعبير عن كراهية الصحفيين، فإن ردود أفعال القراء حقيقية، وتستحق من الإعلام الرياضى كله مراجعة خطابه، حتى لو كان مانويل جوزيه جانيا ومتجنيا..
وفى المؤتمرات الصحفية عقب المباريات تطرح أسئلة وقضايا لا علاقة لها بالمباريات، وهى أحيانا تكون أسئلة مثيرة للعجب أو للضحك، ومن أسف أن تلك المؤتمرات لا يحضرها الصحفيون الرياضيون الحقيقيون فى أغلب الأوقات، ومن الأسف أكثر أنها تنقل على الهواء مباشرة، بلا مونتاج وبلا مراجعة أو تهذيب، فيتكون لدى الرأى العام أن هذا هو مستوى الصحافة الرياضية؟!
تعقيبا على الدرجة الموحدة التى منحتها للمنتخب فى مباراة رواندا يقول محمود جابر على: «جميلة حكاية الدرجة الموحدة ومناسبة للظروف لأن هناك لاعبين كانوا سيحصلون على 1 أو 2 أو 3 كتير وكمان علشان اللاعبين «بتزعل وتحسبن»!».
المباراة ومستواها لم يكن يستحق درجات مفصلة، وبالفعل، وجدت أن بعض اللاعبين سوف يحصل كل منهم على درجات «تحت الصفر» فى عز الحر.. والنتيجة الكبيرة لا تعبر عن الأداء.. فمن يعلم بفوز المنتخب بثلاثة أهداف سوف يظن أن الفريق قدم عرضا قويا جدا، لكنه لم يقدم هذا العرض..!
أما القراء الذين يرون أن قصة الضغط النفسى وهمية ولا تصدق، فإنها حقيقة وتصدق. ولاعبنا معذور لأن حسابه يوم يفوز أو يوم يخسر يكون رهيبا.. بفرحة الإنجاز القومى و«المصريين أهمه» أو بنكسة الانكسار القومى.. و«المصريين مش أهمه».. مع أنها مجرد مباراة ورياضة فقط لاغير؟!