هكذا يتضرر الناس من التغيرات المناخية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 10:15 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هكذا يتضرر الناس من التغيرات المناخية

نشر فى : الأربعاء 9 نوفمبر 2022 - 9:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 9 نوفمبر 2022 - 9:25 م
يتحدث العالم أجمع تقريبا ليل نهار عن التغيرات المناخية وخطورتها على الكوكب بأكمله، لكن كثيرين لا يدركون ما هى أوجه الخطورة، وهل سيتأثر البشر العاديون بهذه التغيرات، وإذا تأثروا فكيف يكون ذلك؟.
مصطلح التغير المناخى يصف الزيادة المستمرة فى متوسط درجة الحرارة، وتأثيرها على النظام المناخى للكوكب، وبالتالى فالسؤال: ما هى الآثار المترتبة على هذا التغير على عموم الناس والعالم؟
حسب تقارير صحفية عديدة فإن عبارة «الخسائر والأضرار صارت تتردد بكثرة فى كل ما يتعلق بالتغيرات المناخية».
لا يدرك كثيرون أن هناك كوارث متعددة صارت تحدث بسبب التغيرات المناخية مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير والانهيارات الأرضية وحرائق الغابات، هى ظواهر أو كوارث تحدث فى كل العالم الغنى والفقير، لكن تأثيرها مختلف من مكان إلى آخر.
فى الشهور الأخيرة رأينا جفافا فى الصين وفيضانات فى باكستان وأعاصير فى الولايات المتحدة. هذه الكوارث أو الظواهر الطبيعية كانت تحدث فى الماضى بالطبع، لكن الآن صارت وتيرة حدوثها كثيرة ومدمرة.
والمقصود مثلا بعبارة «الخسائر والأضرار» هى الخسائر الاقتصادية المتمثلة فى خسارة المنازل والأراضى والمزارع والشركات، لكن هناك خسارة غير اقتصادية أيضا وتتمثل فى موت الناس. أو خسارة المواقع الثقافية والأثرية، وكذلك فقدان التنوع البيولوجى.
هناك أيضا خسارة تتمثل فى أن العواصف الشديدة والفيضانات المدمرة وذوبان الأنهار الجليدية تسبب معاناة لكثير من الناس فى هذه المناطق وبالتالى فالسؤال هو: هل يحصل سكان هذه المناطق خصوصا فى البلدان النامية على الدعم الكافى فى الوقت المناسب لإعادة البناء والتعافى قبل وقوع الكارثة التالية؟.
والأخطر أن تقريرا صدر أخيرا عن مجلة لانسيت الطبية المعروفة يؤكد تحت عنوان «العد التنازلى» أن اعتماد العالم المستمر على الوقود الأحفورى يزيد من مخاطر انعدام الأمن الغذائى والأمراض المعدية والأمراض المرتبطة بالحرارة. هذا التقرير يتضمن عمل ٩٩ خبيرا من المنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة العالمية تحت إشراف «كلية لندن الجامعية».
يقول التقرير إن الطقس المتطرف يزيد الضغط على الخدمات الصحية على مستوى العالم التى صارعت بالفعل مع وباء كورونا وتداعياته وأن الوفيات المرتبطة بالحرارة على مستوى العالم زادت بمقدار الثلثين خلال العقدين الماضيين.
هذه الآثار الصحية تشمل تفاقم حالات أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسى وضربات الشمس وضعف الصحة العقلية، ولن يتوقف ذلك إلا بالتحول السريع إلى الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة.
فى تقرير «لانسيت» فإن تلوث الهواء ساهم فى ٤٫٧ مليون حالة وفاة على مستوى العالم خلال ٢٠٢٠ يرتبط ٣٥٪؜ منها بشكل مباشر باحتراق الوقود الأحفورى.
التقرير يضيف أن تأثيرات تغير المناخ تزيد من حدة آثار الأزمات الأخرى مثل انعدام الأمن الغذائى وفقر الطاقة وزيادة تلوث الهواء.
الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش يقول إن «صحة الإنسان وسبل العيش وميزانيات الأسرة والاقتصادات الوطنية تتدهور، بسبب أن إدمان البشر على استخدام الوقود الأحفورى خرج عن السيطرة».
والمشكلة الأكبر أن كل ذلك يتزامن مع ارتفاع تكاليف المعيشة مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء إضافة على ما تنفقه روسيا والغرب على الصراع العسكرى فى أوكرانيا، وبعض من هذا الانفاق كان يتوجه للمساعدات والمنح للدول النامية، ثم توقف أو كاد.
البعض يقول إنه لمواجهة التغيرات المناخية فمن الضرورى هجر تداول اللحوم والعودة للأكل النباتى وكذلك الاستغناء عن السيارات والاعتماد على الدراجات الهوائية والسيارات الكهربائية وأى شاحنات جديدة بلا انبعاثات. لكن كثيرون يجادلون بأن ذلك غير عملى على المدى القصير والمتوسط لأنه يحتاج إلى استثمارات ضخمة غير متوافرة لغالبية بلدان العالم.
السؤال: ما إمكانية أن نغير من نمط حياتنا الحالى حتى نضمن استمرار وجود هذا الكوكب؟.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي