موسم الانتقالات فى الأحزاب المصرية - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 2:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

موسم الانتقالات فى الأحزاب المصرية

نشر فى : الخميس 10 يونيو 2010 - 9:54 ص | آخر تحديث : الخميس 10 يونيو 2010 - 9:54 ص

 منذ اعتلى الدكتور السيد البدوى شحاتة رئاسة حزب الوفد والحديث لا ينقطع عن ضم نواب مستقلين ورجال أعمال تحت شعار «تدعيم صفوف الحزب» وهى العبارات والشعارات ذاتها التى تتردد طوال الوقت فى الساحة الكروية المصرية، وصرنا نسمع كل يوم عن مفاوضات بدأت لضم هذا أو ذاك.

وحتى الآن ووفقا للمنشور من الأخبار فقد نجح الحزب فى ضم نائبين مستقلين فى صفقة واحدة، وهما نائبا مجلس الشعب علاء عبدالمنعم ومصطفى الجندى، فيما لم تتأكد بعد أخبار انضمام عمران مجاهد، ولم يعلن ما إذا كان قد وقع رسميا، أم أنه وقع على استمارة رغبة فى الانتقال.

والمثير فى مولد الانتقالات الحزبية أن حضرات السادة المنتقلين فى معظمهم يتحدثون عن وفديتهم التى اكتشفوها فجأة بعد تولى السيد البدوى، رجل الأعمال والفضائيات ذائع الصيت، لرئاسة الحزب، بل يذهب بعضهم إلى أنهم وفديون من الأصل لكن «وفديتهم» بقيت مطمورة بفعل عوامل مناخية وجغرافية متعددة، وها هى تظهر الآن.

غير أن الأمر لم يتوقف على النواب الحاليين فقط، بل امتد إلى نواب سابقين، من المعتزلين أو المعزولين، من عينة رجل الأعمال رامى لكح، والذى ارتدى قميص الوفد مؤخرا بعد وصول البطاقة الدولية وأقيم له حفل توقيع صاخب، كان متوقعا بعد ساعات قلائل من إعلان فوز السيد البدوى، إذ تسربت أخبار عن احتمالات انضمام رجلى الأعمال نجيب ساويرس ورامى لكح للحزب.

واللافت فى حالة رامى لكح أنه قبل سنوات قلائل يملأ الدنيا كلاما عن انضمامه للحزب الناصرى، بل أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق بصفوف الناصريين بعد ليلة سياسية ساخنة بشتاء 2002 فى 8 شارع طلعت حرب حيث مقر الحزب الناصرى، انتهت بإحباط مخطط قاده بعض النافذين فى الحزب لتعيين لكح عضوا بالمكتب السياسى، تمهيدا لاستحواذه على جريدة «العربى» الناطقة بلسان الحزب.

والمحير أكثر فى حالة لكح أنه منذ عودته من مهجره الإجبارى قبل شهرين يطل علينا عبر حوارات تليفزيونية وصحفية متعددة أفتى فيها بأن مصر لا يصلح لحكمها إلا الرئيس مبارك بما يملك من صرامة عسكرية، وفى حدود معلوماتى أن الوفد بتراثه كحزب شعبى ضد هذا الاتجاه على طول الخط.. لكنها السياسة عندما يتعاطاها أهل البيزنس.

وأزعم أن داخل الوفد أصواتا سمعت بعد الانتخابات الأخيرة لا تريد تحوله من حزب شعبى بامتياز إلى كيان سياسى جاذب وجامع لرجال الأعمال، وهو ما يخشى معه أن يصبح صورة أخرى من الحزب الحاكم فى مصر، يتصدر المشهد فيه مجموعة رجال الأعمال الكبار، خصوصا مع الحديث عن احتمال تولى لكح أمانة التنظيم به، ليكون معادلا موضوعيا لحالة أحمد عز فى الحزب الوطنى.

باختصار لا نريد أن تختفى الأندية الشعبية مخلية الساحة لأندية الشركات فى ملاعب السياسة المصرية.
wquandil@shorouknews.com



وائل قنديل كاتب صحفي