** هى أسوأ مباريات القمة من 15 سنة.. هى القمة صفر.. وكان الزمالك فيها هو الفريق الأفضل، وهنا المسألة نسبية، فالزمالك أيضا كان سيئا، لأنه لم يهزم الأهلى فى أسوأ حالاته الذى لعب بطريقة شجرة الجميز، وليس شجرة الكريسماس، ومن لا يعرف شجرة الجميز، فإن فروعها غير متناسقة، وتراها متنافرة، وكل فرع يمضى فى عكس اتجاه الفرع الآخر.. وقد زاد الأهلى على الطريقة، بتشكيله الدفاعى، وبحذره المبالغ فيه خوفا من حشو تورتة الدورى بالمسامير فى حالة فوز الزمالك.. ووصف المباراة بأنها سيئة لا علاقة له بالنتيجة، ففى أحيان يمكن أن يتعادل فريقان سلبيا، بعد مباراة قوية ومثيرة وحافلة بالصراع الإيجابى، وليس الصراع السلبى. وهذا أمر يذكرنى بتعبيرات سياسية قديمة، من نوع الحياد الإيجابى.. هل يوجد حياد إيجابى؟.. سؤال متأخر 50 سنة!.
** يحضر المدرب الأجنبى إلى مصر فيتغير عقله من محيطه، وهذا المحيط يتكون من المدربين أو الإدارات، أو الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعى التى تنتظر فوز فريق على الآخر لتبدأ حملة سخرية وتشفٍّ وشماتة وسباب من باب التواصل..
** هذا الأداء الدفاعى الحذر من جانب الهولندى مارتين يول، يعكس فلسفة كروية مصرية عقيمة وقديمة تتعلق بفهم قاصر للكبرياء والكرامة، وعدم فهم كرة القدم لدرجة أن يلعب أحد فرعى الأسرة الكروية الكريمة مدافعا حتى آخر حبة عرق فى جلد آخر لاعب، كى لا يخسر الفريق، بينما أصل اللعبة هو أن تلعب بأقصى طاقة كى تفوز.. وقد كان الأهلى هو هذا الفريق الخائف من الخسارة، وكذلك كان الزمالك، فماذا تنتظرون من فريقين خائفين، يائسين، بائسين، عاجزين.
** هل كان هذا الأداء الدفاعى من بنات أفكار مارتن يول أم من بنات أفكار سيد عبدالحفيظ وأسامة عرابى وعظيمة، أو إدارة النادى؟ هل قال هؤلاء للخواجة: إياك أن تخسر؟! وإذا كان هذا حال الأهلى، فلماذا لعب الزمالك بحذر هو الآخر وضيع فرصة تحقيق الفوز.. ماالذى كنتم سوف تخسرونه لو خسرتم.. هل لعبتم كذلك حفاظا على الكرامة الكروية؟.
** المباراة ضعيفة فنيا، ولا أمل فى تغيير حسابات أهل القمة، لأن فلسفة الكرة فى ملاعبنا لا تعرف اللعب باستمتاع، واللعب من أجل الفوز بغض النظر عن المواقف، واللعب من أجل الجمهور وإعلاء قيمة المنتج.. وهذا من أسباب قوة الدورى الإنجليزى على الرغم من ضعف منتخب إنجلترا.. لكن المباراة نظيفة أخلاقيا. فالروح الرياضية بين اللاعبين ممتازة، باستثناء 4 فاولات بلدى لوليد سليمان وعاشور، وحجازى، وطارق حامد.. وكل موسم وأنتم بخير وأحسن حالا فى المواسم القادمة بإذن الله وبجمهور، وألا يكون الحديث عن عودة الجمهور فيلما من أفلام الخيال العلمى!.