حلم حواس والهرم المفقود - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:38 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حلم حواس والهرم المفقود

نشر فى : الإثنين 10 يوليه 2023 - 6:55 م | آخر تحديث : الإثنين 10 يوليه 2023 - 6:55 م

الولع بالحضارة المصرية القديمة لا يزال يستحوذ على اهتمام محبى الآثار، وهواة النبش فى الحقب التاريخية البعيدة، بحثا عن كنوز دفنتها الرمال، أو بالأحرى أخفاها أصحابها فى سراديب ومقابر، وحجبوها بعيدا عن العيون بتمائم وتعاويذ سحرية، لحمايتها من أيادى اللصوص العابثين بتراث الأجداد.
وفى منطقة سقارة التى لم تبح حتى الآن إلا بالقدر الضئيل من أسرارها، ينقب عالم الآثار المصرى الأشهر الدكتور زاهى حواس، ويبحث تلميذه الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، تحت أرتال الرمال عما تركه الفراعين العظام من إرث لا يزال يمثل شغفا للأستاذ والتلميذ اللذين أدخلتهما منصة نتفليكس فى منافسة حامية الوطيس، أيهما يسبق الآخر فى الكشف عن الجديد فى عالم التنقيب.
لا يخفى وزيرى حبه لأستاذه، وأبيه الروحى زاهى حواس، لكن فى الفيلم الوثائقى «المجهول..الهرم المفقود» الذى بدأت المنصة الشهيرة فى عرضه قبل أيام يحاول وزيرى تأكيد مقولة أن التلميذ قد يتفوق على أستاذه فى بعض الأحيان، بينما الأستاذ لا يخفى فرحة بكل نجاح لتلميذه، فى ثنائية محبة وتقدير من كلا الرجلين لبعضهما فى أروع مثل على أن التنافس لا يفسد للحب قضية.
فى موقع جسر المدير فى منطقة سقارة حيث يقود فريق من المنقبين، يقف حواس مادا بصره على بقعة صحراوية فسيحة وهو يقول: «يشغل هذا المكان تفكيرى منذ عقود.. آتى دائما إلى هنا منفردا». يخلع حواس قبعته الشهيرة، ويدخل فى لحظات صمت قبل أن يعاود الحديث: «أطرح على نفسى هذا السؤال: ماذا يوجد تحت هذا المكان؟ هنا اخترع فراعنة مصر الأوائل.. الأهرامات منذ 4500 عام».
يتخيل حواس وهو واقف وسط الرمال مخططا لهرم مدفون تحت الأرض، إنه هرم «حونى» المفقود الذى يحلم باكتشافه، فقد حان وقت استعادة مصر لتاريخها وعثور المصريين على الاكتشاف الكبير «حونى» آخر ملوك عصر الأسرة الثالثة .. يقول الدكتور حواس: «نرجو إذا اكتشفنا هرمه أن نجعله شهيرا مثل توت عنخ آمون».
يبدأ عمال التنقيب فى جسر المدير تحت قيادة حواس الحفر بحثا عن الهرم المفقود، فى المقابل يبدأ فريق وزيرى العمل على بعد كيلومتر واحد فى مقبرة «البوباسطيون»... من داخل سيارة دفع رباعى تمضى عبر الصحراء يقول وزيرى: «حققت نجاحا باهرا فى المواسم الأربعة الأخيرة فى سقارة، وجدنا مقبرة «وحتى» (...) ولن يكون هذا الموسم مختلفا، آمل أن نتوصل إلى اكتشاف يدهش العالم بأسرة».
يحفر العمال فى البوباسطيون، يكتشف أحدهم حجرا، يبدو أنه غطاء بئر تقود إلى مقبرة، يتم استدعاء وزيرى على الفور، يغوص الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى بئر عمقها 15 مترا قبل أن يزحف إلى مقبرة سليمة لم تمس، مليئة بالتوابيت.
يسارع وزيرى متهلل الوجه إلى أستاذه حواس. يظهر حس الدعابة الذى يتميز به كل مصرى.. يقول حواس لوزيرى: لقد تأخرت، يرد الأخير: »أنا دائما على الموعد» قبل أن يقول: «أعرف أعظم اكتشاف تتحدث عنه» يتساءل حواس: ما هو؟.. يرد وزيرى: «اكتشاف عمره 33 عاما..عندما اكتشفتنى».
بين مشاغبات التلميذ وابتهاج الأستاذ يمضى اللقاء، قبل أن يلوح وزيرى بصور على هاتفه المحمول لبعض مما اكتشفه فى البوباسطيون، قبل أن يسارع بإبعاد هاتفه حتى لا يرى حواس تلك الصور وهو يقول: «ذهب هذا هو الذهب».
قى لقاء آخر يسأل حواس وزيرى: ما خططك بموقع البوباسطيون؟ يرد وزيرى: «سأعلن عن اكتشاف رائع».. يسأل حواس من جديد: «ما هو؟» يرد وزيرى بابتسامة: «لن أخبرك... سأحتفظ به سرا»، يبتسم حواس بدوره وهو ينفث دخان سيجاره المشتعل كالجمرة، بينما يقول وزيرى: «مثل الأيام الخوالى.. ما أجمل الأيام الخوالى يا دكتور» يرد حواس: «لا بأس».
خلال المباراة التنافسية بين حواس ووزيرى، يعثر الأخير على جدار ربما يقود إلى الهرم المفقود، بعد أن اكتشف فريقه مومياء ومجموعة من التماثيل فى موقع جسر المدير، بينما يعثر فريق تلميذه على أفضل نسخة محفوظة لـ«كتاب الموتى»، فى لفافة بردى حملت اسم «بردية وزيرى» وهى بطول 15 مترًا وتحوى 113 فصلا يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إنها: «قد تغير فهمنا لمعتقدات قدماء المصريين».
فرحا بإنجاز تلميذه يقول حواس: «خلال العقود الأربعة الأخيرة دربت جيشا من علماء الآثار المصريين، سيتابعون العمل حتى بعد وفاتى بوقت طويل.. أنهم أفضل شىء اكتشفته.. سيكون هذا إرثى».

التعليقات