زبادى بالعسل - وائل قنديل - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 1:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زبادى بالعسل

نشر فى : الخميس 11 مارس 2010 - 9:26 ص | آخر تحديث : الخميس 11 مارس 2010 - 9:26 ص

 كنت أتصور أن الدكتور أحمد نظيف سينتقل من حالة «رئيس مجلس الوزراء» إلى حالة «رئيس الحكومة» أثناء فترة غياب الرئيس مبارك بداعى المرض، وبموجب التفويض الذى منحه له رئيس الجمهورية.

غير أن ما يتسرب بشأن التفويض وحدوده يشى بأن صلاحيات الدكتور نظيف لا تتجاوز كونه منسقا عاما بين الوزارات المختلفة فيما تبقى الملفات الأكثر خطورة خارج نص التفويض تماما.

وإذا كان كثير من المتابعين قد رأوا فى الإعلان عن مرض الرئيس وتطورات علاجه نوعا من الشفافية المطلوبة فى مثل هذه المواقف، فإن قواعد الشفافية كانت تقتضى أيضا أن يعرف الناس حدود التفويض الممنوح للدكتور نظيف، وأزعم أنه كان من الأفضل لو أذيع نص التفويض على الناس، أعنى المواطنين الذين هم رعية الحاكم.

وإذا كانت الشفافية فيما يتعلق بحالة الرئيس فى ألمانيا قد أتاحت للناس أن يعرفوا أن الرئيس أجرى عملية المرارة بنجاح وأطلق النكات وتناول الزبادى بالعسل، فإن من حق الرعية الذين هم أنت وأنا وهى وهو أن يكونوا على دراية كاملة بمن هو الرجل الأول فى الدولة إلى أن يعود رئيس الجمهورية بسلامة الله من رحلة علاجه.

ذلك أن المشهد السياسى يبدو هذه الأيام أقرب إلى برج بابل، الكل يتحدث فيما يخصه وما لا يخصه أيضا، فعلى سبيل المثال تحدث السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وأمين عام الحزب الوطنى بيقين قاطع معلنا أنه لا نية لتعديل الدستور على الإطلاق، وحذا حذوه الدكتور على الدين هلال أمين إعلام الحزب الوطنى، وأحسب أن تصريحا بهذا الحسم والقطع هو من اختصاص رئيس الدولة، ولربما ــ أقول ربما ــ يرى الرئيس بعد عودته أنه من الممكن، أو من الضرورى، إجراء تعديل دستورى على نحو ما، كهدية للشعب بمناسبة شفائه، أو لاعتبارات أخرى.

وما يلفت النظر أن الرافضين للتعديلات يؤسسون حجتهم على أن الدستور نص مقدس لا يجوز الاقتراب منه، ويتناسى هؤلاء أن يدا امتدت إلى الدستور قبل خمس سنوات وغيرت وعدلت 34 مادة دفعة واحدة، وسط تصفيق حاد من الأغلبية، وتجاهل تام لصرخات المحذرين من صيغة المادة 76 من الدستور التى ساوت بين إمكانية ترشيح المستقلين لانتخابات الرئاسة وبين رحلة عنترة بن شداد فى بحر الرمال العظيم ذهابا وعودة بألف من النوق العصافير لكى يستطيع الزواج من ابنة عمه عبلة، وربطت ترشح المستقلين بالقدرة على رؤية حلمة الأذن بالعين المجردة.

دعواتنا للرئيس بالشفاء والعودة كى تختفى بضغطة ذر أزمة السولار.. وتنتهى لعبة الكلمات المتقاطعة بين أركان الدولة.

وائل قنديل كاتب صحفي