على باب مطار العاصمة نيامى، وقف رجل يرتدى جلبابا بألوان علم النيجر، وممسكا بشىء فى يده، مثل تلك الآلة التى نهش بها الذباب، ويقال إنها منشة، ومع الرجل «حيوان غريب» (يعرف الحيوان فى مصر وبلاد العرب بأنه معزة).. وأخذ هذا الرجل يلقى بتعاويذ مريبة كلما خرج أحد لاعبى المنتخب من باب المطار.. لاحق هذا الرجل المنتخب فى نيامى، وقبل المباراة مباشرة ظهر الرجل نفسه، وقام بدوره حول الملعب وسط هتافات مدوية، بدت أنها حفلة سحر.
السحر هو التفسير الوحيد الذى وجدته لهذا الأداء الذى قدمه فريقنا الوطنى أمام منتخب النيجر المصنف رقم 154 (نحن رقم 9 لا تنسوا).. السحر هو التفسير الوحيد للأداء الهزيل، الذى قدمه المنتخب الوطنى فى الشوط الأول تحديدا، مهما كانت أرض الملعب سيئة، والجو حارا، والرطوبة عالية.. فكل ذلك لا يجعل بطل أفريقيا يظهر بتلك الصورة.. فلاجملة واحدة كاملة، ولا تمرير.. ولا واجبات للاعبين تنفذ، ولا هم قادرون على الجرى أو مجاراة لاعبى النيجر الذين يلعبون بعشوائية، ويهددون مرمى الحضرى.. ولا أعرف ماذا امتلك هذا الفريق.. إن جماهيره تهلل فرحا وتغمرها السعادة وتتعالى صيحاتها عندما يمرر لاعب من الفريق الكرة إلى زميله.. فكيف عجزنا عن امتلاك الكرة والسيطرة عليها.. هل هو السحر فعلا والعياذ بالله؟
بسهولة غريبة تسلم موسى مازوو المحترف فى بوردو الفرنسى الكرة وجرى من عبدالشافى، ووضع الكرة فى مرمانا مسجلا هدفا تاريخيا.. أين دفاعنا القوى..؟ وأين خط وسط المنتخب.. فلا ضغط ولا مقابلة مبكرة للاعبى النيجر، وجناحنا الأيسر مكسور، وجناحنا الأيمن مسحور، ونحن نسمح لهم بهجوم عشوائى لكنه يشكل خطورة..
لم نلعب كرة قدم.. فالدفاع مهلل ومخلخل.. والوسط غير متاح ومتثائب.. والهجوم غير موجود.. لم يحضر لاعبو المنتخب.. تمريراتهم كلها مقطوعة، ومثقوبة.. ولا روح معنوية، وهم يريدون ويرغبون فى الفوز.. وعندما تريد ولا تستطيع، وعندما تأبى الكرة أن تدخل المرمى، وعندما يتلاعب بدفاعك لاعب يدعى موسى ويبدو أنه فرعون.. فإن التفسير الوحيد لهذا الأداء هو أن منتخبنا الوطنى وقع أسيرا للسحر وللساحر ذى الجلباب والمعزة؟.