الاستيلاء على باخرة السلاح ضربة لإيران - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 3:12 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاستيلاء على باخرة السلاح ضربة لإيران

نشر فى : الأربعاء 12 مارس 2014 - 5:35 ص | آخر تحديث : الأربعاء 12 مارس 2014 - 5:35 ص

د. أفريام كام

اعتاد الإيرانيون من وقت إلى آخر إرسال شحنات سلاح كبيرة إلى حلفائهم فى لبنان وسورية وغزة والعراق ودول أخرى، تنقل من طريق البر والجو والبحر. ونظرا إلى كون هذا السلاح معدا لمهاجمة إسرائيل، فقد اعتادت إسرائيل من وقت إلى آخر، ولدى حصول أجهزة الاستخبارات على معلومات دقيقة وحديثة عن هذه الشحنات، أن يقوم الجيش الإسرائيلى بمهاجمتها. وعلى الرغم من النجاحات التى حققتها إسرائيل على هذا الصعيد، يواصل الإيرانيون محاولاتهم إرسال السلاح، ربما بسبب نجاحهم فى تهريب جزء منه من دون أن يجرى اكتشافه. والدليل على ذلك أنه برغم إحباط عمليات التهريب، فإن مخازن السلاح لدى حزب الله وحركة «حماس» والجهاد الإسلامى تزداد بصورة مستمرة، وجزء كبير من هذا السلاح يأتى من إيران.

ثمة أسباب مهمة تدفع بإيران إلى تزويد حلفائها بالسلاح ولا سيما التنظيمات الإرهابية، إذ يشكل استخدام الإرهاب ضد أعدائها عنصرا مهما فى عقيدتها العسكرية لأنه يساعدها على ردع هؤلاء الأعداء. ولهذا السبب تعتبر الإدارة الأمريكية منذ 1984، إيران الدولة الأكثر تورطا فى الإرهاب.

وفى الواقع، فإن ما تقدمه إيران إلى التنظيمات الإرهابية يساعدها على تعزيز نفوذها فى الشرق الأوسط ــ فى لبنان والعراق والساحة الفلسطينية. وتساهم المساعدة التى تقدمها إيران إلى التنظيمات التى تقاتل إسرائيل، فى خدمة هدف إيران الذى هو استنزاف إسرائيل من خلال الصراع المسلح، ويضع هذه التنظيمات الإرهابية وبصورة خاصة حزب الله المرتبط ارتباطا وثيقا بإيران ــ ضمن جبهة الاستنفار الإيرانى ضد إسرائيل. إن استخدام الإرهاب وسيلة قليلة التكلفة بالنسبة لإيران، فهى لم تُعاقب فعلا على تورطها بالإرهاب، وعملاؤها هم الذين يدفعون الثمن.

تدخل سفينة السلاح كلوز ــ سى ضمن هذه النظرة الإيرانية. فالسفينة معدة لنقل السلاح إلى قطاع غزة من طريق السودان الذى يعتبر الهدف المفضل لهذه الغاية بوصفه محطة انتقالية ينتقل منها السلاح إلى مصر، ومن هناك إلى غزة من طريق سيناء. كما ان العلاقات بين السودان وإيران علاقات وثيقة منذ سنوات، وقدمت إيران إلى السودان مساعدة عسكرية واقتصادية.

ليس من الواضح الجهة التى يتوجه إليها السلاح، هل هى «حماس» التى شهدت علاقاتها مع إيران برودة منذ سنة 2012 من جراء تقرب الحركة من جماعة الإخوان المسلمين الذين حكموا فى تلك الفترة مصر، وبعد تحفظات الحركة على التدخل الإيرانى فى سورية؟ أو الجهاد الإسلامى التنظيم الفلسطينى الأكثر قربا من إيران؟ ومن المحتمل أن يكون السلاح موجها إلى الطرفين.

فى جميع الأحوال، فإن تهريب السلاح إلى قطاع غزة بات أكثر صعوبة، فالنظام الحالى فى مصر يوظف جهودا كبيرة من أجل تعزيز سيطرته على سيناء وإغلاق طرق التهريب والأنفاق من سيناء إلى غزة، كما أنه يتعامل مع «حماس» بوصفها خطرا وخصما، وليس من الواضح كيف خطط الإيرانيون عملية تهريب هذه الصواريخ الثقيلة إلى القطاع.

يأتى الكشف عن شحنة السلاح فى وقت حرج بالنسبة لإيران التى تبذل جهدها من أجل تحسين وضعها الدولى وتقديم صورة إيجابية ومعتدلة كى تتوصل إلى اتفاق مع دول الغرب بشأن مشكلتها النووية يرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

ومن المعلوم أن قرار مجلس الأمن لسنة 2007 يحظر على إيران تصدير السلاح. وهذا هو السبب الذى دفع بإيران إلى تكذيب أى علاقة لها بشحنة السلاح. لكن على الأرجح، فإن الضرر الذى سيلحق بصورة إيران سيكون ضئيلا، فالعالم يعرف تورط إيران بالإرهاب منذ سنوات، واعتراض السفينة لن يساهم كثيرا.

ونظرا إلى أن لدول الغرب مصلحة فى التوصل إلى اتفاق نهائى للمشكلة النووية، فمن غير المتوقع أن توقف قضية باخرة السلاح المحادثات، كما أن توجه الاهتمام الدولى نحو المواجهة بين روسيا وأوكرانيا سيلقى بظلاله على شحنة السلاح.

يعتبر الاستيلاء على سفينة السلاح ضربة بالنسبة لإيران التى وظفت أموالا فى تنظيم هذه الشحنة وفى التغطية عليها. ولإيران حساب طويل مع إسرائيل ــ بسبب هجماتها السابقة على شحنات السلاح، واغتيال العلماء الإيرانيين، وإدخال فيروس إلى الحواسيب الإيرانية، ومقتل القائد العسكرى لحزب الله فى لبنان عماد مغنية.

لذا، يجب علينا أن نأخذ فى حسابنا أن تسعى إيران إلى تصفية هذا الحساب مع إسرائيل بواسطة حزب الله.

التعليقات