هل يجرؤ الدكتور نظيف؟ - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:31 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يجرؤ الدكتور نظيف؟

نشر فى : الإثنين 13 يوليه 2009 - 9:51 م | آخر تحديث : الإثنين 13 يوليه 2009 - 9:51 م

 لم أكن أعلم أن رئيس الوزراء الدكتور نظيف محب للتغيير وكاره للجمود إلى هذا الحد.. الرجل اكتشف أن وزير الرى السابق الدكتور محمود أبوزيد أمضى فى منصبه عشر سنوات فقرر إعفاءه من المنصب والمجىء بوزير جديد لأن «الواحد لما بيقعد لفترة طويلة بيبقى أسير للسياسات اللى هو ماشى فيها» هكذا قال نظيف فى «البيت بيتك».

جميل أن يلعب الدكتور نظيف دور محرر الأسرى فى الحكومة المصرية، بنفس الطريقة التى لعب بها مباراة كرة القدم الشهيرة التى جمع لها الوزراء احتفالا بيوم الرياضة فى أوائل العام الدراسى الماضى.

غير أنى أستغرب أن تشمل رحمة الدكتور نظيف وزير الرى فقط دونا عن بقية زملائه حماية له من سجن «السياسات اللى هو ماشى فيها» بعد عشر سنوات فى المنصب.

وربما لا تتوافر للدكتور نظيف بيانات كاملة عن ملفات خدمة وزراء حكومته، إلا أن هذا احتمال بعيد من عدة وجوه أهمها أن الدكتور نظيف اشتهر بأنه رئيس الحكومة الإلكترونية، كونه رجل الكمبيوتر والبرمجيات الأول فى مصر.

ومن باب تنشيط ذاكرة الدكتور نظيف فقط ألفت عناية سيادته وهو يحتفل اليوم بعيد جلوسه الخامس على كرسى رئاسة الحكومة أن هناك من أعضاء حكومته من طالت فترات جلوسهم فى مناصبهم إلى ما يقرب من ربع قرن، فالوزير فاروق حسنى أنفق حتى الآن 22 عاما من عمره المديد فى حقيبة الثقافة، ويبدو أن فى جعبته سنوات أخرى سينفقها فى الوزارة ذاتها أيضا.

وهناك إلى جانب فاروق حسنى وزراء مضى عليهم فى مواقعهم أكثر من 15 عاما، ورغم ذلك لم يقترب منهم الدكتور نظيف، ومنهم من يكمل عامه العاشر هذا العام فهل نفهم من ذلك أنهم راحلون لا محالة تطبيقا لنظرية «عشر سنوات تكفى»؟

الدكتور محمود حمدى زقزوق مثلا له أكثر من 13 عاما وزيرا للأوقاف، أقيمت خلالها وهدمت مساجد وضياع وبيع، بينما الوزير فى مكانه لا يتزحزح أبدا.

شيخ الأزهر الذى هو بدرجة رئيس وزراء أيضا جالس فى المشيخة منذ العام 1996، وطوال 13 عاما «ارتكب» خلالها العديد من التصريحات والمواقف الصادمة لمشاعر السواد الأعظم من الشعب.

سامح فهمى وزير بترول أسيوط وإنبى وبتروجيت فى موقعه منذ عشر سنوات أيضا، هبطت فيها فرق وصعدت أخرى، وهو فى مكانه لم تمسه رياح التغيير.

والقائمة تطول من وزراء مرت أكثر من عشر سنوات وهم فى مناصبهم دون أن ينتبه الدكتور نظيف لذلك، أو ربما يكيل بمكيالين فى هذا الشأن، حيث رأى فى الدكتور محمود أبوزيد أسيرا لابد من تحريره من سجن المنصب، بينما الآخرون الذين حبسوا داخل مقاعدهم مدة أطول أحرار.

ولو كانت أسباب إزاحة محمود أبوزيد عن وزارة الرى هى تلك التى تحدث عنها رئيس الوزراء فى برنامج «البيت بيتك» أمس الأول، فإن وجود عدد غير قليل من المسئولين الكبار فوق مقاعدهم حتى الآن يصبح غير شرعى، ولا صحى، وفقا لنظرية الدكتور نظيف فى التغيير، فهل يجرؤ الوزير الأول على مطالبة هؤلاء بالرحيل؟

وائل قنديل كاتب صحفي