شكل آخر من الانتفاضة - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:59 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شكل آخر من الانتفاضة

نشر فى : الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 - 7:45 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 - 7:45 ص

نشر صحيفة المونيتور مقالاً للكاتب «داوود قطب» يتناول فيه أحداث العنف الحالية فى فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ متسائلاً حول شكل وطبيعة أحداث العنف الأخيرة فى الضفة الغربية وغزة، إذ ما كانت الانتفاضة الثالثة التى طال انتظارها أم أنها مجرد طفرة عنف قصيرة، مبينا فى إجابته أنه ليس هناك إلا شىء واحد واضح، فلا سبيل للتعرف على أو التنبؤ بمدى عمق واستمرار وطبيعة ما يمكن أن يحدث عندما تفقد الشعوب الأمل، حيث إن قرار الرئيس محمود عباس بالتخلى عن اتفاقية أوسلو لعام 1993، والتى وقعها بنفسه منذ اثنين وعشرين عاما يمكن أن تكون القشة التى كسرت ظهر البعير.
يوضح قطب فى البداية أنه بدون وجود أى عملية سلام تُبحث، ومع وضع الشباب الفلسطينى، الذى لا يرى أى أمل فى المستقبل فمن الطبيعى أن يثور الشعب. ولكن السؤال الذى يصعب الإجابة عنه هو عن مدى استدامة حالة العنف تلك؛ إلى متى سيظل الشعب يحتج دون أن ينهك؟ وقد سُئل هذا السؤال من قبل فى بداية الانتفاضة الأولى والثانية. فخلال الانتفاضة الأولى كانت القيادة الموحدة سرية تماما على الرغم من تبعيتها لمختلف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وفى الانتفاضة الثانية ــ انتفاضة الأقصى ــ كان دور الشرطة الفلسطينية المسلحة بالأسلحة الخفيفة والهجمات الانتحارية بالإضافة للمواطنين الفلسطينيين فى إسرائيل بمثابة دعم للأنشطة الاحتجاجية.
ويبدو أن المحللين والمعلقين، إضافة للقادة السياسيين، متفقون على أن أحداث العنف الواقعة تلك الأيام لن تدوم. فبدون دعم منظم للانتفاضة فسيكون هناك إخفاقات بطيئة لتلك الاحتجاجات المقاومة. خاصة أن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ــ عدا فتح ــ ليسوا مترابطين فى الوقت الحالى، كما تشير استطلاعات الرأى إلى أن مؤيدى الفصائل المختلفة لمنظمة التحرير الفلسطينية لم يتعدوا بضع نقاط مئوية. فحماس والجهاديون الإسلاميون وبقايا فتح والميليشيات الأخرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية موضوعون تحت رقابة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية والفلسطينية، وهو ما يعنى أن المحتجين، يجب أن يكونوا مستقلين عن المنظمات الرسمية.
***
وأشار قطب إلى رأى عدد من القيادات مثل زياد خليل أبوزياد، المتحدث الرسمى باسم حركة فتح بالضفة الغربية والعيزرية الذى صرح للمونيتور أن السياسيين سيبذلون اقصى ما بوسعهم لاحتواء تلك الموجة ولن يتركوها تخرج عن سيطرتهم، وقال: «بينما يحاول بعض السياسيين سرقة الأنشطة الاحتجاجية الحالية لصالحهم ويدعون مسئوليتهم عنها، إلا أن القوى الرئيسية التى وقعت على اتفاقية السلام لن تترك لهم ذلك». أما طلال أبوعفيفى، رئيس المنتدى الفكرى بالقدس، أوضح نقطة مشابهة للمونيتور فقال: «ما نراه اليوم غير منظم على الإطلاق، ولا أتوقع أن يستمر طويلاً. فالقادة الفلسطينيون لا يريدون لها أن تستمر خوفا من أن تخرج عن السيطرة مما سيدفع الجيش الإسرائيلى لاحتلال العديد من مدن الضفة الغربية وتدمير البنية التحتية للسطلة الفلسطينية»، كما قال للمونيتور إنه لا يبدو أن المؤتمر السابع المفترض عقده فى نهاية نوفمبر لتناول فترة ما بعد قيادة عباس سيعقد، وسيتم تأجيله لوقت لاحق فى العام الجديد 2016.
وعلاوة على ما سبق يأتى ما كتبه هادى عبدالهادى العجلة حيث يوضح افتقاد الأنشطة الاحتجاجية لدور المنظمات الفلسطينية الكبيرة والمعروفة. فكتب فى 2 أكتوبر أن قادة فتح الذين استولوا على السلطة لن يسمحوا بتلك الانتفاضة لانهم يعشقوا الوضع الراهن، ويقول العجلة الذى تعلم بغزة ويدير معهد دراسات الشرق الأوسط بكندا أن العديد من موظفى الطبقة الوسطى وأعضاء المجتمع المدنى لن يحبذوا انتفاضة كاملة، فلديهم قروض بنكية ونمط حياة جيد ليدافعوا عنه، ولن يسمحوا بزعزعة حياتهم المستقرة بسبب عدد من الهجمات التى يمكن أن ينهار بسببها التنسيق الأمنى، وقد شارك عدد كبير من شباب الفلسطينيين هذا الرأى على صفحاتهم.
ويؤكد قطب فى الختام أنه على الرغم من شكوك العديد من الفلسطينيين فإن الوضع على الأرض يثبت عكس ذلك، فمع كل فلسطينى يجرح أو يقتل تتأكد استمرار طول الاحتجاجات. إضافة إلى مصدر آخر لاستمرار الاحتجاجات، وهو غياب الأمل. فبدون عملية سلام حقيقية فمن المستحيل تهدئة المحبطين من الشباب الثائر، الذين يعدون أغلبية فى الشعب الفلسطينى. خاصة أن مكتب الإحصاء الفلسطينى قد أشار إلى أن كل أربعة ضمن عشرة من الشباب كانوا عاطلين فى الربع الثانى من عام 2014، وبالتالى فإن كثيرا منهم ليس لديه ما يخسره باستمراره فى الاحتجاجات حتى يتم إقناعهم بأن هناك عملية سلام حقيقية تبحث.

التعليقات