** ما كان فى المتناول حقا فى دورة باريس الأوليمبية بالنسبة للبعثة المصرية يقترب من سبع ميداليات . نعم ، لكن ماتحقق كان ثلاث ميداليات ، الإسطورة أحمد الجندى ذهبية الخماسى ، والبطلة سارة سمير فضية رفع الاثقال ، والبطل محمد السيد برونزية السلاح . وكان منتخبا كرة القدم وكرة اليد على مسافة دقائق وثوان من السير نحو ميداليتين . وأضيف إلى ذلك ميدالية متوقعة شبه مضمونة فى السلاح لزياد السيسى ، وميدالية أخرى  فى المصارعة على الأقل . وفى جميع الأحوال  7 ميداليات لدولة مثل مصر رائدة فى ممارسة الرياضة ، وعدد سكانها يقترب من 110 مليون نسمة ، فإن هذا لايكفى  . لكن لماذا لايكفى ؟

** قاعدة الممارسين على مستوى البطولة سواء القارية أو العالمية والأوليمبية محدود جدا ، لأن تكلفة ممارسة الرياضة باهظة الثمن ، وتبدو رفاهية . ولا أتحدث هنا عن ممارسة الرياضة للجميع ، وحصص الألعاب ، ورياضات الجرى والمشى وهى متاحة لكل الطبقات والمستويات الإجتماعية . وأكرر أنه حتى نبتة الممارسة للبطولة تصنعها الأن بالدرجة الأولى الأسرة المصرية ، واذهبوا إلى الأندية وشاهدوا الأب والأم وهما يتناوبان على دروس الرياضة العامة والخصوصية كما يتنابون على دروس التعليم العامة  والخصوصية وتدفع الأسرة المصرية مبالغ مالية تفوق طاقتها كى يمارس الأبناء الرياضة بخلاف ماتدفعه فى الدروس الخصوصية وفى المدارس والجامعات بمستوياتها المختلفة . وتلك حقائق ويمكن لى أن أضعها فى سياق تفاصيل مذهلة .

** لايوجد فى مصر ملايين اللاعبين على أعلى مستوى فى كرة القدم . دعكم من كرة الشارع والخماسيات والأكاديميات وأساليب التدريب التى تعتمد على بديهيات ، دون تدريب على تكتيك وخطط من الصغر تصنع مهارات ومواهب ، ودعكم من قيود الإحتراف الخارجى ، ولن نلعب كرة قدم على المستوى الدولى دون قائمة لكل منتخب من 30 لاعب محترف فى أوروبا لأسباب تتعلق باللياقة البدنية وإسلوب الحياة والتدريب .

** لايوجد فى مصر 20 مليون لاعب تنس مسجلين بالإتحاد والأمر نفسه فى الأسكواش . وفى كل الألعاب . ودعونا نهبط إلى أرض الواقع ، كم مائة ممارس للخماسى الحديث يقترب من دائرة أحمد الجندى ، كم مائة ممارس فى جمهورية مصر العربية يقترب من دائرة زياد السيسى . كم مائة ممارس فى الجمهورية يقترب من دائرة فريدة عثمان ومروان القماش وغيرهما من ابطال السباحة ال        ذين يتدربون أصلا فى الولايات المتحدة ؟ وأستطيع أن أطرح نفس السؤال على 30 رياضة أخرى يمكن أن يقترب من يمارسها من دائرة البطولة والمستوى الدولى والعالمى والأوليمبى .

** التخصص فى لعبات أمر فى غاية الأهمية بحيث تتوافق مع الجينات المصرية . لكننى أبدأ بأمريكا المسيطرة :  

** ** الولايات المتحدة قصة وحدها ،حققت ميداليات فى 35 منافسة بالدورة ، واستردت عرشها فى ألعاب القوى ب34 ميدالية منها 14 ذهبية فى السباحة حققت 28 ميدالية منها 8 ذهبيات .و رصيد أمريكا الكامل الأن 3111 ميدالية  على مدى تاريخها فى الألعاب الأوليمبية ، مقابل 148 ميدالية عربية . ولتوضيح مسألة التدريب  من منطقة البحر الكاريبى جزيرة الدومينكا 750 كم 71 الف شخص  فازت ثيا لافوند بذهبية الوثب الثلاثى وهى طالبة تدرس فى جامعة ماريلاند بأمريكا  ومن جزيرة سانت لوشا فازت  جوليان الفريد بذهبية 100 متر جرى وهى  طالبة تدرس فى جامعة تكساس وسانت لوشا جزيرة مساحتها  617 كم وعدد سكانها 180 ألف . والجامعات الأمريكية والمدارس مصانع أبطال العالم والأوليمبياد .

** فقدت جاميكا جزيرة السرعة تفوقها فى باريس وكانت متخصصة فى سباقات السرعة حيث سبق لها الحصول  على 10 من 12 ميدالية في سباقات 100 متر للسيدات في 4 دورات أولمبية قبل باريس، بما في ذلك التفوق  في طوكيو، كما فازت بـ4 من آخر 5 سباقات  200 متر . وكانت جاميكا فازت ب 19 ميدالية فى دورة طوكيو فى سباقات السرعة .

** الصين تفوقت  وأحرزت ميدالياتها فى 24 لعبة ، وأهمها  لعبات تنس الطاولة و وفازت  بذهبيات المسابقات الخمس،بجانب تفوقها فى الغطس 11 ميدالية  منها 8 ذهب . ورفع الاثقال 5 ذهب . والرماية 5 ذهب . وغيرها وهى الصين الدولة الكبرى التى تملك قاعدة ممارسين هائلة .

** أستراليا ترتيبها الرابع  فى باريس تفوقت فى السباحة وجمعت 18 ميدالية منها 7 ذهبيات .

** كينيا أول دولة إفريقية تدخل جدول الميداليات فى باريس بالمركز 17 وبالتخصص فى مسابقات العدو ( 800 و5 ألاف وعشرة ألاف و3 موانع ) وجمعت 11 ميدالية منها 4 ذهب . ولاشىء غير الجرى . ونصيحة إذا كنا نرغب مستقبلا فى صناعة أبطال جرى فالنذهب بهم إلى نيروبى لمعسكرات طويلة للتدريب على إرتفاع خمسة ألاف قدم فوق سطح البحر ؟!

** الميداليات الإسطورية العربية الحقيقية فى باريس هى : الميداليات الإسطورية  ذهبية أحمد الجندى وحطم الجندي الرقم الأولمبي   1516 نقطة والرقم العالمى 1555 ذهبية الجزائرية كايليا نمور فى العارضتين مختلفتى الإرتفاع ذهبية الملاكمة الجزائرية  إيمان خليف وفضية المصرية سارة سمير تحرز فضية  وبرونزية القطرى معتز برشم  . وإختياراتى سببها المستوى الذى ظهر به هؤلاء الابطال العرب ، والظروف التى أحاطت بصراعهم من أجل الميداليات . وقد أضفت معتز برشم لأنه    

 أول رياضي في تاريخ الوثب العالي يحصد 4 ميداليات أولمبية في تلك الرياضية. وسبق وحقق معتز برشم برونزية أولمبياد لندن 2012، وفضية ريو 2016، وذهبية طوكيو 2020.