امتثلت شركة الدواء العملاقة جلاكسو هذا الأسبوع لغرامة فرضتها عليها الإدارة الأمريكية تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار.
الشركة الإنجليزية قبلت دفع الغرامة بعد مفاوضات طويلة أمكنها خلالها تدبير قيمتها من أرباح الشركة الهائلة فيما يؤكد أنها تقر بإدانتها نظرا لانتهاكها قانون الأدوية والأغذية فيما يتعلق بسياستها التسويقية لأدويتها.
تعد تلك السابقة الثانية إذ إن شركة فايزر العملاقة قد قبلت تسوية مماثلة قيمتها 2.3 مليار دولار وعام 2009 بعد مفاوضات مضنية إذ إن تلك التسويات تتم تجنبا للأحكام القضائية إذا ما فضل أى من أطراف النزاع اللجوء للقضاء وتراجع الآخر.
اتهمت الإدارة الأمريكية شركة جلاكسو بالتلاعب فى نتائج التجارب الأولية التى تمهد لإنتاج عقار الأفانديا Avandia المعالج لمرض السكر والترويج له فى غير سياقه إذ إنه حينما نزل الأسواق سجل حالات عديدة من الأعراض الجانبية أهمها الأزمات القلبية وقد كان فيها السبب بما لا يقبل الشك، الأمر الذى جعل جلاكسو ذاتها تقبل أن يستخدم فى نطاق ضيق وظروف محددة.
الغرامة تشمل أيضا تسعة أدوية أخرى روجت لها الشركة بعقد المؤتمرات التى تناقش فيها أبحاثا تدعم موقف تلك الأدوية وتؤكد تفوقها فى العلاج على أدوية أخرى منافسة قد تكون أكثر فاعلية وأقوى أثرا.
أعلنت جلاكسو موافقتها على تسديد تلك الغرامة الهائلة للحكومة الأمريكية صاغرة لأنها بلا شك تدرك أنها قد خرجت على التقاليد المهنية ولتحمى أيضا القائمين عليها من عقوبات وراء القضبان والذى صرح أحدهم أندرو ويتى Andrew Witty الرئيس التنفيذى للشركة بأن الشركة فى السنوات الأخيرة شهدت تحولا مهما فى سياساتها يضمن لها مصداقية تجعلها تعمل بشفافية.
العقاب جاء من أمريكا بينما أدوية جلاكسو توزع فى العالم أجمع فهل التسوية جاءت لحساب العالم أم لحساب أمريكا وحدها؟
سؤال داهمنى قبل أن انتهى من قراءة الخبر ولحقه تساؤل آخر هل بالفعل هو عقاب على كل الأخطاء أم أنه نزل فقط على رأس جبل من جليد يختفى تحت ماء المحيط؟