** الكرة الإنجليزية فى تعريفها ليست هى المنتخب، وإلا قطع الإنجليز شرايينهم أسفًا وغضبًا. ولكن كرتهم هى الدورى (البريمييرليج) وكأس إنجلترا والملاعب التى تقاوم الثلوج بوسائل تدفئة أسفل النجيل، وحقوق البث التليفزيونى، وتسويق وأندية غنية وجماهير محشودة فى كل المباريات، وفرق تحظى كلها بجماهير.. تلك هى الكرة الإنجليزية.. فهم لا يختصرون كرتهم فى المنتخب، وإلا لوصفت دائمًا بأنها فاشلة بائسة ومهزومة..!
** لغز منتخب إنجلترا لكرة القدم حير جماهيره، وحير النقاد والخبراء، وحير قراء الفنجان والسحرة. فكيف لدولة تمارس اللعبة كما يقول الكتاب وتتعامل معها كصناعة، كما تقول قوانين الاستثمار، وتربح منها مليارات عبر مسابقاتها المحلية وأنديتها وفرقها بينما المنتخب الأول فقير فنيا، ومصاب بعقد نفسية حقيقية، تتطلبت الاستعانة بالطبيب والخبير النفسى الدكتور ستيف بيترز، بجانب التعامل بشركة متخصصة لمساعدة لاعبى المنتخب على مواجهة الضغوط..!
**ما هى مشكلة إنجلترا بالضبط؟ يتساءل الخبراء منذ عقود. وكان الخروج من كأس الأمم الأوروبية الأخيرة من دور الستة عشر صدمة وذلك بعد هزيمة لا تصدق من أيسلندا التى لا تلعب كرة قدم ولا تمارسها كما الإنجليز.. فما هى المشكلة الإنجليزية؟.. هل هى الثقة المفقودة؟ هل هى نقص المهارات؟ هل هى وسائل التدريب وأفكار وأساليب المدربين الإنجليز؟ هل هم اللاعبون الأجانب الذين وصلت نسبتهم عام 2014 إلى 67 % من لاعبى البريمييرليج ويمثلون 100 دولة؟!
** فى نهايات القرن العشرين كان كل شىء فى كرة القدم فى بلد بيج بن إنجليزيًا اللاعب والمدرب والطبيب والمدلك. ومع مرور الوقت وتألق الكرة الإيطالية فى التسعينيات، فتح الإنجليز الباب للاعبين الأجانب ثم للمدربين الأجانب مثل إريكسون السويدى وكابيللو الإيطالى بجانب مدربى الأندية.. فأصبح الأجانب مشكلة، خاصة أن بعض الفرق كان يمثلها 11 لاعبًا أجنبيًا.
** فى عام 2012 أعلن الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم أنه وضع خطة عمرها 10 سنوات للفوز بكأس العالم فى 2022. وتضمنت الخطة تقليل عدد اللاعبين الأجانب سنويًا بنسبة 20%. وإعداد جيل من الناشئين. ولأول مرة توج المنتخب الإنجليزى بلقب كأس العالم للشباب تحت 20 عاما فى كوريا الجنوبية بعد فوزه على نظيره الفنزويلى 1 / صفر فى المباراة النهائية. وكان أفضل إنجاز للفريق هو احتلال المركز الثالث فى 1993 والمركز الرابع فى 1981.
** الفوز بكأس العالم للشباب رفع معنويات الإنجليز لكن الهزيمة الأخيرة من فرنسا وديا وقبلها من ألمانيا والتعادل مع إسبانيا فى نوفمبر من العام الماضى أعاد الشعور بانعدام الثقة، وأثار القلق قبل 364 يومًا من انطلاق بطولة كأس العالم بروسيا.. وقد تعرض المدرب ساوثجيت إلى انتقادات شديدة بشأن طريقة لعب الفريق (3/4/3) وقال النقاد: إنها لا تصلح كذلك وجهت إليه انتقادات أخرى لإصراره على حارس المرمى جو هارت.. لكن المشكلة الإنجليزية أعمق من أخطاء طريقة لعب وأعمق من الإصرار على حارس مرمى معين وأعمق من اختيار لاعب فرد واستبعاد لاعب فرد.. إنها مشكلة فريق، وإسلوب هذا الفريق ومهارات مفقودة، فعندما يمتلك الإنجليز فريقًا يضم أغلبية من المهارات الفردية التى لا تفقد الكرة بسهولة أمام مرمى المنافس، ربما يكون لمنتخب إنجلترا بعض الأمل فى المستقبل قبل قدوم عام 2022.. عام وعد الاتحاد بالفوز بكأس العالم.. وإلا سوف يظل منتخب الأسود الثلاثة منتخبًا للقطط الثلاث..!