كل حلفائك خانوك يا كفاية واليوم (هاني عنان) - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 2:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كل حلفائك خانوك يا كفاية واليوم (هاني عنان)

نشر فى : الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 - 10:06 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 - 10:06 ص

 بصرف النظر عن الوضع الحالى لحركة كفاية فى الشارع السياسى المصرى، وبعيدا عن الأحكام الجاهزة المتسرعة عن خفوت أو تراجع هذا الدور، تحت تأثير الضربات الأمنية، والتصدعات التنظيمية، بعيدا عن كل ذلك تبقى «كفاية» ظاهرة مصرية شديدة النبل، ومحاولة صادقة ومخلصة لتحريك المياه الآسنة فى بركة السياسة المصرية.

ومن قبيل التكرار الذى لا يضر أن نقول إنه يكفى الحركة أنها أشركت قطاعات عديدة وجديدة من الشعب المصرى فى النقاش الفاعل حول حاضر النظام السياسى ومستقبله، ووضعت موضوع التغيير على موائد الحوار داخل الأسر البسيطة وفى قاعات المحاضرات بالجامعات وبين جموع العمال والمهنيين فى المصانع والنقابات..

ولعل إقدام أسرة ريفية بسيطة على إطلاق اسم «كفاية» على مولودة جديدة لها لهو دليل واضح ومباشر على أن الحركة وتأثيرها دخلا بيوت الناس العاديين فاستيقظوا على أنهم أطراف أصيلة فى تحديد ملامح النظام السياسى، بعد سنوات عديدة من الجمود والتكلس وتصلب الشرايين.

ويكفى الحركة فخرا ومباهاة بين الأمم أن كان على رأسها يوما «أمة» كاملة اسمها الدكتور عبدالوهاب المسيرى، رحمه الله، وهو المثقف الحقيقى النبيل والذى عاقبه النظام الحالى أسوأ عقاب حين ترك المرض ينهشه نهشا دون أن تتحرك ذرة واحدة من ضمير لدى أركان الحكومة ورجالها المنتشرين فى الأوساط السياسية والثقافية طارحين أنفسهم كمستقلين.. وهذا موضوع آخر يطول شرحه.

باختصار شديد أنجزت «كفاية» فى شهور ما عجزت عنه أكثر من حفنة أحزاب لها مقرات وتشكيلات بمختلف المحافظات فى أعوام، وصارت كفاية بحق هى حزب الشعب.

غير أن مياها كثيرة جرت تحت الجسر وفوقه وتعرضت كفاية لوابل من القصف العنيف، شاركت أو على الأقل تواطأت فيه الأحزاب الشرعية (أعنى المرخصة) وغير الشرعية (أعنى جماعة الإخوان) وكانت النتيجة أن فقدت الحركة كثيرا من قدرتها على الحركة وكثيرا جدا مما كانت تعتبره إسنادا لها وهى تخوض معركة التغيير والتوريث.

وتلقت «كفاية» الضربات متلاحقة من خارجها.. والآن جاءتها الطعنة من هانى عنان، والمثير فى الأمر أن الدكتور عنان قبل أن يلقى بقنبلة تأييد توريث الحكم لجمال مبارك بأيام قلائل كان قد جمع مختلف التيارات السياسية فى قصره المنيف بالمقطم فى حفل سحوره السنوى والذى اشتهر باسم «سحور كفاية» وهناك كان موضوع التوريث حاضرا على الموائد الممتدة كطبق رئيسى جنبا إلى جنب أطباق الفول والكباب، وامتدت السهرة بممثلى الأحزاب ورموز الحركة الوطنية حتى ساعات الصباح الأولى، ولاكت الألسنة، ومضغت الأنياب قضية التوريث حتى أول ضوء للنهار.. تحت رعاية الدكتور هانى عنان الذى عرف عنه أنه الداعم الأكبر للحركة منذ بدايتها.

وما هى إلا ساعات قلائل حتى انقلب الراعى على الحركة وانتقل فى وثبة واحدة إلى معسكر التوريث معلنا على الهواء مباشرة تأييده لوصول جمال مبارك إلى الحكم باعتبار الأخير ابن النظام، وكأن الآخرين أبناء الفوضى والعشوائية.

وخطورة ما فعله عنان أنه جعل البعض يعتبر أن هذا الانقلاب معبرا عن موقف «كفاية» وهو ما بادر إلى نفيه بشدة ووضوح منسقا كفاية، الحالى عبدالحليم قنديل، والسابق جورج إسحاق، معلنين أن الحركة لا تربطها صلة بهانى عنان منذ عامين وأنها لا تزال قابضة على جمر رفضها للتوريث.

باختصار.. كل حلفائك خانوك يا «كفاية» والآن «هانى عنان».. مسكين ريتشارد قلب الأسد.

wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي