** بدت مباراة الأهلى والاتحاد السكندرى فى عيون وعقول جماهير كأنها حفلة تتويج بطل الدورى الماضى باللقب الحاضر.. وتوقع الكثيرون أن يكون الاتحاد صيدا سهلا، لكنه كان فريقا قويا وصلبا وصعبا، وكما قال فايلر عقب اللقاء فى المؤتمر الصحفى: «الاتحاد كان خصما قويا، وفى النهاية تعادلنا وتلك كرة القدم»..
** قبل أسبوعين قلت مبروك للأهلى فوزه بالدورى رقم 42.. بينما مازال البعض ينتظر فوزه باللقب رسميا، ويمسك بالعداد، ويحسب مع الأهلى كم نقطة ومع الزمالك كم نقطة ومع المقاولون كم نقطة؟ لكن خسارة الأهلى للبطولة، تحتاج خيال مخرجى السينما والدراما، من صلاح أبوسيف إلى هيتشكوك.. وقد نفى فايلر أن سبب التعادل مع الاتحاد أن لاعبى الفريق كانوا يفكرون فى الاحتفال بلقب الدورى عقب اللقاء. وكان تعليق مدرب الأهلى ردا على الذين قالوا إن اللاعبين ارتدوا فانلات زينت صدورها برقم 42. ولو كان ذلك صحيحا، فما هو الخطأ، ولماذا يقبل هؤلاء النقاد أن يرتدى لاعبو ليفربول فانلات مزينة بالبطولة العائدة بعد 30 عاما ويرون أن لاعبى الأهلى لو فعلوا ذلك فهو فعل خاطئ؟!
** الحقيقة أن الاتحاد قدم واحدة من أفضل مبارياته على المستوى التكتيكى، وقد هزم فيها طلعت يوسف منافسه فايلر. فلعب لأول مرة منذ فترة، بالثلاثى السريع المهاجم رزاق سيسيه، وخالد قمر وأحمد رفعت، وخلفهم مروان عطية وكريم الديب اللذان ساعدا فى مهمة تعطيل جناحى الأهلى، وأمام خط الظهر هناك عمر الميدانى. وبسبب الثلاثى المهاجم تعرض خط الظهر الأهلى للضغط المستمر، كما شكل الديب ومروان عطية مع الميدانى ورباعى الظهر فى الاتحاد تكتلا دفاعيا عند فقدان الكرة، وكان هذا التكتل يلقى دعما من الثلاثى المهاجم لاسيما سيسيه وأحمد رفعت فيما ترك خالد قمر كرأس حربة يمثل شوكة فى حلق دفاع الأهلى..
** لقد عطل الاتحاد أسلحة منافسه، وفى مقدمتها حصار منطقة المناورة التى يبنى بها الأهلى هجماته أمام منطقة جزاء خصومه، كما أخرج الجناحين معلول وأجايى وهانى والشيخ من الحساب، بينما فقد متصدر الدورى صانع الألعاب فى الثلث الهجومى الأخير، حيث يعتمد الفريق على تنفيذ العديد من الجمل الخاطفة بالتمرير القصير والتحرك المستمر. فلم يصنع الأهلى سوى فرصة واحدة على مدى 90 دقيقة.. ولولا الشناوى أسد المرمى الذى تصدرى لضربة جزاء ولإنفراد، لخسر الأهلى تلك المباراة التى بدأها بطريقة 2/4/4 والتى لعب بها ثلاث مباريات سابقة، أمام المصرى ودجلة وحرس الحدود وغيرها فى الشوط الثانى، وهكذا بدأ السويسرى المباراة متأخرا أصلا قبل أن يجرى تغييراته غير الجيدة، وفى مقدمتها سحب إليو بادجى..!
** فيما يتعلق بالفار أو تقنية الفيديو المساعد يلفت الأنظار أن «العملية» تستغرق وقتا، وان مبارياتنا باتت تطول لوقت المائة دقيقة كثيرا، وأن حكم الوسط يدخل فى مناقشات وحكايات مع حكام الفيديو، وأن بعض اللاعبين والمدربين يقفون مع الحكم أو بجواره وينصتون للحوار، وهذا كله خطأ.
** نعم لا كرة قدم بلا تليفزيون ينقل اللعب إلى العمل، والبيت والمخدع والمقهى والمكتب. ولا تليفزيون بلا فار، ولا فار بلا حكم، ولا حكم بلا مساعدين فى غرفة الفار، ولا كرة قدم بلا تحليل ونقاد، و.. لا أحد يرضى بكل هؤلاء لأنها كرة قدم!