افتتاحية هاآرتس
انتخابات الكنيست العشرون تمنح الجمهور فرصة لتغيير السلطة ووضع حد لاستمرار ولاية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. هذا ما يجب أن يكون هدف الناخبين يوم الثلاثاء المقبل. منذ عودته إلى الحكم قاد نتنياهو إسرائيل نحو تعميق الاحتلال والاستيطان فى المناطق، وإلى حربين عقيمتين فى غزة، وأحدث شرخا فى العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا، بما فى ذلك تهديدات بالمقاطعة والعقوبات من جانب أوروبا.
وأدت سياساته الاقتصادية إلى تضخم ميزانية الأمن، وارتفاع أسعار المساكن ارتفاعا حادا بسبب تجاهله ضائقة المواطنين وكبح أى اصلاح للاقتصاد. وهو ينظر إلى المواطنين العرب كمصدر إزعاج، وقاد نحو إصدار تشريعات معادية للديمقراطية ضدهم، وأساء معاملة طالبى اللجوء من أفريقيا.
لقد قدّم نتنياهو موعد الانتخابات وصورها كاستفتاء شعبى على استمرار حكمه. ويتعين على كل من يهمه المستقبل ويريد أن يعيش فى دولة نصيرة للسلام ومقبولة من المجتمع الدولى، وتسعى لدمج الأقليات التى تعيش فيها على أساس المساواة، وتقليص الفجوات الاجتماعية، أن يقول "لا" ويصوت من أجل التغيير.
إن يتسحاق هيرتسوغ وتسيبى ليفنى، زعيمى المعسكر الصهيونى، يشكلان بديلا مقنعا لحزب السلطة ورئاسة الحكومة. ويستحق هيرتسوغ الحصول على الحصول على الدعم الشعبى استنادا إلى سلوكه ومواقفه كرئيس للمعارضة وخلال الحملة الانتخابية، ويمكننا افتراض أنه لن يواصل سياسات التخويف والقمع التى يمارسها نتنياهو، وسيعمل من أجل تطبيع السياسة الخارجية والحياة العامة. والتصويت للمعسكر الصهيونى سيعزز فرص تكليفه من جانب رئيس الدولة بتأليف الحكومة المقبلة.
ومن يريد التصويت لصالح تغيير السلطة ولكنه يفضل حزبا لن يشارك فى جميع الأحوال فى حكومة برئاسة نتنياهو، يتعين عليه ان يصوت إلى جانب ميرتس، هذا الحزب الملتزم بإسرائيل دولة ديمقراطية عادلة، وقد أثبت ذلك من خلال مبادرات تشريعية لا تحصى وعبر ادخال عدد كبير من النساء إلى قائمته. إن الخوف من ألا تنجح ميرتس فى تجاوز نسبة الحسم وأن يغيب صوتها الليبرالى من الكنيست يشكل سببا آخر لدعمها.
تعكس القائمة العربية المشتركة نضال الأقلية العربية من أجل المساواة وتعزيز المكون المدنى فى الهوية الإسرائيلية. ليس هناك نضال أكثر عدالة من ذلك، ومن المحتمل أن يزيد التحالف السياسى المفروض على العرب تمثيلهم فى الكنيست، كما سيشكل مساهمة جوهرية فى الديمقراطية الإسرائيلية. لكن هذ القائمة التى تشكلت على عجل لا تزال تبحث عن طريقها كما ظهر ذلك من خلال عدم الاتفاق مع ميرتس على توزيع فائض الأصوات.
ثمة فرصة لتغيير حكم اليمين وإعادة إسرائيل إلى مقاعد الاعتدال السياسى والتضامن الاجتماعى، ويتعين علينا عدم تضييعها.
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية