في الحب راحة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأحد 22 ديسمبر 2024 1:13 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في الحب راحة

نشر فى : الخميس 16 مارس 2023 - 8:20 م | آخر تحديث : الخميس 16 مارس 2023 - 8:20 م
نشرت صحيفة الرياض السعودية مقالا للكاتبة أمل عبدالله الطعيمى، تؤكد فيه أن الحب وسيلة للارتقاء بالحياة الإنسانية، فالحب يمكنه التحكم فى انفعالاتنا إزاء الإزعاجات اليومية ومنعنا من ارتكاب الحماقات فى حق الآخرين أو فى حق أنفسنا.. نعرض من المقال ما يلى.

فى خضم الكلمات الجميلة والرسائل الإنسانية الأخلاقية التى نقرؤها ونسمعها كل يوم فى وسائل التواصل الاجتماعى من الجميع بلا استثناء ومن كل المستويات الفكرية، تصلك يوميا عشرات الرسائل والصور التى تدعوك للحب، وتصبح عليك بالحب، وتطلب منك أن تملأ حياتك بالحب، كل هذا جميل جدا ونافع ومفيد لكن متى تتحقق هذه الفائدة؟ تتحقق عندما يتجاوز الحب فينا حدود الكلمات ويخرج إلى حيز الواقع، وعندما يتجاوز الحناجر إلى القلوب، فتتولى بدورها ترجمته إلى أفعال لتتحقق قوته.

إن هذا الحب الذى نسمع حروفه من كل مشاهير السناب من المدربين البارزين أو غيرهم كالمعلنين وهم كل يوم يصبحون ويمسون علينا بالحب، سرعان ما تجده يتوارى فى مواقف بسيطة تحدث للإنسان يوميا ومواقف تتسبب بانزعاجه من أى أمر حتى لو كان سقوط قطرات من الشاى أو غيره من قبل (الجرسون) على الطاولة أثناء التقديم، هذه المواقف البسيطة هى امتحان لك قد تنجح فيه وقد تفشل وفقا لمستوى تعاملك مع هذه الإزعاجات اليومية البسيطة فما بالك بالأحداث الكبيرة التى ينبغى أن تشعر معها بأن الحب ينتفض بداخلك وكأنه يشد لجام انفعالاتك ــ كما هو الحال مع الحصان الجامح ــ فيمنعك من إظهار غضبك سواءً على الآخرين أو ضد نفسك.

تقول رواندا بايرن (الحب هو قوتنا العليا وهو الشىء الذى يمتلك كل منا قدرا غير محدد منه، فما مقدار الحب الذى تمنحه للآخرين فى اليوم الواحد؟) فهل راقبت كيف يوجهك الحب؟ وهل تعلم أنك تستطيع أن تمنح الحب للعالم كله من خلال أفكارك ونظرتك للآخرين وأحكامك عليهم، هل تستطيع أن تمنح الحب وأنت صامت؟ نعم تستطيع ذلك، هل تستطيع أن تمنح الحب وأنت وحيد فى عزلتك؟ نعم بالتأكيد ستفعل إذا أردت، إذن لماذا نعلن الحب شفاهة ونمنعه فعلا.. لو طبقنا ما يصلنا من تلك الرسائل العظيمة فى توجيهاتها لأصبحنا ملائكة نمشى على الأرض ولكن حقيقة الأمر للأسف أن كثيرا منا يقرأ بعينه لا بقلبه ويضغط على هاتفه للإرسال وكأنه يؤدى واجب الإرسال فقط!.

إن الحب وسيلة نجاة فى هذه الحياة المستفيد الأول منه هو من يرسله قبل من يستقبله، والحب أيضا علاج مستمر وهادئ للذات وللغير ممن نتعامل معهم أو حتى مع من لا نخالطهم، كأولئك الذين نقرأ لهم أو نسمع منهم ما لا يرضينا فبدلا من أن نصب عليهم الغضب والسخط عليهم كردة فعل على أقوالهم وأفعالهم فنرسل لهم الشتائم والسخرية علينا أن نمنحهم الحب بطريقة ما وأهمها أن نسأل الله أن يصلح بالهم أو نتجاهلهم بحب لا بغضب ثم نقلب الصفحة ونبتعد، إن ما يحدث فى مواقع التواصل اليوم مع كثير من الناس الذين تصلهم عشرات الرسائل البذيئة غريب وبعيد تماما عما يروج له الجميع بما فيهم أولئك الذين امتلأت قلوبهم بالسخط! هؤلاء يجهلون بأن الحب الذى يظهر منهم مرة ويختفى مرات لأنهم لا يقوّمون أفكارهم ولا يهذبونها بالحب الذى هو فى الأصل فكرة تزرعها وتتعهدها بالرعاية.

إن اكتشاف الحب فيك مهارة تتطلب فقط أن تبحث عنها فى كل موقف وستجدها حتما لأنه الأصل فيك، فأنت نفخة من روح الله، وروح الله محبة.
التعليقات