«كورونا».. الخطر الكامن - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:34 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«كورونا».. الخطر الكامن

نشر فى : الإثنين 16 نوفمبر 2020 - 9:55 م | آخر تحديث : الإثنين 16 نوفمبر 2020 - 9:55 م

خلال الموجة الأولى لتفشى فيروس كورونا المستجد، حرصت الحكومة على اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية، وشهدنا عمليات إغلاق جزئية، وعزل لمناطق وقرى بأكملها، وتطبيق ارتداء الكمامة فى المصالح العامة والتجمعات، والأهم وسائل النقل الجماعى، بالتوازى مع منع إقامة الأفراح فى القاعات المغلقة، وحظر تلقى العزاء فى السرادقات أو دور المناسبات الملحقة بالمساجد.
التشدد فى اتباع الإجراءات الاحترازية كان له كبير الأثر على تخفيف العبء على المنشآت الطبية التى كانت تعانى من الضغط الكبير مع ارتفاع أعداد الإصابات يوما وراء الآخر، فى مرحلة لم يكن العالم، بعلمه وعلمائه، قد توصل إلى يقين بشأن بروتوكولات علاج الفيروس اللعين كما هو الوضع الآن.
لكن ماذ جرى بعد ذلك؟... أنا هنا أتحدث عن سلوكيات الشارع المصرى الذى وصلته رسالة طمأنه غير دقيقة، عن انحسار الوباء، خاصة مع تراجع عدد المصابين فى أشهر الصيف، فجرى التخفف من كل القيود الاحترازية وعادت دورة الحياة سيرتها الأولى وكأن شبح كورونا قد اختفى من البلاد، ولم يعد يتربص بالعباد، فوضعت الكمامات جانبا، ولم يعد أحد يكترث بقواعد التباعد الاجتماعى، وعدنا إلى المصافحة بالأيدى والاحضان والقبلات، وإقامة الأفراح والليالى الملاح التى تكتظ بالناس من دون أدنى اهتمام.
وبعد أكثر من ثمانية أشهر حرصت خلالها على الالتزام الحرفى بكل التعليمات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية، وبشكل متشدد لمسه من حولى، وجدت نفسى وسط عدد من المناسبات الاجتماعية للأهل والاصدقاء، صحيح بعضها كان يتوخى الحاضرون خلالها أقصى درجات الحذر خشية الوباء، لكن الغالب كان يختلط خلالها الحابل بالنابل، ولا تسمع سوى قول: «خليها على الله».
أما على المستوى العام فقد شهدت الفترة الأخيرة، وخاصة الشهرين الماضيين، حالة من الاستهتار وضرب كثر عرض الحائط بكل الإجراءات الاحترازية، وتابعنا مؤتمرات جماهيرية لمرشحين فى انتخابات مجلسى النواب والشيوخ، حفلت بتجاوزات لجميع قواعد التباعد الاجتماعى، ولم يكن السادة المرشحون على قدر المسئولية فى توعية الحضور بخطورة وباء ليس لدينا رفاهية تحمل تبعاته إذا من تفشى ــ لا قدر الله ــ وسط الناس.
اليوم ونحن ندخل تدريجيا فى الموجة الثانية للوباء، هل سنظل على حالة اللا مبالاة، وتجاهل الإجراءات الاحترازية المطلوب الالتزام بها؟
على استحياء بدأت إنذارات الخطر تدق من جديد فى وسائل الإعلام، حول ضرورة العودة إلى ارتداء الكمامة، والحرص على التباعد الاجتماعى، غير أن الوضع لا يزال يحتاج إلى المزيد من التوعية بضرورة تطبيق الاجراءات الصارمة، وتفعيل الغرامات عند عدم الالتزام بالكمامات خاصة فى وسائل النقل الجماعى وبالأخص عربات المترو والقطارات، وألا نتعلل بمراعاة الظروف الاجتماعية للركاب، لأن تداعيات التساهل ستكون كارثية على الجميع.
وحتى يتوصل العالم للقاح ناجع يمكن أن يحصل عليه جميع البشر فقيرهم كغنيهم، سيظل فيروس كورونا مصدر تهديد بعد أن تخطت حالة الوفيات بسببه حاجر المليون و300 ألف شخص حول العالم، بينما تقترب الإصابات من حافة الـ 54 مليون إنسان، وسط صراع على أشده بين الاقتصاد والسياسة على بعض اللقاحات التى تبشر بالتعامل مع الوباء، وتعطى أملا فى إفلات البشرية من حصد الفيروس المزيد من الضحايا.
ووفق ما قاله الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، فإنه وإلى حين حصول جميع المواطنين على اللقاح الذى يقى من كورونا «فإن الإجراءات الاحترازية هى الوسيلة الوحيدة للوقاية من العدوى»، فهل نتوقع من الحكومة الحزم، ومن الناس اتباع النصائح بما يجنبنا الخطر الكامن للوباء؟

التعليقات