اليوم يختتم منتدى شباب العالم نسخته الثالثة التى جمعت أكثر من 7 آلاف شاب وشابة جاءوا إلى مدينة شرم الشيخ من جميع أنحاء الأرض، لتوجيه وتأكيد العديد من الرسائل أهمها: أن الإنسان واحد فى كل مكان، وإن اختلفت الألوان والألسن والعادات والتقاليد، لكن الأصل هو الإنسانية التى قد تحجب المصالح والصراعات والتدافع بين البلدان والدول جانبا منها فى بعض الفترات، غير أن البشر سرعان ما يكتشفون أن مصيرهم واحد، و أن العالم يتسع للجميع.
تلك رسالة أساسية تم التعبير عنها بشكل مباشر وصريح على ألسنة المشاركين فى المناقشات والجلسات التى توزعت على أيام المنتدى الذى يسعى إلى لفت أنظار الشباب إلى التحديات والصعوبات التى تجتاح العالم، وأن عليهم التعاون والتكاتف لإيجاد حلول لها معا من منطلق المصير المشترك.
وفق هذه الرؤية جاء تقديم وعرض النماذج والقصص الملهمة التى سعت إلى تأكيد أن الشباب قادر على مواجهة كل الصعوبات، بل إنهم يستطيعون صنع المستحيل من خلال التحلى بالارادة والعزم والتصميم.
«جيسكا كوكس».. من الولايات المتحدة الأمريكية شابة حالمة منذ صغرها فهى وعلى الرغم من إعاقتها الصعبة استطاعت أن تكون أول طيارة من دون ذراعين، بعد أن تغلبت على عوامل الإحباط التى كان يمكن أن تعوقها حتى أصبحت «المرأة الخارقة» كما قالت فى حفل الافتتاح أمام المشاركين فى المنتدى والملايين ممن تابعوها عبر شاشات الفضائيات.
رسالة جيسكا للشباب فى كل مكان لخصتها فى كلمات بسيطة «لدينا أحلام يجب أن نعمل على تحقيقها»، والرسالة ذاتها بعثت بها حليمة أدين أول عارضة أزياء محجبة، فقد تغلبت الفتاة الأمريكية من أصل صومالى على كل العراقيل بعد أن أخذت بنصيحة أمها عندما كانت تعيش فى مخيم للاجئين حول ضرورة قبول الآخر والاصرار على النجاح.
قصة نجاح حليمة لخصتها ايضا فى التمسك بالأمل مهما كانت الصعاب، وعلى الشباب ليس فقط القيام بما عليهم، ولكن الأهم ألا يستسلموا لليأس وألا يتخلوا عن أحلامهم.
نموذج آخر للإلهام جاء من مصر، هو الطفل زين يوسف الذى ربما تكون قصة تغلبه على مرض السرطان، أكثر القصص التى نالت اهتمام المشاركين فى المنتدى.
زين روى وبلغة إنجليزية متدفقة رحلته مع مكافحة مرض السرطان لمدة 7 سنوات، ملخصا تلك الرحلة فى ضرورة الاصرار والعزم فى مواجهة المرض اللعين بطاقة إيجابية، كان لأسرته وخاصة والدته الفضل فى اكتسابها.
ربما يكون أصحاب النماذج الملهمة ومن تحدوا الصعاب، قد أتيحت لهم فرصة الحديث أمام المنتدى، وهم يستحقون ذلك، غير أن هناك مئات من الشباب الذين لديهم طموحات وآمال ورغبة فى الاندفاع للأمام لم يتحدثوا، لكن المهم هو استيعابهم للرسائل التى يوجهها المنتدى.
«رجينا كورنيش» Regina Cornish، شابة حضرت من المكسيك قالت في حوار دار بيننا في وقت الاستراحة بين الجلسات إن المنتدى يعد فرصة للشباب، وهم قادة المستقبل، لتعزيز الافكار المبتكرة اللازمة لخدمة أهداف التنمية العالمية، مشيرة إلى أن أهمية المشاركة فى المنتدى تكمن، ليس فى كونه ملتقى للحضارات فحسب، ولكنه يعد ساحة لتشجيع التعاون بين الدول، ومطالبة الشباب المشارك فى المنتدى بتحمل مسئولية نقل خبرتهم إلى بلدانهم فـ«مصر جمعتنا وأصبحنا مسئولين عن نقل الرسائل المستفادة من هذا اللقاء إلى العقد المقبل».
هذا الفهم أكده أكثر من شاب ممن تناقشت معهم فى المنتدى ومنهم على الذى جاء من أربيل، وعبدالله من اليمن، وهين الذى جاء من إحدى دول جنوب شرق اسيا، هؤلاء الذين أبدوا جميعا فهما لطبيعة التحديات التى واجهها العالم وحدود مسئوليتهم فى تحمل جانب من أعبائها.
المنتدى كان أيضا فرصة للحديث عن قضايا سياسية وبيئية مهمة منها قضيتى مكافحة الارهاب والحفاظ على البيئة، وهما معركتان تمثلان التحدى الأكبر أمام العالم فى الوقت الراهن وهما للأسف من صنع البشر رغم أن بينهم ما يجمع أكثر مما يفرق وتلك الرسالة الأهم لهذا التجمع العالمى للشباب.