خلفت زيارة بايدن الأخيرة لإسرائيل مشاعر إحباط وغضب لدى الفلسطينيين نتيجة تجاهل مواضيع بالغة الأهمية مثل مقتل شيرين أبو عاقلة وقضية حل الدولتين.. ونعرض فيما يلى تناول بعض الصحف الإسرائيلية والأجنبية والعربية لهذا الموضوع:
تناولت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مقالا للكاتب جاكى خورى عرض فيه التجاهل المخزى لمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وقضية حل الدولتين. حيث انتقد مسئول فلسطينى رفيع المستوى ــ مشيرا إلى كلام بايدن عند وصوله إلى مطار بن جوريون ــ قائلا: «عندما يعلن رئيس أمريكى أنه صهيونى، ماذا تنتظر منه؟». حيث اعتبر الجانب الفلسطينى التصريحات التى صدرت عن بايدن بشأن استعداده لحل الدولتين غير ملزمة ولا تدل على رغبة فعلية فى الدفع قدما بعملية سياسية، وفى رام الله مقتنعون بأن الإدارة الحالية اختارت الاستمرار فى المسار الذى بدأه الرئيس السابق دونالد ترامب، مسار يبقى فيه الفلسطينيون فى الخلف. فى اليومين الأخيرين شددت السلطة الفلسطينية على عدم تطرُق الرئيس الأمريكى إلى حدود 1967.
فى الأيام الأخيرة قالت مصادر فى الإدارة الأمريكية إنها على علم بالانتقادات الفلسطينية، لكنها أوضحت أن هامش العمل السياسى المتاح أمام الإدارة حاليا محدود جدا. فى محادثات مع شخصيات فلسطينية ودبلوماسية عربية تقول الإدارة الأمريكية إن على الطرفين التعبير عن استعدادهما للدفع قدما بعملية سياسية كشرط لمثل هذه العملية، وإن عدم الاستقرار السياسى فى إسرائيل وضعف السلطة الفلسطينية لا يسمحان بعملية مهمة كتلك. والصورة يمكن أن تتغير لاحقا بعد الانتخابات النصفية فى الولايات المتحدة وتأليف حكومة مستقرة فى إسرائيل. وفى هذه الأثناء، المطلوب من السلطة الفلسطينية الانتظار.
ومن جانب الصحافة الأجنبية، نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز مقالا للكاتبة فيليسيا شوارتز والكاتب جيمس شوتر تناولا فيه رد الفعل الفلسطينى إبان زيارة الرئيس الأمريكى لبيت لحم. بالإضافة إلى وضوح تراجع بايدن عن دعم قضية حل الدولتين خلال حديثه مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى بيت لحم. عرض المقال أيضا جانبا من آراء بعض المحللين الفلسطينيين. حيث عبرت ديانا بوتو، محللة سياسية فى معهد الشرق الأوسط، عن حزنها إزاء عدم شعورها بأى اختلاف ما بين ترامب أو بايدن. وأضافت مريم البرغوثى، كاتبة وباحثة، إن الإجراءات التى أعلن عنها بايدن لمساعدة الشعب الفلسطينى، مثل شخص يقوم بالأعمال الخيرية ليخفف من الشعور بالذنب. الذى يحتاجه الشعب الفلسطينى هو إزالة نقاط التفتيش والضغوط الإسرائيلية، وليس فقط المستشفيات.
ننتقل إلى الصحافة العربية، حيث انتقد الكاتب بكر أبو بكر من صحيفة القدس أولئك من تأملوا خيرا إزاء الزيارة الأمريكية. واعتبر أن واحد من أهم أمثلة ازدواجية معايير بايدن، سعى أمريكا لفرض وجود لمحكمة الجنايات فى أوكرانيا، بينما ترفض رفضا باتا أن يكون هناك دور لها بما يتعلق بفلسطين، ومنه أخيرا فى قضية الإعلامية الشهيدة برصاص الاحتلال شيرين أبو عاقلة.
المطالب الفلسطينية واضحة ومتكررة وقالها الرئيس «أبومازن» مرارا من على منابر الأمم المتحدة وغيرها من المنتديات العالمية، إلا أن الاحباط هو الحالة الحقيقية التى تلف الفلسطينيين والعرب الأحرار من زيارة الرجل ذى العرش «الإلهى» المهتز.
ومن المهم كما قال أبطال فلسطين الثابتون المقاومون أن يكون الموقف الفلسطينى قويا بوحدته الداخلية ومقاومته، وضمن منهج وطنى كفاحى مشترك، وأن تبقى القيادة الفلسطينية متمسكة بالإجماع الفلسطينى الرافض لمحاولات القفز عن الحقوق الوطنية، ورفض أى «وساطة» أو طروحات أمريكية لا تستند لقرارات الشرعية الدولية، وعلى القيادة «الموحدة» الاستفادة من المتغيرات العالمية بمستويات القوة، والمناخ الدولى المتاح لبناء جبهة دولية واسعة لمساندة حقوق الفلسطينيين، ووقف الرهان على إمكانية العودة للمفاوضات.