●● كانت الساعة تشير إلى أن الزمن المتبقى من الوقت المحتسب بدل الضائع قدره دقيقة و30 ثانية، ومازال تشيلسى متقدما بهدف نظيف.. وعلى الرغم من ضغط المباراة واللعب خارج الأرض، وأهمية البطولة وقوة المنافس الذى لعب فى نصف نهائى أوروبا 6 مرات فى آخر 9 سنوات.. ظل لاعبو برشلونة يحتفظون بكرتهم بقدر احتفاظهم بهدوء أعصابهم. ظلوا يمررون الكرة ويتبادلونها سعيا وراء ثغرة يمرون منها إلى مرمى تشيك الحارس العملاق.. وفى الثانية الأخيرة وبعد فاصل تيكى تاكا مختصر سدد تياجو فتصدى قائم تشيلسى لهدف التعادل.
●● الإعجاب هنا بتهديدات برشلونة التى وصلت إلى 24 محاولة مقابل خمس لتشيلسى، ولا بتلك السيطرة التى فرضها الفريق الإسبانى بامتلاكه الكرة وتمريرها وتبادلها بنسبة إستحواذ قدرها 72% مقابل 28% لفريق تشيلسى.. ولا أيضا بتمرير 782 تمريرة مقابل 194 للفريق الإنجليزى.. الإعجاب هو التركيز الشديد والثقة العالية، واللياقة الذهنية ولعب الكرة حتى الثانية الأخيرة.. فلا تعليق ولا تشتيت ولا هم يركلون الكرة هلعا وتسرعا نحو صندوق المنافس انتظارا لخطأ الخصم.. لا أنهم لا ينتظرون أخطاء المنافس، وإنما يصنعون فرصهم بأنفسهم.. هم مجموعة من اللاعبين البنائين كانوا يواجهون مجموعة ممتازة من اللاعبين المفسدين لهجمات الفريق الآخر.
●● جملة اعتراضية: قال برادلى فى سياق تعليقه على مباراة العراق: «كان الأداء جيدا وكنا الأفضل لكن كانت الدقائق العشر الأخيرة مزعجة حيث أصاب لاعبى الفريق التشتت الذهنى»..
حدث ذلك ويحدث دائما فى أداء الفرق المصرية عند تعرضها لأى ضغط باستثناء سنوات الإنجاز الفريد وهى تحديدا مباريات المنتخب فى كأس الأمم بغانا ثم فى أنجولا.
●● «مباراة برشلونة وتشيلسى يمكن اختصارها فيما يلى: سجل تشيلسى الهدف الذى يريده بالهجوم المضاد السريع والخاطف وبالطريقة التى حاول أن يسجل بها طوال اللقاء.. وهو الهدف الذى ظل فريق برشلونة يخشاه ويسعى إلى تجنبه طوال اللقاء».. فمن المعروف أن الدفاع هو اختيار متوارث فى تشيلسى منذ بدأ نهضته على يد مالك النادى المليونير الروسى إبراموافيتش، وتحديدا منذ تولى مورينيو قيادة الفريق فنيا.. وظل تشيلسى حريصا على الأساليب الدفاعية مع تغير مدربيه.. ونجح الإيطالى دى ماتيو فى اعتماد أسلوب دفاعى جديد لم يمارسه تشيلسى من قبل وهو يتعلق بتكوين الفريق وتمركز اللاعبين فى حالة اللعب والحركة بدون الكرة أو حين يمتلكها الفريق المنافس..كان تشيلسى تحت قيادة مدربه البرتغالى السابق فيلاس مواس يلعب 4/3/3 أو 4/2/1/3.. بينما اختار دى ماتيو 4/2/3/1.. والفارق قد يطول شرحه هنا إلا أنه اختصارا هو الفارق بين الاعتماد على الضغط من المقدمة تحت قيادة فيلاس مواس، وبين الدفاع بحائط ثان من أربعة لاعبين فى الوسط عند فقد الكرة، فيما شكل الثنائى لامبارد وجون أوبى ميكيل «وحدة واحدة» تبادلا خلالها المهمة.
●● لقد اعتبر خبراء أن دى ماتيو حقق نجاحا مع تشيلسى حين طور من أسلوب الفريق الدفاعى، واستغل الهجوم المضاد والعريض للتسجيل.. لكن هل كان سيعد هذا الأسلوب الدفاعى ناجحا لو استغل برشلونة فرصة واحدة من 6 فرص إيجابية داخل مرمى بيتر تشك الحارس العملاق من ضمن 24 محاولة؟