** تناولت من قبل قصة ياروسلاف دروبنى بطل ويمبلدون الفائز بها وهو يحمل الجنسية المصرية عام 1954. لكن وأخيرا قرأت تقريرا ممتعا عن هذا البطل المصرى الوحيد الفائز ببطولة ويمبلدون العريقة للتنس، تحت عنوان «ياروسلاف دروبنى: المنفى الذى انتصر فى التنس عبر مصر، وفى التقرير صورة للرئيس محمد نجيب وهو يسلم دروبنى جائزة المركز الأول فى بطولة مصر الدولية للتنس التى فاز بها فى الفترة من 1950 إلى 1953 نقلا عن صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية.
** بصياغة روائية شيقة جاء فى التقرير: «كان يوما حارقا فى يونيو 1954، عندما انتصر رجل رائع وأحرز لقب الويمبلدون وهو يرتدى نظارات شمسية داكنة. يومها لم يتوقف جمهور لندن عن الاحتفال بالبطل الجديد لويمبلدون. فها هو رجل نفاه الشرق الأوروبى يتألق ويلمع فى العالم الغربى الليبرالى. نعم كان يارسلاوف منفيا شيوعيا شريرا. كان كذلك على الورق، كان فى الواقع وعلى الأوراق مواطنا مصريا وصل إلى المجد من خلال حصوله على الجنسية المصرية.
** ولد دروبنى فى تشيكوسلوفاكيا فى براج عام 1921، وعاش أهوال وآلام الحرب العالمية الثانية. فقد غزت ألمانيا تشيكوسلوفاكيا وقضى دروبنى فترة الحرب وهو يعمل فى مصنع فى براج، حيث شاهد التعذيب والفصل العنصرى فى مجتمعه وبحلول نهاية الحرب فى عام 1945، عاد دروبنى لممارسة التنس وهوكى الجليد. وحصل على ميداليات ذهبية وفضية فى بطولات العالم والألعاب الأولمبية على التوالى لكنه لم يحقق نفس النجاح فى التنس خلال هذا الوقت.
** يواصل التقرير: «استمرت الاضطرابات السياسية فى تشتيت انتباه دروبنى، هذه المرة من خلال الانقلاب الشيوعى لتشيكوسلوفاكيا فى عام 1948. وكان دروبنى قد زار موسكو بالفعل فى عام 1947، ورأى ما يكفى لجعله يدرك ذلك أنه لا يمكن أن يعيش فى ظل مثل هذا النظام الذى يستخدم الرياضة فى الدعاية حاول سويسرا وفى عام 1949، كان دروبنى مصمما على الانشقاق، لكنه قوبل بالرفض. ثم أمريكا: ورفضته أيضا وحاول مع بريطانيا وأستراليا وتم رفضه. إن الجهات المنظمة للبطولات تطلب منه تمثيل دولة من أجل المشاركة فماذا يفعل؟
** كان دروبنى فى أمس الحاجة إلى جنسية لاستئناف مسيرته فى التنس. وحقق هدفه بحصوله على الجنسية المصرية فى عام 1950، ويومها ولد المنفى التشيكى من جديد كمصرى. ولد بأوراق، وولد ثقافيا، كان أجنبيا قبل أن يصبح مصريا بقدر، وها هو لاعب تنس مخضرم فى سن 29، كان من الواضح أن مصر لن تكون موطن دروبنى للأبد رغم أن مصر كانت فى هذه الأثناء هى نجاته وكانت تذكرته فى رحلة المجد فى التنس.
** خلال الفترة التى قضاها فى القاهرة، تدرب التشيكوسلوفاكى السابق فى نادى الجزيرة الرياضى لصقل مهاراته، وأثناء تمثيل مصر، كان دروبنى هو الأفضل فى العالم، حيث فاز ببطولات فردية لأول مرة فى حياته المهنية بعد عقود من خسارة النهائيات ونصف النهائى. كان فوزه المتتالى فى بطولة فرنسا المفتوحة عامى 1951 و 1952 هو طعم المجد الأول، لكن دروبنى كان لا يزال يطمع بلقب ويمبلدون، فقد خسر النهائيات مرة واحدة فى عامى 1949و 1952
فى عام 1954، عندما كان يبلغ من العمر 33 عاما حقق دروبنى أخيرا لقب ويمبلدون بعد وصوله للنهائى للمرة الثالثة، ليهزم الأسترالى كين روزوول، وفاز بها كمصرى. إنه بطل ويمبلدون الأفريقى الوحيد حتى اليوم.
** انتهت قصة دروبنى مع مصر بعد حصوله على الجنسية البريطانية فى عام 1959. لكنه مسجل فى تاريخ البطولة العريقة باعتباره المصرى الوحيد الفائز باللقب.
** انتهت الرواية.