«التشاؤل» في هدنة غزة - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:22 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«التشاؤل» في هدنة غزة

نشر فى : الإثنين 19 أغسطس 2024 - 6:20 م | آخر تحديث : الإثنين 19 أغسطس 2024 - 6:20 م

 هل بقى للولايات المتحدة أية مصداقية فى مساعى وقف إطلاق النار فى غزة؟ اليوم وبعد مرور أكثر من عشرة أشهر على بدء العدوان الإسرائيلى على القطاع فى 7 أكتوبر الماضى، تجاوز عدد الضحايا حاجز الأربعين ألف شهيد، ونحو 93 ألف جريح، بينما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، والغالبية منهم سقطوا بذخيرة وعتاد أمريكى حصلت عليه إسرائيل مجانا بدعوى تمكينها من الدفاع عن النفس!!

وفى أعقاب فشل مباحثات الدوحة فى التوصل إلى اتفاق بشرت واشنطن بقرب خروجه إلى النور، خرج علينا الرئيس الأمريكى جو بايدن، بتحذير إلى  جميع الأطراف فى المنطقة من تقويض جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة، متجاهلا أن هذا التحذير كان الأولى أن يوجه إلى حليفه المدلل بنامين نتنياهو المسئول الأول عن تقويض أية فرصة لوقف عدوانه على  الفلسطينيين العزل من الأطفال والنساء.

يقول بايدن إنه «لا ينبغى لأحد فى المنطقة» أن يتخذ إجراءات لتقويض مساعى الاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، لكنه لم يقل لنا من هو الأحد الذى ينبغى عليه ألا يقوض فرص التوصل لهذا الاتفاق، ألم يكن أجدر بالرئيس الأمريكى ألا يروج تفاؤله عن قرب التواصل لاتفاق، قبل الضغط على حليفه نتنياهو، لضمان نجاح الجولة الجديدة من المفاوضات المقرر عقدها فى القاهرة قبل نهاية الأسبوع الجارى؟!

يستهلك نتنياهو الوقت لتحقيق مزيد من الدمار فى غزة، سعيا لفرض إرادته على المنطقة أولا، وحماس ثانيا، ويظل يلجأ إلى الحيل والألاعيب فى كل جولة مفاوضات، لضمان بقائه فى الحكم لأطول مدة ممكنة بما يعطى اليمين الصهيونى فرصة فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، وكلما تعرض هذا النهج المدروس لتهديد سارع وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، الذى يتفاخر بيهوديته، إلى المنطقة لمساندة تل أبيب.

هددت إيران بعمل انتقامى ثأرا لاغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى طهران وفؤاد شكر القيادى فى حزب الله، فى الضاحية الجنوبية لبيروت، فسارعت واشنطن إلى إرسال البوارج إلى المنطقة، ودفعت بالمزيد من قواتها، مع تأكيد التزامها بالدفاع عن إسرائيل، فهل يمكن لأصحاب هذا الانحياز السافر لتل أبيب أن يكونوا وسطاء فى أية تسوية أو مفاوضات تستهدف إتفاق هدنة لتبادل الأسرى والمحتجزين؟!

يدور الحديث بشكل واسع الآن عن المقترح الأمريكى «لسد الفجوات» بين إسرائيل وحركة حماس التى لم تشارك فى مباحثات الدوحة الأخيرة، لكن مضمون هذا المقترح ربما لا يزال محل خلاف. وحسب ما نقلته وكالة الأناضول التركية عن  مصدر فلسطينى مطلع فإن «المقترح الجديد الذى تم مشاركته فى الدوحة لا يتطرق لوضعية ممر نتساريم (مفرق الشهداء) الذى تسيطر عليه إسرائيل ويفصل جنوب قطاع غزة عن شماله، ومحور فيلادلفيا».

وفق المصدر نفسه «حتى الآن لا يوجد سوى تعهد شفوى أمريكى بالضغط على إسرائيل بخصوص نتساريم» فيما سيخضع ملف محور فيلادلفيا للبحث خلال مباحثات القاهرة المنتظرة.

وبعيدا عن المصدر الفلسطينى الذى لم يكشف هويته فإن القيادى فى حركة حماس سامى أبو زهرى  قالها صراحة أن «الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق نوع من الوهم»  لأن«الاحتلال ــ فى رأيه» يواصل عرقلة كل المساعى لإتمام أى اتفاق لوقف إطلاق النار» كما أن «الإدارة الأمريكية ليست جادة بالتوصل إلى اتفاق، بل تتبنى الموقف الإسرائيلى بمواصلة الحرب».

 وبين تفاؤل الرئيس الأمريكى ومساعى الوسطاء لـ«سد الفجوات» كما تأمل واشنطن، تمضى القوات الإسرائيلية فى سفك المزيد من دماء الأبرياء الفلسطينيين بارتكاب المجازر اليومية، وهى لعبة مكشوفة لفرض الضغوط على الخصم عند الجلوس إلى طاولة التفاوض، لكن هل يلدغ الفلسطينيون من الجحر الإسرائيلى من جديد؟ هذا ما يجعل «التشاؤل» سيدا للموقف.

التعليقات