ميراف باتيتو
اتفاق التطبيع بين إسرائيل ودولة الإمارات ولّد عددا من مشاريع التعاون وكثيرا من الصفقات التجارية. مؤخرا اشترى رجل الأعمال الإماراتى الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان 50% من أسهم فريق بيتار المقدسى، ووعد بأن يستثمر فيه أكثر من 300 مليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة. ساد حفل التوقيع وهج مفاده: هذا ما يبدو عليه السلام المستدام.
الاتفاق هو أيضا بمثابة هزيمة لمجموعة مشجعى الفريق من التيار اليمينى المتشدد المعروفة باسم لافاميليا التى يتباهى أعضاؤها بكرههم للعرب والمسلمين. لقد سُمح للسلوك العنيف لبعض مشجعى الفريق بالاستمرار عدة سنوات، ويبدو أن الطريقة الأكثر فعالية لإسكات هتافاتهم المسمومة والحاقدة هو من خلال مبلغ كبير من المال.
يبدو أننا فى إسرائيل نرغب فى صنع السلام، لكن مقابل ليس أقل من بضعة ملايين من الدولارات. نحن نرحب بأصدقائنا العرب الجدد ونلتقط معهم الصور فى نادى كرة القدم، ونعقد معهم صفقات، ونوقّع اتفاقات، لكن فقط إذا كان لديهم محفظة مفتوحة للتعويض عن ما نتجشمه من عناء.
العرب الفقراء الذين يعيشون وراء السياج الحدودى الأمنى فى غزة فى مكان يُعتبر من الأكثر اكتظاظا فى العالم، أو الذين يعملون لدينا بأقل من الحد الأدنى للأجورــ لا نسعى وراء مصافحتهم أو التقاط صورة سيلفى معهم. يبدو أن الشركاء المثاليين لإسرائيل فى السلام هم ذوو الثراء الفاحش الذين يقودون سيارات فاخرة ويمكثون فى فنادق فخمة.
إن فقر نحو مليون ونصف المليون من مواطنينا (عرب الـ48)، وإطلاق النار الذى يحدث فى شوارعهم، وضعف البنى التحتية وضآلة الإنفاق الحكومى، أقل جاذبية للتصوير من برج دبى الفخم. الإسرائيلى العادى لا يكسب شيئا من الضغط على الحكومة لإنجاز ميزانيتها الضخمة الخمسية لتطوير القطاع العربى مقارنة برحلة إلى مراكز التسوق الرائعة فى البحرين.
لقد فقدنا منذ وقت طويل الاهتمام بالوضع الاقتصادى الكارثى لأكثر من مليونى شخص فى غزة، الكثيرون منهم يعيشون من دون الحصول على مياه وكهرباء بصورة لائقة.
يمكننا أن نأمل بالمزيد من الاتفاقات والصفقات التى تقرّب السلام من المنطقة، لكن ببساطة يجب ألّا ندع بريق الألماس والذهب يعمينا عن رؤية الصواب.
محللة سياسية
يديعوت أحرونوت
مؤسسة الدراسات الفلسطينية