** كان المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة يتحدث بحماسه المعتاد، أثناء عرض مشروع المدينة الرياضية وسئل عن بناء قرية أولمبية. ورد الوزير بمعلومة مهمة وبتعبير طريف وقال: «كنت فى الدورة الأولمبية فى ريو دى جانيرو والعالم لم يعد يبنى تلك القرى الأولمبية القديمة، لأنها تبدو مثل أفيال بيضاء، كما تسمى، يعنى لا فائدة منها ولا تستخدم. ولذلك تغير الفكر، فأصبحت الدول تبنى مجمعات سكنية كبيرة وتبيعها للمواطنين، وتحدد لهم تواريخ تسليم، ولكنها تستخدم فى الألعاب الأولمبية، ثم تجدد وتنظف وتسلم بالفعل للمواطنين بعد انتهاء الألعاب، وبذلك تبنى الدول قرى أولمبية، دون أن تتحمل أعباء مادية».
** الفكرة اقتصادية وجيدة. وكان المهندس خالد عبدالعزيز دعا الإعلام الرياضى لتفقد موقع المدينة الرياضية التى ستقام فى العاصمة الإدارية، على مساحة تقترب من 95 فدانا.. وفلسفة المشروع هى ألا يكون فيلا أبيض ضخما وكبيرا لا يستخدم كثيرا، ولكنه عبارة عن مدينة رياضية للناس والشباب من سكان ورواد العاصمة الإدارية، وفى الوقت نفسه يمكن أن تستضيف البطولات الكبرى التى تنظمها مصر ومنها بطولة العالم لكرة اليد فى عام 2021.
** مشروع المدينة الرياضية يتضمن صالات مغطاة، وملاعب متنوعة، ومسارح وسينمات، وتشارك فى تنفيذه شركات مصرية وبمساهمات تحد من تكلفته. وهو مشروع رياضى بالدرجة الأولى لكنه سيكون أيضا مشروعا اجتماعيا وترفيهيا وثقافيا.. ومن المهم أن يتضمن مركزا للانتقاء بكل معداته العلمية، وهذا المركز يحدد اللعبات التى يمكن أن ينجح فيها الأطفال من خلال تحاليل دى إن إيه والجينات ودراستها والتشريح الجسدى.. بجانب مراكز للطب الرياضى. لكن الأهم أن تخصص مساحات خالية بجوار أرض المشروع، للتوسعات المستقبلية، لمصر عام 2030 وعام 2050.. فإذا كانت القاعات المغطاة تتسع فى المشروع الحالى لسبعة آلاف متفرج، فلماذا لا نبنى مستقبلا قاعات أكبر وأحواض سباحة تستضيف بطولات عالمية؟
** لماذا أيضا لا يتضمن المشروع الذى يقع فى إطار العاصمة الإدارية، التى ستكون مركزا حكوميا ودبلوماسيا وسكنيا مهما، لماذا لا يتضمن المشروع مجمعا للمنتخبات الوطنية مستقبلا، على غرار كلير فونتين الفرنسى، ويستغل كمعسكرات شتوية لفرق أوروبية، خاصة أن شاطئ العين السخنة سيكون هو شاطئ العاصمة الإدارية؟
** لكل جيل معاركه ولكل جيل أحلامه.. ومعركة الأجيال القادمة هى بناء مصر الحديثة بكل ما تعنيه الكلمة.. والمشروعات القومية تحقق أحلام تلك الأجيال، ولأول مرة منذ النصف الثانى من القرن العشرين، وما تحقق فيه من طفرات وأحلام تناسب عصرها، يبنى المصريون الآن حلمهم. وهناك فارق فى غاية الأهمية أشعر به وأراه، وهو أن حلم النصف الثانى من القرن العشرين كان قصيرا لمجرد بضع سنوات، بينما حلم الجيل الحالى يرى أبعد بكثير من مجرد بضع سنوات.. يرى عقودا قادمة، ويبنى من أجلها.
** هذا انطباعى مما رأيته فى العاصمة الإدارية.. حيث يعمل شباب، آلاف الشباب من المصريين.. فليس صحيحا أن شباب البلد هم فقط الذين يتخاطبون على مواقع التواصل الاجتماعى.. وإنما كثير منهم هناك فى مواقع العمل فى الصحارى والطرق والتشييد.. إن كل مجتمع هو حصيلة شبابه بمختلف أعماله وتوجهاته وتطلعاته.. تحيا مصر.