10 آلاف فاشل فى الألعاب الأولمبية! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 7 سبتمبر 2024 2:50 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

10 آلاف فاشل فى الألعاب الأولمبية!

نشر فى : السبت 20 يوليه 2024 - 5:30 م | آخر تحديث : السبت 20 يوليه 2024 - 5:30 م

● لا بد من فهم الألعاب الأولمبية، وإدراك أن هناك مستويات مرتفعة نحن خارجها، وأن بعض الدول حققت ميداليات بالتركيز على بعض اللعبات مثل كينيا وإثيوبيا والمغرب فى مسابقات العدو المتوسط والطويل 1500، و3000 موانع و5000 و1000 جرى. وهناك تكوينات جسمانية مختلفة لكل بطل فى تلك المسابقات ربما تلاحظونها. بينما جامايكا ركزت على سباقات السرعة، وهناك يوم اسمه يوم البطل يقام سنويًا، ويشارك به قرابة مائة ألف ناشئ لاختيار أبطال المستقبل، وتسمى جامايكا جزرة السرعة، أما كوبا فدخلت جداول الميداليات بالملاكمة. 

إلا أن نظام صناعة الأبطال فى أمريكا مختلف، وقد جمعت ما يقرب من 3 آلاف ميدالية أولمبية على مدى مشاركتها. والنظام الأمريكى يقوم على أبطال المدارس والجامعات، فهى التى تفرزهم ثم تتولاهم اللجنة الأولمبية الأمريكية بإنفاق مئات الملايين من الدولارات للإعداد. 

● حدث تطور كبير فى الرياضة المصرية، تطور يتعلق بالنسبية فكيف كنا وكيف أصبحنا؟ حققنا 16 ميدالية فى عصر القوة الفطرية من 1928، وهو عصر قوة البخار إن جاز التعبير وتأخرنا حتى لوس أنجلوس 1984 حين حصلنا على ميدالية رشوان الفضية، بعد أن دخل العلم والتكنولجيا ساحة الرياضة. والآن لم تعد بطولاتنا فى المصارعة ورفع الأثقال فقط، لكن هناك التايكوندو والكاراتيه والسلاح والرماية والخماسى الحديث والسباحة. وللدقة أتحدث عن البطولة هنا، والبطولة هى مراكز متقدمة فى الدورات الأولمبية، بينما هى سيطرة وتفوق على المستويين العربى والإفريقى، كما أشرت من قبل. 

● توقعات اللجنة الأولمبية المصرية لبعثة مصر هى الحصول على عدد يتراوح بين 7 إلى 11 ميدالية أولمبية فى دورة باريس. وعلى الرغم من أنها ستكون أكبر بعثة أولمبية فى تاريخ مصر فإن زيادة حجم البعثة فرضته قواعد تأهل اللعبات الجماعية فى المنافسات القارية، وكذلك قواعد التأهل فى الألعاب الفردية بالنسبة للأرقام والنتائج الدولية والعالمية، وهو ما يجعل منتخب السلاح المصرى على سبيل المثال يشارك بـ21 لاعبًا ولاعبة. وهو العدد الأكبر فى تاريخ رياضة السلاح المصرى منذ أن مثل أحمد حسنين باشا مصر فى لعبة السلاح فى دورة 1912 فى استكهولم.

● وكانت مصر أحرزت 6 ميداليات فى دورة طوكيو وهو الرقم الأكبر، ولو حققنا 7 ميداليات سيكون ذلك جيدًا ولو أضفنا ووصلنا إلى 9 ميداليات سيكون ذلك إنجازًا، وأتمنى الزيادة. أما حجم البعثة فهو جزء من صورة مصر الحضارية. نحن دولة كبيرة ونستحق أن تكون بعثتنا الرياضية كبيرة. ورجاء عدم المقارنة بين عدد الميداليات المتوقع والممكن وبين ما أنفقته الدولة على إعداد الأبطال (26 مليون دولار حسب تصريح الوزير الدكتور أشرف صبحى). وسوف أكرر أن الأسرة المصرية صاحبة الفضل الأول فى صناعة المواهب وهى التى تتحمل تكاليف التدريب فى الصغر حتى تنمو المهارة والموهبة ويتحول الأمر إلى الاتحادات. يحدث ذلك فى الرياضات النزالية والسباحة والإسكواش والتنس وكرة القدم أيضًا. وصحيح هناك محاولات لأن تمارس الدولة دور الاسرة، لكنها تحتاج إلى مزيد من الجهد والمتابعة وبناء مراكز تدريب متقدمة للغاية. 

● تبقى نقطة أن هناك 206 دولة مشاركة فى دورة باريس، ويمثلها حوالى 11 ألف رياضى ورياضية. فيا ترى كم رياضيًا ورياضية يحققون ميداليات؟ مثلًا فى دورة طوكيو وزعت 1080 ميدالية وعاد عشرة آلاف رياضى من دول العالم الأول إلى العالم الثالث دون ميداليات.. فهل العشرة آلاف فشلة ويستحقون الحساب؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.