سيوة كمان وكمان - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:33 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سيوة كمان وكمان

نشر فى : الإثنين 20 نوفمبر 2017 - 9:50 م | آخر تحديث : الإثنين 20 نوفمبر 2017 - 9:50 م
ظل اسم سيوة فى خاطرى مرادفا لواحة من النخيل قصير القامة ومساحة صحراوية مترامية الأطراف لا تنتج سوى بضعة أطنان من البلح والتمور، وأناس ذوى عادات وتقاليد أملتها حياة العزلة الطويلة. وربما تشكل سيوة فى ذهن البعض من أبناء وادى النيل، ممن لم يزوروا الواحة ولو مرة واحدة فى عمرهم، مجرد مكان يلفه الغموض وتحفه مخاطر الطبيعة القاسية التى تتميز بها الصحارى، وزاد من تعقيد المشهد الأعمال الدرامية التى اتخذت الواحة ميدانا وخلفية لبعض أحداثها.

تلك الصورة ظلت تراوح مكانها فى ذهنى لسنوات طوال حتى أتيحت لى زيارة سيوة لأول مرة قبل سبعة أشهر تقريبا، حيث كانت تستعد لافتتاح أكبر مصنع للتمور تمتلكه الدولة، والذى تم تطويره بالتعاون مع دولة الإمارات إثر جهود بذلها محافظ مطروح اللواء علاء أبوزيد، لتحريك عجلة التنمية فى الواحة التى ظلت لسنوات طويلة تعانى الإهمال والتهميش.

وترافقا مع مهرجان التمور الثالث، الذى أقيم قبل أيام، كانت زيارتى الثانية للواحة التى تجبر كل زائريها على الوقوع فى غرامها من أول نظرة، ليس لكونها بقعة خضراء فى قلب الصحراء، يعيش فيها بشر طيبون يتمتعون بكرم وبشاشة، ولكن أيضا كون المرء يلمس إلى أى مدى يتمتع الإنسان بقدرات هائلة لتحويل الرمال الصفراء إلى ساحة للنماء، شريطة تحفيز الهمم، ووضوح الرؤية.

ذهبت إلى سيوة هذه المرة بدافع الوقوف على الجديد الذى تحدث محافظ مطروح اللواء علاء أبو زيد عنه خلال العديد من المناسبات، ولأرى بعينى إلى أى مدى تنطبق التصريحات على الواقع، لأنه كما يقال: ليس من رأى كمن سمع.
البداية كانت مع طريق الوصول إلى سيوة التى تبعد 320 كيلومترا إلى الجنوب الغربى من مدينة مرسى مطروح، ونحو 60 كيلو متر عن الحدود المصرية الغربية.. كانت آلات إعادة الرصف قد أنجزت مسافات طويلة من مهمتها، فيما كانت الجرافات تهدر لإزالة ما تبقى من أثر للطريق القديم وتهيئته من جديد لتحمل سيارات النقل الثقيل وتلك المخصصة للركاب، والتى باتت وتيرة حركتها أكثر كثافة.

فى منطقة بئر النص جرت عملية تطوير شاملة لاستراحة المسافرين التى تقع فى منتصف المسافة بين مرسى مطروح وسيوة، لتتحول من مجرد مبنى بسيط يقدم المشروبات وبعض الخدمات المتواضعة، إلى مكان يليق باستقبال ضيوف أنهكهم السفر الطويل.

شوارع وطرق مدينة سيوة أعيد رصف البعض منها، وجرى تعبيد البعض الآخر، علامات الإرشاد المرورية، وتحديد حارات المرور بالطلاء الأبيض المتقطع ظهرت على الأسفلت بعد غياب طويل، مقاهى الواحة تعج بالرواد، فيما حركة البيع والشراء تجرى على قدم وساق، حيث تسمع أصوات المساومات التقليدية بين المشترين وتجار اجود أنواع التمور، وثمار الزيتون. 
محطات البنزين والسولار لا تكف عن استقبال المركبات الثقيل منها والخفيف، بما يعكس حركة التنقل من وإلى الواحة التى تسهر محالها لوقت متأخر من الليل لتلبية طلبات زبائنها، وزوار الواحة من السياح الأجانب، والقادمين من محافظات مصر المختلفة.

فى قاعة الاحتفال بمهرجان التمور الثالث، الذى شارك فيه هذا العام إضافة إلى مصر والإمارات، كل من السودان وليبيا، وينتظر مشاركة العراق ودول أخرى، فى النسخة القادمة من المهرجان الآخذ فى التوسع دوليا وفقا، للواء أبو زيد، فيما ظهرت وجوه عدد من السفراء الأجانب وسط الحضور،كان بينهم سفراء فيتنام وكمبوديا وأوكرانيا.

غداة اختتام مهرجان التمور، وخلال جلسة حضرها المحافظ مع عدد من الصحفيين، جرى الحديث عن مستقبل تنمية سيوة بشكل مستفيض، وخاصة التعامل مع مشكلة الصرف الزراعى المؤرقة للواحة، بالتعاون مع خبراء من كوريا الجنوبية، ووقف اللواء أبوزيد عند مجموعة من المشروعات الجاري تنفيذها، وتلك التى تنتظر التنفيذ، وجميعها يعكس طموحا كبيرا، نأمل أن يجد طريقه إلى التحقيق.

 

التعليقات