ما هذا الكم المهول من الأموال المنهوبة؟ ما هذا الكم من التسيب؟ ما هذا الكم من إهدار المال العام؟ ما هذا الكم من فساد الذمم؟ ما هذا الكم من بيع المواقف؟ ما هذا الكم من التلون والتسابق فى خدمة صاحب السلطة والمال؟
ألا يقع حالنا تحت الآية الكريمة: «ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس»؟
وبأى حجة وبأى منطق كان يؤيد شيخ الأزهر النظام البائد؟ وبأى رؤية ادعى المفتى أن «مصر محسودة ومستهدفة»؟ وبأى حجة طالب البابا شنودة الشباب بألا يخرجوا فى المظاهرات؟ وبأى منطق أفتى علماء السلفية بأن التظاهر بدعة؟
هل كانوا يريدون استمرار هذا الفساد والإهدار؟ أم كانوا غير مدركين للكارثة التى كانت تحيط بنا؟ بأى منطق كان يطلب السيد مفيد شهاب أن ننظر إلى الجزء المملوء من الكوب؟ وبأى علم استند إليه السيد فتحى سرور بأن المجلس كان يقوم بدوره فى الرقابة والتشريع؟ وعلى أى أساس يتوقع السيد رئيس الوزراء الحالى أن نثق فى وزارة تتضمن الكثير من الأسماء السابقة؟
جاء على لسان لواء سابق فى أمن الدولة وعضو فى مجلس الشعب المنحل مدافعا عن تفويض الرئيس المخلوع لعقد صفقات أسلحة سرية لمدة ثلاث سنوات بدأت فى يونيو الماضى وحتى يونيو 2013 ما يلى: «لابد أن نلجأ للرئيس مبارك فى كل شىء ليس فى التسليح فقط، فهو صمام الأمان الذى سينقذ الشعب من براثن البعض... نحن نقدم للرئيس مبارك رقابنا وأعناقنا ورقاب شعبنا، ونحن مطمئنون، لأنه ليس شخصا عاديا حتى نتوجس منه، ونعطيه أيضا كل شىء فى مصر حتى لو أراد الديكتاتورية، لأنه ديكتاتور عادل... كما أنه الديمقراطى الأول فى مصر ويجب أن نعطيه تفويضا مطلقا وليس لعدد محدود من السنوات».
أقسم بالله الذى لا إله إلا هو، لو كان الرئيس مبارك ديمقراطيا وعادلا فعلا، لما أبقى على مثل هذا الشخص فى حزب يرأسه على الإطلاق. هؤلاء هم نافخو الكير الذين يضيعون البلاد والعباد من أجل خدمة مصالحهم الشخصية.
أنا أطلب من المحترمين المستشار عبدالمجيد محمود والمستشار جودت الملط ومن كل القائمين على الأجهزة الرقابية فى مصر، باسم مستقبل مصر والمصريين، ألا يغادر من هؤلاء أحد، وأن يكونوا سيف الله البتار على رقاب هؤلاء الذين أساءوا من حيث كان ينبغى أن يحسنوا. أهيب بهم وبرجالهم أن يردوا لمصر والمصريين اعتزازهم بوطنهم وأن يضعوا الجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية وأسرته على قائمة من ينبغى أن تفحص ذمتهم المالية. ليس من أجل شخص أو حفنة أشخاص تضيع الأمم وتخرب الذمم وتحبط الهمم. اللهم إنا نشكو إليك جهلنا وغفلتنا وقلة حيلتنا، اللهم ارزقنا من يذود عنا، ويرد لنا حقوقنا.