لم يعد تهديد الإرهاب بالولايات المتحدة خارجيا - تقارير - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 11:54 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لم يعد تهديد الإرهاب بالولايات المتحدة خارجيا

نشر فى : الخميس 22 أكتوبر 2020 - 11:00 ص | آخر تحديث : الخميس 22 أكتوبر 2020 - 11:00 ص

نشرت عدة صحف ومراكز أجنبية ما رصدته من تنامى ظاهرة الإرهاب بالولايات المتحدة، مع ظهور تنظيم جديد يطلق على نفسه القاعدة «ذا بيز» يسعى إلى استغلال أى أزمة أو فراغ فى السلطة لإشعال حرب عرقية، إلى جانب العديد من التنظيمات الأخرى المعادية للأجانب والمسلمين والأفارقة واليهود... نعرض منهم ما يلى.
كشفت تسجيلات سرية نشرها مركز «قانون الحاجة الجنوبى Southern Poverty Law Center» الأمريكى فى سلسلة وثائقية صوتية أطلقتها تحت اسم (Sound Like Hate)ــ وهى سلسلة تركز على انضمام الناس العاديين للحركات العنيفة ودراسة طرق استرجاعهم من حياة الكراهيةــ ما يقوم به تنظيم متشدد تابع للنازيين الجدد يدعى (القاعدة) The baseــ من تجنيد من لهم خبرة عسكرية أمريكية أو كندية والاستفادة منهم لمواجهة ما يعتقدون أنه سيحدث من انهيار وشيك للمجتمع، منتظرين اغتنام فرصة الانهيار العنيف للولايات المتحدة أو فرصة وجود أى نوع من الفوضى لشن حرب عرقية تستهدف فيها بشكل رئيس الأمريكيين من أصل إفريقى واليهود.. والحقيقة أن ما حصده الإرهاب المحلى من أرواح أمريكية يفوق ما قد حصده الإرهاب العالمى منذ أحداث 11 سبتمبر وفقا لما قالته النائبة الديمقراطية جاكى سبير.
التسجيلات الصوتية التى حصل عليها المركز كانت بين قائد تنظيم «ذا بيز»، رينالدو نازارو ــ الذى يطلق على نفسه لقب الرمح ــ وبين هؤلاء ممن يرغبون الالتحاق بالتنظيم، وأشار المركز إلى أنه حصل على تسجيلات لأكثر من 100 مجند محتمل، أشار نازارو فى أحد التسجيلات إلى أن شبكة «ذا بيز» تسعى للدفاع عن النفس، وأن مهمتهم بسيطة وهى الاستعداد بما فيه الكفاية للاستفادة من أى فوضى أو فراغ فى السلطة قد يحدث فى الولايات المتحدة. ووفقا لما أوضحه نازارو فى ما حصل عليه المركز من تسجيلات، فإن تنظيمه ليس هرميا ولكنه شبكة من الخلايا الصغيرة تتمتع كل منها بدرجة عالية من الاستقلال فى اتخاذ القرار.
ووفقا لدراسة استقصائية أجرتها صحيفة ذاجارديان، فإن التجنيد لتنظيم «ذا بيز» والتى تنتمى لجماعات التفوق الأبيض بدأ فى أواخر عام 2018، وهو الوقت الذى بدأت تنشط فيه التنظيمات اليمينية المتطرفة فى الولايات المتحدة. وقالت مولى سالتسكوج ــ محللة استخباراتية فى مجموعة صوفان، وهى شركة استشارات أمنية دولية ــ إن التقارير تفيد بأن رئيس تنظيم «ذا بيز» نازارو يتخذ من سانت بيترسبرج فى روسيا مقرا له، مما قد يشير إلى إمكانية وجود تدخلات أجنبية لدعم ونشر هذه التنظيمات المتعصبة على أراضى الولايات المتحدة. إلا أنه على الصعيد الآخر هناك من المعلومات التى حصلت عليها الجارديان والتى قد تشير إلى أن نازارو بأنه قد يكون عميلا فيدراليا يهدف من خلال تنظيمه إلى جذب النازيين الجدد وتسليمهم.
فى بداية هذا الشهر حذرت وزارة الأمن الداخلى بالولايات المتحدة فى تقرير نشرته ــ علما بأن التقرير نشر متأخرا ــ بأن الإرهاب الأبيض كان من أكبر وأخطر التهديدات الداخلية. سلط التقرير الضوء على أن العنصريين البيض هم الأكثر دموية بين الإرهابيين المحليين فى السنوات الأخيرة وأن روسيا هى التهديد الرئيس فى نشر المعلومات المضللة.. لم يعتبر التقرير أن روسيا هى التهديد الأجنبى الوحيد، بل أشار أيضا إلى الصين فيما ترتكبه من سرقات لحقوق الملكية الفكرية وشن حملات تضليل على الإنترنت إلى جانب تدخلها، هى وإيران، فى الانتخابات، ولكن تظل روسيا هى التهديد الأخطر.. بتأخر الوزارة فى نشر التقرير، وجه اتهام لها بتحولها إلى أداة فى حملة إعادة انتخاب ترامب. وزاد من فشل التعامل مع قضية الإرهاب الأبيض فشل خطابات الرئيس ترامب فى إدانة مجموعات التفوق الأبيض وما ترتكبه من أعمال إرهابية، وهذا ما جعل النائب الديمقراطى بينى طومسون يشير إلى أن جماعات المتطرفين البيض يستمدون إلهامهم من الرئيس ترامب.
«ذا بيز» ليس التنظيم المتطرف الوحيد فى الولايات المتحدة، فهناك العديد من التنظيمات الأخرى التى ظهرت خلال الاحتجاجات التى حدثت فى الولايات المتحدة. فهناك حركة بوجالو Boogaloo اليمينية المتطرفة ــ توصف أحيانا بالميليشيا ــ والتى تسعى إلى إشعال حرب أهلية ثانية، فقتلت هذه الحركة عضوا فى خدمة الحماية الفيدرالية خلال التظاهرات فى أوكلاند، وألقى ترامب اللوم على اليساريين. اليساريون أيضا ظهرت بهم الجماعات المتطرفة، فهناك على سبيل المثال حركة «أنتيفا» المناهضة للفاشية والنازية والذى قام أحد أعضائها بقتل ناشط يمينى مؤيد لترامب.. قد تزداد خطورة هذه الجماعات مع الانتخابات الأمريكية وتصبح الولايات المتحدة على شفا حرب أهلية.

التعليقات