●● كلما جاء موعد كأس الأمم الأفريقية تنطلق من أوروبا صيحات تطالب بتغيير موعد البطولة، لأن يناير شهر حاسم فى سباق البطولات المحلية، ففريق مثل مانشستر سيتى يفتقد هذه الأيام الشقيقين العاجيين يايا وكولو توريه، ولم يخف المدرب روبرتو مانشينى انزعاجه، وقال: «حاولت إيجاد يايا آخر فى فريقى، لكن ليس هناك أى يايا آخر».
●● فريق تشيلسى، يغيب عن صفوفه العاجيان ديدييه دروجبا وسالمون كالو، وسيمتد تأثير كأس الأمم السلبى على فرق أخرى لا تنافس فى المقدمة، ومنها ويجان، ويغيب عنه السنغالى محمد ديامى خلال محاولته الهروب من منطقة الخطر، كما حال كوينز بارك رينجرز الذى سيفقد جهود صانع ألعابه المغربى عادل تاعرابت والمدافع السنغالى أرمان تراورى.. ويرى أرسين فينجر مدرب أرسنال أن الظروف المناخية التى تقام فيها كأس أفريقيا تختلف تماما عن مثيلاتها فى أوروبا فى يناير، وهو ما يؤثر على لياقة اللاعبين العائدين.. ما هو الحل، هل تقام كاس أفريقيا كل أربع سنوات مثل البطولات القارية الأخرى أم تستمر كما هى كل عامين؟
●● البطولة بالنسبة لأفريقيا تعنى ما هو أكثر من كرة القدم، فهى دعاية للبلد الذى يستضيفها ودعوة للسياحة التى تعد من أهم الصناعات العالمية.. إلا أن اللعبة ما زالت فى أفريقيا ساحة لممارسة السياسة، فالفريق هناك هو وطن، يمتلكه الجمهور، فيما يمتلك الوطن الرئيس وأنجاله، وقد وعد ابن رئيس غينيا الإستوائية تيودورو أوبيانج نجويما مباسوجو (هذا الاسم فى بطاقة الرقم القومى للرئيس) لاعبى المنتخب بمكافأة قدرها مليون دولار فى حالة الفوز على ليبيا.. وهو مبلغ ضخم فى بلد يصل تعداد سكانه إلى 670 ألف نسمة يتقاضى 75 % منهم 60 بنسا فى اليوم، ومن أجل مشاهدة الدور الأول مثلا يضطر هذا المواطن إلى التضحية بأجر أسبوع عمل كامل.. حيث يبلغ أقل سعر تذكرة 4.25 جنيه استرلينى (حوالى 38 جنيها مصريا).
●● البطولة التى تستضيفها غينيا والجابون والثانية ثرية بالبترول تعد وسيلة للانفتاح على العالم وفتح أبوابها أمام الاستثمارات الأجنبية، وكانت الصين من الدول التى سبقت الجميع حين ظهرت رائحة البترول فى القارة، ولاحظ مثلا أنها تقوم بالوساطة بين السودان وبين دولة جنوب السودان لحل مشكلة نقل بترول الجنوب عبر السودان.. والصين تركت بصمتها فى كثير من الدول الأفريقية، والبصمة باسم استاد الصداقة، وهو الملعب الذى يسع 40 ألف متفرج فى الجابون ويستضيف المباراة النهائية، بينما يتولى رجال أمن من إسرائيل عمليات تأمين الملاعب فى غينيا.
●● تتثاءب دول وتغرق أنوفها فى رائحة الورد، فيما تعمل دول فى أفريقيا وتنهل من كنوزها الطبيعية، لأن لها أنوفا تشم رائحة البترول.. أو رائحة مصالحها.
●● ملاحظة أخيرة: لأن مصر لا تشارك يرى بعض الإعلاميين والإذاعيين أنها بطولة يتيمة، مسكينة، فقيرة، ضعيفة.. وهذا غريب لأننى أظن أن منتخب مصر لم يذهب إلى كأس العالم منذ 22 عاما، ولا أحد يجرؤ على وصف المونديال بأنه بطولة فقيرة، ضعيفة، هزيلة، ميتة، تفتقد منتخب مصر.. يا سلام؟