الصلاة فى الروضة الشريفة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 3:20 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الصلاة فى الروضة الشريفة

نشر فى : الأربعاء 23 سبتمبر 2015 - 8:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 23 سبتمبر 2015 - 8:20 ص

فى أول أيام وصولى إلى المدينة المنورة مساء السبت الماضى، دخلت الحرم النبوى من باب عمر بن الخطاب وصليت العشاء ثم الشفع والنوافل وبعدها عافرت وهابرت وجاهدت كى ادخل الروضة الشريفة، الجميع يريد ان يظفر بالسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وشرطة الحرم تنظم الدخول خوفا من التزاحم والتدافع.

المسافة ما بين منبر الرسول وقبره ليست كبيرة كى تتسع لكل من يريد الزيارة والسلام والظفر بصلاة ركعتين فى هذا المكان الذى قال عنه الرسول الكريم انه روضة من رياض الجنة.

كل مسلم يزور هذا المكان خصوصا اذا كان قادما من خارج السعودية يحارب من اجل الفوز بمساحة لا تزيد عن سنتميرات ليقف عليها لدقائق.

غالبية المريدين والمحبين يأتون مبكرا جدا قبل الصلوات وبعضهم لا يغادر المسجد اصلا على امل ان يجلس فى وسط المكان، ولان الجميع لا يستطيع عمليا ان يفعل ذلك، فهو لا يملك الا المعافرة للوصول إلى مبتغاه، والمشهد الطبيعى هو ان المكان مكتمل اغلب الاوقات، وبالتالى تجد اناسا كثيرين واقفين فى انتظار اقتناص ولو بضعة سنتيمترات كى يصلى ركعتين لله. البعض يفعل ذلك بالود والاستئذان مع الاخرين والبعض الاخر يتصرف بطريقة لا تتناسب وقداسة المكان.

فى هذا اليوم الاول وقفت فى طابور طويل من اجل الدخول للمكان، وبعد جهد نجحت فى الوصول فقط إلى حدود الروضة المميزة بسجاد اخضر مقارنة بالسجاد الاحمر الموجود فى بقية المسجد، وكذلك بالاعمدة التى تجمع بين اللونين الذهبى والاخضر مقارنة ببقية الاعمدة ذات الرخام الابيض المائل إلى الرمادى.

صليت ركعتين ودعوت كثيرا ثم خرجت لاجد نفسى فى طابور اطول للسلام على رسول الله فى قبره.

بعدها بيومين أى يوم الاثنين وقبل صلاة العصر بوقت كافٍ دخلت برفقة الصديق ياسر رزق رئيس مجلس ادارة اخبار اليوم ورئيس تحرير الاخبار إلى الحرم النبوى وهذه المرة وبعد جهد ايضا وابتسامات وتوسلات وصلنا إلى الروضة، وقفت بجوار شخص باكستانى كان كريما معى وسمح لى ببضعة سنتميترات بجوار احد الاعمدة حيث صليت كثيرا والحمد لله ثم سلمنا على النبى.
المرة الثالثة كانت فجر امس الثلاثاء وكانت الاسهل، لان عددا كبيرا من الحجاج غادر بالفعل إلى عرفة.

فى هذه المرة أكرمنى الله بحاج اسيوى افسح لى سنتيمترات اكبر، وهكذا وجدت نفسى اصلى فى مكان طبيعى من دون ان احشر نفسى وسط شخصين كما حدث فى المرتين السابقتين. صليت ما استطعت ودعوت لنفسى ولمصر ولكل من طلب منى.

خرجت من الروضة ووقفت فى طابور يتحرك ببطء شديد للنظر إلى قبر الرسول، غالبية المصلين يريدون ان يقفوا اطول وقت ممكن، وشرطة الحرم تطالبهم بالاسراع من اجل الاخرين، وبين لحظة واخرى يتحدثون بهدوء مع البعض أو ينهروهم لانهم وهم يرفعون اصواتهم بالدعاء بطريقة قد يفهم منها الشرك بالله والعياذ بالله.

خرجت من الحرم ودخلت الفندق لاجد امامى فجأة الدكتورة فايزة أبوالنجا مستشار الرئيس لشئون الامن القومى، سلمت عليها، وهنأتها بالحج، وبعد ذلك بدأنا الرحلة إلى مكة المكرمة. لاداء فريضة الحج والوقوف على عرفة اليوم ان شاء الله.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي