** هل كنا نحتاج إلى ثورة كى نرى الفساد والظلم، ونكتشف التزوير، ونلمس كرامة الإنسان المصرى المهانة وغياب العدالة الاجتماعية، ونعرف أن تداول السلطة والديمقراطية خيارا لا يناقش؟
نعم فمن أجل تلك الأسباب تشتعل الثورات.. لكن هل كنا نحتاج إلى ثورة كى نفهم أن الملايين التى كانت تنفق على شراء لاعبين، والمزايدات بين الأندية فساد لابد من إيقافه، ووضع الحدود للتصرفات المالية. ألم نكن نتحدث منذ سنوات ونطالب بالحد من تلك الأموال، التى تنفق، وأنه لايمكن أبدا أن تكون حركة الاحتراف فى مصر تعنى أن توزع الأرباح على العمال الذين هم اللاعبون، بينما الشركات والمصانع التى هى الأندية تخسر وتفلس؟
** الآن افتح أى محطة فضائية أو صفحة فى جريدة، أو حتى فرن بوتاجاز، ستجد مجموعة من البشر يتحدثون عن الفساد، ونصفهم كان يتحدث قبل أيام عن النقاء والرخاء والنماء..
** المرحلة المقبلة خياراتها واضحة ومحددة ولا لبس فيها. دولة الديمقراطية، والحرية وكرامة المواطن، ودولة الانتخابات الحرة النزيهة وسيادة القانون. ودولة العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية. ودولة السلطة للشعب وليس دولة السلطة لطبقة أو لفئة. إنها مرحلة ينتقل فيها الشعب من فاقد لإرادته ولبلاده إلى متحكم ومسيطر فى إرادته ومالك لوطنه وبدون هذا الشعور، وهذا الاقتناع سيكون مشروع مصر الجديدة مستحيلا. كما أن المرحلة المقبلة تتطلب الانتقال بمصر من مرحلة الاستهلاك إلى الإنتاج، وطرح المشروعات القومية الحقيقية فى مجالات الزراعة والصناعة ورفع القيود على الاستثمار. نحن فى مرحلة دولة الاستعانة بالكفاءات قبل الولاءات.. مرحلة تشجيع الإبداع، والأفكار الجديدة حتى لاتهدر ثروات البلد والشعب فى مشروعات وهمية، أو غير اقتصادية، فلو كانت فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا تملك هذا الساحل الشمالى بمناخه الرائع لربحت منه مليارات، دون أن تهدر مليارات من أجل شهرين كل عام. أليست الدولة المصرية بحكوماتها المتعاقبة هى التى فعلت بنا ذلك أم أنها حكومة أخرى ووزراء دولة بوجمبورا هم الذين فعلوا بنا ذلك..؟!
** فى خطابة الجهنمى الذى نقلته جميع قنوات «موجة كوميدى» فى الوطن العربى والعالم.. تحدث العقيد القذافى عن الأبطال والمناضلين فى شعبه، ووصفهم بأنهم «قلة مندسة».. إنه تعبير من بقايا خطاب عربى هزلى قادم من بدايات القرن الماضى.. ألا يسأل هؤلاء الحكام: كيف انتشرت تلك القلة المندسة بالملايين فى تونس ومصر واليمن والأردن والمغرب والبحرين وإيران وليبيا.. عشنا عمرنا ونحن نخشى الموت من الظلم والغيظ.. والآن قد نموت من الضحك..!