أيام ويبدأ شهر رمضان الكريم والذى أتمنى ومعى كثيرون يتوقون إلى عودة تلك الملامح المصرية الفريدة التى تجعل من رمضان فى مصر أيقونة للاحتفال بأداء الفريضة وإحياء القيم تهفو إلى تفاصيلها اليومية القلوب.. وتحن إليها الروح.
يرتبط رمضان فى كل الأذهان بفعل الخير.. ومع تصاعد الأحداث فى العالم أصبح فعل الخير أمرا ينسحب على مواقف عديدة تصادف أن كان منها موقف أعرضه اليوم ولا أخشى على وجه الإطلاق أن أتهم بأننى أعرض لتقصير من الدولة أصاب أكبر مؤسسة خدمية فيها أو أننى أطالب بحق ليس لى أو لزملائى فى مهنتى أو حتى أستعرض آلام مرضى القلب بأى من الصور الدرامية بالغة السداد التى يستعرضها أصحاب «بيزنيس الخير» دائمو التواجد فى أيام رمضان طوال الشهر.
بدون أى مقدمات أنا أدعو لتضامن المجتمع المدنى مع معهد القلب القومى لتوفير المستلزمات التى تضمن له أداء مهامه التى لا أبالغ بوصفها بالجسيمة والتى هى كما يصفها المصريون عامة «سد العالى الغلابة» أطلب هذا بحس وطنى عالٍ وكرامة تضعها بصدق رغبة أكيدة فى العمل والإقدام على مهمة لا تقل عن مهمة الجندى فى الدفاع عن حدود وطنه.
أعرض لكم أصدقائى موقفا أتمنى لو بالفعل تم فيه فض هذا الاشتباك الوهمى الذى تضعه أفكار تضع عراقيل حقيقية بين المجتمع المدنى وبين مؤسسات كمعهد القلب القومى تدعمها الدولة لكن ازدياد أعبائها ورغبتها فى توسيع مجالات الخدمة المجانية فيها تجعلها فى حاجة دائمة وملحة لميزانيات أكبر ومسلتزمات طبية تفوق تكلفتها احتمالات الميزانيات المخصصة لها.
الموقف بوضوح أضعه فى موقع الرؤيا من دولة رئيس الوزراء والسيد وزير الصحة:
إلى جانب مهامى الطبية أعمل دائما فى مجال الخدمة العامة لصالح مرضى القلب بمعهد القلب القومى، تربطنا بجمعية ليلة القدر مصطفى أمين مواقف تعاون إنسانية جديرة بالاحترام فقد كانت السيدة/ الفاضلة صفية مصطفى أمين وصحفية الخير أ. صفاء نوار دائما وراء مساعدات عظيمة قدمت للمعهد لصالح مرضاه كإنشاء غرفة للرعاية المركزة للأطفال وشراء مسلتزمات لحجرة القسطرة التى تم تدميرها والاعتداء عليها بمعرفة أهل مريض مدمن نقل إليها محتضرا، وغير ذلك من مهام اجتماعية إنسانية. حينما سئلت هذا العام اقترحت تجديد قسم الأسنان لما للأسنان من أهمية بالغة فى حياة مريض القلب، عدوى الأسنان تصب مباشرة فى شرايين المريض ومنها لصمامات قلبه، خراج الضرس يمكنه أن يفسد عملية قلب مفتوح تمت بنجاح!!
بمعاونة رئيس قسم الأسنان كتبت المشروع كاملا وقدمناه مع ميزانية تقديرية فنحن نرحب بالمتبرعين أو المؤسسات التى تتولى المشروعات كاملة بذاتها فتتصل بالشركات وتسدد الالتزامات وتطلب منها تسليمنا المستلزمات لتضاف لعهدة المعهد مدعمة بالمستندات.
طلبت «ليلة القدر» منا المشروع والميزانية وخطابا من المعهد يطلب تخصيص ميزنية للمشروع والقيام به.
أعددنا كل شىء لكن إدارة المعهد لم توافق على خطاب تخاطب فيه ليلة القدر تطلب المساعدة!!!
أرجو ألا يجنح بكم الظن إلى أن مدير المعهد هو الذى رفض لأنه مثلنا جميعا يعلم أن فى ذلك خيرا أكيدا لمرضانا.
الأمر يا سادة أن هناك ربما أمرا شفهيا او تصور بان وزارة الصحة لا تريد ان نقبل المساعدة ولا يجوز لنا أن نطلبها!
كما لو أن طلبنا المساعدة يعلن عن عجز الدولة عن توفير الاحتياجات لنا فى وقت يجب أن يكون قيد «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» وأن كل شىء «تمام» إنما نحن نعلن عن «نقص عند تمام الكمال». ليلة القدر تحاسب أمام وزارة التضامن على أوجه إنفاقها، ولا أظن إلا أن من حقها الكامل أن تطلب الدليل على أنها أودعت ميزانياتها فى مشروعات تخدم المصريين بواقعية وفاعلية وصدق.
عزيزى القارئ.. أتمنى أن أجد معك ردا من أصحاب الشأن فى الدولة يفض هذا الاشتباك. لعلك شاهدت معى على شاشات تليفزيون الدولة السيد رئيس الجمهورية بنفسه يستعرض خدمات المجتمع المدنى فى مجال الصحة ويشيد بها بل قال بالحرف الواحد «سنبنى لكم المستشفيات وتتكفلون أنتم بها».. هل هناك منا من هم ملكيون أكثر من الملك وعذرى فى أنه «مثل معروف».
يا سادة لم يعد الخير رفاهية، قادر يجود على مسكين.. الخير الآن فى أمة تشهد تعاون أبنائها على الحياة فى كرامة فى مواجهة الفقر والمرض. يرحمكم الله استفيقوا كل شىء حولكم يتغير.