وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب بزيادة المساعدة الأمريكية السنوية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:28 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب بزيادة المساعدة الأمريكية السنوية

نشر فى : الخميس 24 سبتمبر 2015 - 10:20 ص | آخر تحديث : الخميس 24 سبتمبر 2015 - 10:20 ص

قبيل اللقاء المقرر بين رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فى التاسع من نوفمبر المقبل، تقوم شعبة التخطيط فى هيئة الأركان العامة بإعداد سلة مشتريات عملاقة، استعدادا لاستئناف المباحثات بشأن حزمة مساعدة جديدة لإسرائيل. ومن جملة أمور، من المتوقع أن تطالب إسرائيل بأن تكون هى الوحيدة فى المنطقة التى ستُزود بطائرات إفــ35، مقاتلات الشبح [Fــ35 stealth strike fighter] التى سيبدأ تسليمها إلى سلاح الجو فى السنوات القريبة المقبلة. كما تطمح وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى رفع حزمة المساعدة السنوية التى تقدمها الولايات المتحدة من المستوى الحالى البالغ 3.1 مليارات دولار، إلى ما يقارب 5 مليارات دولار، أى بزيادة نسبتها 61%، حسبما نقل موقع نشرة «ديفينس نيوز».

ويبدو أن حصرية امتلاك إسرائيل لمقاتلات الشبح مضمونة منذ الآن إذا حكمنا على الأمور انطلاقا من التصريحات الأمريكية حول الصفقة. فقد جاء فى رسالة وجهها أوباما إلى عضو الكونجرس اليهودى جيرولد نادلر فى أغسطس فى محاولة لحمله على دعم الاتفاق النووى مع إيران، ما يلى: «بالفعل، إن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط التى تبيعها الولايات المتحدة الجيل الخامس من طائرات إف ــ 35». وفى رسالة إلى المشرعين بتاريخ 2 سبتمبر، كتب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ما يلى: «إن المجموعة الأولى من طائرات إف 35 ستسلم إلى إسرائيل فى العام 2016، وهى ستكون الدولة الوحيدة فى المنطقة التى ستحصل على الجيل الخامس من هذه المقاتلات». وأطلق نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن تصريحا شبه مطابق فى حفل استقبال [فى السفارة الإسرائيلية فى واشنطن] بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال [ذكرى تاريخ قيام دولة إسرائيل]. ولكن ينبغى التشديد على أن أى من هذه التصريحات لا يذكر حتى متى ستظل إسرائيل الدولة الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط التى سيبقى فيها سلاح الجو هو المستخدم الوحيد لهذه الطائرات. وتقول برباره أوبالروم، رئيسة مكتب «ديفينس نيوز» فى إسرائيل، إن بعض كبار مسئولى المؤسسات السياسية والأمنية فى إسرائيل يستعجلون حاليا الحصول على تعهد من إدارة أوباما بهدف جعل الحصرية الإقليمية لإسرائيل بشأن مقاتلات الشبح دائمة.

•••

وجاء فى النشرة الأسبوعية نقلا عن خبراء أنه بالإضافة إلى طلبات زيادة المساعدة والحصول على معدات عسكرية حديثة، على نتنياهو أن يضع تصريحات أوباما ومسئولين كبار آخرين على محك التجربة، سعيا للحصول على ضمانات محددة بأن لا تبيع الإدارة الأمريكية طائرات إف 35 إلى أى دولة أخرى فى المنطقة لسنوات طويلة. والسؤال المطروح هو: حتى متى؟ «إلى الأبد»، بحسب جواب امتزج فيه الجد بالمزح للواء (احتياط) عاموس جلعاد، رئيس شعبة الشئون الدبلوماسية ــ العسكرية فى وزارة الدفاع الإسرائيلية، الذى يقود حاليا المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن الحفاظ على التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل. وفى تعليق أدلى به لنشرة «ديفينس نيوز» فى 7 سبتمبر، رفض جلعاد أن يقول إن كان منع بيع مقاتلات الشبح إلى دول أخرى فى منطقة الشرق الأوسط سيكون على جدول أعمال المحادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة المخصصة للتفوق النوعى [لإسرائيل]. وقال: «أعلن الأمريكيون أنهم لن يبيعوا هذه الطائرات إلى أى أحد فى المنطقة باستثناء إسرائيل». لكنه أضاف، ردا على سؤال حول عدد السنوات التى تأمل فيها إسرائيل ببقاء هذا الاستثناء: «كل شىء يتوقف على المفاوضات، وهذا أمر معقد للغاية. لا يسعنى الإجابة عن هذا السؤال».

أما عضو مجلس الشيوخ الجمهورى توم كوتون فقد حاول التملص من الإجابة على السؤال حول طائرات إف 35 خلال زيارته لإسرائيل الشهر الحالى، فهو قال: «لا أريد الدخول فى التفاصيل، لكن من الواضح أن التفوق النوعى لإسرائيل رهن بما لديها مقارنة بما لدى الدول المجاورة لها. سمعنا تصريحات عديدة من الإدارة فى واشنطن حول ضرورة الحفاظ على التفوق النوعى لإسرائيل. لكن التصريحات لا قيمة لها، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمنطقة الشرق الأوسط». وأضاف: «أنا وغالبية المشرعين الآخرين فى الكونجرس ملتزمون 100% بالفعل ــ وليس بالقول ــ بالحفاظ على تفوق إسرائيل النوعى وبتعزيز هذا التفوق». وقال اللواء (احتياط) عاموس يادلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية («أمان«)، ورئيس معهد دراسات الأمن القومى حاليا، إن حصرية [امتلاك إسرائيل لـ] طائرات إف 35 ستسهم فى تعزيز تفوق إسرائيل النوعى وتخفف مخاطر الاتفاق النووى مع إيران، لكنه أضاف أن حلفاء الولايات المتحدة فى الخليج الفارسى [العربي] يطالبون بضمانات أمنية أمريكية، يستحقونها، فى أعقاب الاتفاق. وقال يادلين: «إن تحقيق توازن بين الحفاظ على تفوق إسرائيل النوعى والاحتياجات المشروعة لدول الخليج سيكون بمثابة السير على حبل رفيع. سيكون التنسيق والتفكير المتأنى مطلوبا قبل التقدم إلى الأمام».

•••

ويعتبر مدراء برنامج تطوير مقاتلات الإف 35 فى شركة لوكهيد مارتن [الأمريكية] أن البرنامج لديه طاقة كامنة كبيرة للنمو، قد تكون مماثلة لبرنامج طائرات إف ــ 16 التى أنتج منها حتى الآن أكثر من 4000 طائرة. لكنهم أكدوا أنه ليس للشركة أى ترخيص رسمى ببيع مقاتلات الشبح إلى دول الخليج. وفضلا عن طلب حصرية امتلاك طائرات إف 35 وزيادة المساعدة الأمريكية السنوية إلى 5 مليارات دولار، فمن المتوقع أن تقدم إسرائيل إلى الأمريكيين قائمة طويلة بأنظمة أسلحة متطورة ستكون جزءا من برنامج تحديث الجيش الإسرائيلى، ومن ضمن ذلك الحصول على مقاتلات شبح إضافية (لدى إسرائيل خيار شراء عدد إضافى من طائرات إف 35 يصل إلى 75 طائرة. ووقعت إسرائيل حتى الآن على عقود شراء 33 طائرة. وبحسب مصادر أمنية فى إسرائيل، تأمل إسرائيل بالتوقيع قريبا على عقد لشراء 17 طائرة إضافية). أما أنظمة الأسلحة التى ستطلبها إسرائيل (والتى تسربت معلومات عن بعضها فى فترة سابقة) فهى: طائرات تزويد بالوقود فى الجو؛ أجهزة رادار متطورة لطائرات إفــ15 إى [Fــ15 A] التى يستخدمها حاليا سلاح الجو؛ سرب إضافى من طائرات إف 15 إى؛ طائرات فى ــ22 [Vــ22 Osprey] التى تجمع بين القدرة على الهبوط العمودى مثل طائرات الهليكوبتر وسرعة التحليق العالية؛ طائرات هليكوبتر حديثة لاستبدال أسطول مروحيات النقل العتيقة من طراز CHــ53 («يسعور«)؛ استبدال مروحيات «أباتشى» قديمة بمروحيات «أباتشى» من طراز أحدث (AHــ64).

كما تأمل إسرائيل الحصول من الولايات المتحدة على تعهد بمنحها هبة بقيمة 500 مليون دولار لمدة ثلاثة أعوام من أجل تسريع وتيرة إنتاج صاروخ «حيتس ــ3» المصمم لاعتراض صواريخ العدو فوق الغلاف الجوى. وستطلب مليارات إضافية فى العقد القادم من أجل [تمويل إنتاج] منظومات دفاعية أخرى من ضمنها «مقلاع داود» («العصا السحرية»)، و«القبة الحديدية». وهناك أفكار أخرى قيد الدرس فى إسرائيل، لكنها لم تطرح بشكل رسمى حتى الآن فى المباحثات مع الأمريكيين: منح إسرائيل حق وصول أسرع إلى صور الأقمار الصناعية الأمريكية؛ إعطاء إسرائيل دور فاعل فى مراقبة تنفيذ الاتفاق مع إيران؛ وتعهد أميركى بوضع سفن حربية مزودة بصواريخ «إيجيس» (Aegis)القادرة على اعتراض صواريخ باليستية، فى البحر الأبيض المتوسط.

رون دغونى

محلل عسكرى

نشرة قطاع الأعمال

نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات