** قررت الدولة استئناف الدورى المتوقف مع عودة نشاط الرياضة. وما دام هناك قرار من الدولة فلماذا الجدل والنقاش حول جدوى لعب الدورى المتوقف أو الاستعداد للدورى الجديد؟!
** منذ إبريل الماضى ونحن نناقش الأمر، وقد تناولت المسابقة وتحدثت عن تجارب الدوريات الأوروبية، وكيف سيتعاملون مع النشاط والصناعة وسط شبح جائحة كورونا، وكيف أنهم هناك فى العالم الآخر الشفاف يناقشون قضاياهم بنزاهة، ويقول كل رأيه بنزاهة، وحتى المنافسون لليفربول على لقب البريمييرليج قالوا رأيهم فى حقه بالتتويج باللقب بمنتهى النزاهة والموضوعية فى حالة إلغاء المسابقة، والواقع أن الأندية الـ١٤ التى رفضت استئناف الدورى قبل قرار الدولة، قال معظمها إن اللقب من حق الأهلى.. لكن الاعتراضات فى حينها تنوعت بين الخوف على صحة اللاعبين وبين أسباب فنية تتعلق باستكمال المسابقة وتأثيرها على الفرق واللاعبين وعلى الموسم الجديد الذى سيكون مزدحما للغاية.
** جزء كبير من المناقشات تأثر بالهوى، وبمنطق أن الخسائر المالية جسيمة، وهو أمر صحيح، لكن من الذى قال أو ظن أن حرب البشرية ضد كورونا يمكن أن يخرج منها رابح أو فائز..؟ ففى مناقشات العالم الآخر لعودة نشاط كرة القدم من عدمه تكررت جملة «المشاركة فى تحمل الخسائر».. وعندما ناقشوا صحة اللاعبين وضعوا بروتوكولات صارمة، ووضع الفيفا للجميع بروتوكولات طبية صارمة فى 19 صفحة، وقرروا إعادة الحياة لكرة القدم باستثناء دول أسرعت باتخاذ قرارات الإلغاء للمواسم المتوقفة ومنها بلجيكا وفرنسا وهولندا.
** وزارة الشباب والرياضة المصرية قدمت بروتوكولات طبية ملزمة للجميع، والخوف على الصحة لم يعد مبررا لإلغاء الدورى أو لإلغاء نشاط كرة القدم وتعطيل الحركة الرياضية، خاصة أن المباريات ستكون دون جمهور، كما أن الخوف على الصحة قد يقودنا إلى النظر للمترو والقطار والميكروباص وأسواق العتبة والموسكى والحسين والمصانع والمزارع بما يعطل الحياة والاقتصاد. وإذا كانت الصحة مبررا لإلغاء الدورى اليوم فهل ستكون الصحة آمنة مع الدورى الجديد ومع عودة النشاط خلال فترة وجيزة؟
** طرحنا تلك التساؤلات من قبل وتساءلنا أيضا: «ماذا بعد إلغاء الدورى؟ ماذا بعد؟ ماذا بعد فى حالة إلغاء الدورى.. وماذا بعد استمرار فيروس كورونا ضيفا خسيسا على الكوكب وعلينا؟ هل نلغى كرة القدم سنوات؟ هل نوقف الأنشطة كلها سنوات؟ هل نعطل حركة الاقتصاد سنوات أم نفعل مثل العالم نتعايش ونمضى وفقا لإجراءات صحية ملزمة؟
** إن سرعة الإيقاع مطلوبة. وإذا كان استئناف الدورى المتوقف قرار دولة فإن خريطة الموسم الجديد بكل ارتباطات الأندية والمنتخبات قرار اتحاد، فأمامنا موسم طويل ومجهد ومشتبك، ففى سبتمبر مباريات إفريقية للأهلى والزمالك وبيراميدز حسب تصريحات سابقة من الكاف، وكذلك أمام المنتخب نهائيات الأمم الإفريقية فى يناير، وما يترتب عليها من توقف للنشاط أو لعب الدورى بدون الدوليين، وهناك تصفيات مونديال 2022، ودورة طوكيو الأولمبية فى يونيو 2021.. فهل نستكمل الدورى بعد طوكيو أم نلعب دورى بمجموعتين بسبب الظرف الاستثنائى، تلك أمور يجب حسابها لأن استئناف الموسم الحالى يلزمه فترة إعداد لا تقل عن 4 أسابيع، لتكون العودة على أحسن تقدير فى أغسطس ثم نلعب ثلاثة أشهر تقريبا لإنهاء 150 مباراة متبقية.. قبل بدء الموسم الجديد.
** الخريطة الفنية والتنظيمية قرار اتحاد والقرارت الصعبة يلزمها جهد فائق فى تطبيقها بالقانون حتى يصبح احترام القرار والقانون حالة ووعيا تلقائيا..!