< أكتب من الإجازة. ففى أحيان كثيرة لا يحتمل اليأس.. الصمت. فقد كنت أتابع مباراة الأهلى مع سيلتيك بطل أسكتلندا الدائم بالاشتراك مع رينجرز. المباراة انتهت بفوز سيلتيك بخمسة أهداف وهو الفريق الذى نراه أقل الفرق شهرة وقوة، ومتعة، فى دورة ويمبلى. وتجلت فى المباراة الفروق الجوهرية بين العالمين الأول والرابع.. واليوم يلعب الأهلى مع برشلونة.. ومنذ انتهاء لقاء سيلتيك أسمع حولى تعليقات من نوع: «ربنا يستر.. أمام برشلونة..»!
يا ترى هل يمارس المصرى هوايته ويظهر معدنه وقت الشدة كما اعتدنا.. أم يفعل برشلونة فى الأهلى (بعد الشر يعنى) ما لا يمكن نسيانه بسهولة ؟!
< فى الإجازة.. الأحداث جسام.. وطبعا فى الرياضة كل يوم يقع حادث جسيم. وأحاول أن أغض النظر عن الأحداث وليس عن غيرها. لكنى لا أستطيع. ومن تلك الأحداث تصريحات طارق العشرى بعد فوز حرس الحدود بكأس السوبر. فهو المدرب الأول. وهو المدرب القدير. وهو مدرب المنتخب المقبل. ياعم عشرى تواضع.. ياعم عشرى الإنسان عندما ينجح عليه أن ينحنى أمام الناس وأمام نجاحه.. لماذا «نتفرعن»؟!
< من الأحداث الجسيمة أيضا هذا الاستفتاء الجماهيرى الذى منح حسام حسن لقب أعظم لاعب فى تاريخ أفريقيا. وحين فاز أبوتريكة بلقب أشهر لاعب فى العالم باستفتاء مماثل، قلت إن الفيفا ورفاقه من المواقع الإلكترونية يعبثون بنا، ويضحكون علينا، لأننا نحن العرب فقط دون سكان الكرة الأرضية الذين نهتم بتلك الاستفتاءات عن الأحسن والأروع والأفضل.. ونحن فقط الذين صدقنا أن أبوتريكة أشهر لاعب فى العالم، واحتفلنا بانتصاره على كريستيانو رونالدو وميسى وكاكا وبيكهام.. بينما لا يدرى نصف العالم بأن فى مصر دوريا لكرة القدم أصلا؟!
ثم إن حسام حسن الذى يستحق لقب الأفضل على المستوى المحلى من جهة الإنجازات فعلا. يقول اليوم إنه الأول فى أفريقيا بناء على الاستفتاء، ويشعر باضطهاد إعلامى ورسمى. لكن حسام حسن نفسه قبل أشهر قليلة انتقد استفتاء الاتحاد الأفريقى لاختيار أحسن 30 لاعبا فى الخمسين عاما الماضية. لأن الأول كان ميلا والثانى الخطيب والثالث كان حسام حسن.. ووصف الاستفتاء بأنه جماهيرى.. لكن الأطرف من هذا كله أن جمهور الأهلى وإعلامه رأى أن أبوتريكة أشهر لاعب فى العالم وبذل جهدا محموما كى يبيع لنا هذا. واليوم نجد الإعلام المضاد يبيع لنا اختيار حسام حسن كأعظم لاعب فى أفريقيا.. وأنظر حولى ولا أرى أثرا لانتصاراتنا فى تلك الاستفتاءات.. أنظر حولى وأرى طارق العشرى يقول إنه الأول. وحسام حسن يقول إنه الأول. وحسن شحاتة يقول إنه الأول. وحسام البدرى يقول إنه الأول. وسمير زاهر يقول إنه الأول. ومدحت شلبى الأول. والغندور الأول.. وشوبير الأول.. «مفيش فى البلد دى أول مكرر؟!» نفسى آخد إجازة حرام عليكم؟!