- حوالي 250 بريء قتلوا في يوم واحد بسبب استسهال كلمة كافر. لازم يكون فيه وقفة مع كل اللي بيسهلوا نشر منطق التكفير. مع المشايخ اللي حولوا التكفير لأصل في العقيدة، مع مذيعي التليفزيون واصحاب القنوات اللي فاكرين إن استضافة تكفيريين "بيشعلل" الحوار وبيخلي البرنامج "حراق" ويزود نسب المشاهدة والإعلانات. كل دي تجارة في الدم. وكل اللي بيروجوا لإن كلمة "كافر" بسيطة وإن معناها في اللغة عادي جدا وإن كل واحد ممكن يقول للتاني انت كافر لمجرد اختلافه في العقيدة، كلهم قتلة وشركاء في الجريمة.
- بالراحة يا عم كفاية مغالطات! إيه اللي جاب التكفير للقتل؟ دي حاجة ودي حاجة. قتل النفس بدون وجه حق جريمة. لكن الإقرار بكفر المشركين بالله ومن لم يتبعوا ملة الرسول (ص) منصوص عليه في القرآن.
- مفيش قتل باسم الدين بيتم من غير عملية شحن وكراهية وتكفير. لو كل ألف واحد خرج منهم شخص مقتنع بفتوى "قتل الداعي إلى البدع لكف ضرره" يبقى الإرهاب حقق غرضه. وكل ما يزيد عدد الكارهين والمكفرين بيزيد عدد الإرهابيين القتلة. الدعوة إلى كراهية عقائد الغير وممارساتهم لا تنفصل عن الخطوة الأخيرة اللي بيتم فيها الدبح والتفجير. آيات القرآن حافلة بالدعوة للحب والتسامح وحرية الاعتقاد والعلم والعمل وإعمار الأرض. إشمعنى آيات التكفير اللي نزلت في سياق محدد وخاص جدا هي اللي مهتمين بيها؟
- انت مركز مع أيات التكفير والقتل في القرآن ليه؟ هو يعني الإنجيل مفيش فيه آيات قتل وعنف؟ ما تخلي المسيحيين يمسحوها من الإنجيل زي ما انت عاوز تلغي القرآن وتحرق كتب التراث.
- محدش طالب بمسح أو إلغاء أو حرق زي ما انت بتروج. اللي بنقوله إن الناس لازم تفهم إن عصرنا سياقه مختلف عن سياق نزول بعض الأيات أثناء حروب الرسول (ص). صحيح إن الإنجيل أو العهد القديم تحديدا فيه نصوص ممكن يفهم منها الدعوة للعنف لكن هو ده مربط الفرس. الكنيسة خرجت مع أوروبا من عصور الظلام لما غيرت خطابها وركزت على الدعوة للسلام والمحبة. محدش طالب بحرق آيات العهد القديم لكن الخطاب الكنسي في عمومه لا يعتمد عليها في خطاب أتباعه، بالعكس تماما.
- يعني لو رحت لقسيس وسألته المسلمين كفار والا لأ هيقولي انهم مؤمنين ورايحين الجنة؟! يا راجل ده البابا شنودة رفض ان الناس تترحم على واحد مسيحي لإنه مش أرثوذكسي. انت ما شفتش الفيديو اللي النت كلها شافته؟!
- متوقع إن كتير من الكهنة يقولوا لأتباعهم إنهم لو سمعوا الكلام هيروحوا الجنة أو الملكوت لكن ده مش معناه إنهم طول الوقت بيقولوا ان غيرهم كفار. ولو حصل استثناء ده مش بيكون الخطاب المسيحي العام ولا الخطاب السائد في عظات الكنيسة. اللي بيرجوا للمنطق ده بيحاولوا يبرروا بيه خطاب الكراهية في المساجد وعند مشايخ "الوسطية". مقطع الفيديو اللي الإسلامجية بيروجوه بشراسة للبابا شنودة على النت علشان يشجعوا الناس على تكفير غيرهم مالوش علاقة بالرحمة أو الترحم. الكلام كان عن طقس كنسي إسمه "الترحيم" والبابا قال إنه ما ينفعش يتعمل لواحد من خارج الكنيسة. حاجة كده زي ما تسأل شيخ االأزهر إن كان ينفع نصلي في الجامع صلاة الجنازة على متوفي مسيحي. تفتكر ينفع؟
- يا أخي أمرك عجيب. أتأكد من عقيدتي ازاي لو انا شايف إن الناس كلهم مؤمنين؟! إيه التخريف ده؟!
- محدش طلب منك تشوف الناس كلها مؤمنين، لكن بالتأكيد مش المفروض تشوفهم كفرة. المطلوب الحقيقة إنك ما تشوفهمش خالص! خليك في نفسك. لا تحكم على أحد بكفر أو إيمان. مش مسؤوليتك. ركز مع نفسك واجتهد في طاعة ربك. جميل إن الشخص المتدين يشعر إن دينه ساعده يبقى إنسان كويس بيعمل الخير وبينشره. ده كفاية جدا. والا انت ما تعرفش تحس إنك مؤمن وكويس إلا لو لطخت اللي حواليك وشوهتهم؟
- حلو قوي الكلام المثالي ده! طب إيه رأيك في اللي بيعبدوا البقر أو النمل أوالنار؟ كفار دول ورايحين جهنم والا لأ يا متعلم يا بتاع التسامح؟
- عبدة البقر والخنازير وعواميد النور وكلاب السكك والاقلام الجاف والكنبة الاسطنبولي أحرار في معتقداتهم. مش فارقين معايا ف حاجة ولا مشغول بيهم، طالما عقيدة عبادة الكنبة لا يوجد فيها ما يحض على إيذاء الغير. اللي مشغول بمكان هؤلاء في الآخرة يدعي لنفسه مكان ومكانة الخالق والعياذ بالله، لإن السؤال ده إجابته عند ربنا بس. هو اللي ممكن يدخلهم جهنم أو ممكن يسامحهم باعتبار انهم كانوا يبحثون عنه فيما يعتقدونه من تجلياته. هم عباد الله وليسوا عبادي أو عبادك لنكون مسؤولين عن الحكم عليهم أو عن مآلهم في الآخرة. هم أحرار فيما يعتقدون مثلي ومثلك. لهم دينهم ولك ولي دين.