<< يبحث العالم عن مجرات وكواكب أخرى، وقد اكتشف منذ أسابيع نجمًا أكبر من شمسنا 320 مرة، ويسابق علماء الزمن لاكتشاف علاج لمرض السرطان، وترى مجلة مثل الإيكومنيست أن الصراع العالمى فى القرن الحادى والعشرين سيكون بين الصين والهند، وتحلل المجلة رؤيتها.. وفى الوقت نفسه ما زلنا نرى أن تعادل المصرى مع الأهلى كان بطعم الفوز.. أو هو فوز بالصلصلة. ولأننا نرى ذلك، فإن القليل جدا نعتبره من الإنجازات، حتى إن ذهاب الموظف إلى عمله (مجرد ذهابه) يعد انتصارا؟!
<< هذا للأسف ما ترسخه تلك الكلاشيهات المعلبة.. وإذا كانت جماهير كرة القدم سريعة التحول والاشتعال والغضب، فهذا لا يجوز على النقاد وعلى المحللين. فبعد أن كان حسام حسن مدربا شابا واعدا منذ أسابيع حين قفز بالزمالك 13 مركزا، أصبح غير مؤهل فى رأى بعض الخبراء لقيادة الزمالك بعد الخسارة من إنبى. وكذلك حسام البدرى الذى كان قبل أسابيع قليلة «مدربا شابا تحت الستين»، فإذا هو مسئول بصورة مباشرة عن خسارة الأهلى لكل النقاط التى فقدها الفريق هذا الموسم.. ترى ماذا لو تصدر الزمالك الدورى أو عاد الأهلى إلى القمة؟!
<< بدلا من البحث عن أوجه القصور فى الأهلى وهى كثيرة، علينا أن نرى أولا كيف لعب المصرى، فأداء الفريق الجماعى، وتنظيمه الجيد، وتركيز لاعبيه، ورقابة مفاتيح لعب الأهلى وراء هذه النتيجة.. فالفريق البورسعيدى قيد حرية وحركة أبوتريكة، وبركات، وجدو وفضل، وقام بهجمات مضادة، وحرم بطل الدورى من ممارسة الاستحواذ والسيطرة بالتمرير.. وصحيح كانت للأهلى عدة فرص خطيرة (ثلاث على الأقل) فى الشوط الثانى، إلا أن المصرى كانت له فرصه أيضا.
<< إنها متعة أن تتصدى الفرق لسطوة وقوة الأهلى والزمالك التاريخية، ومتعة نرجو أن تستمر، أن يتصدر الدورى الإنتاج الحربى والدراويش.. ويجمع كلاهما الدرجة الكاملة.. فهذا التغير فى الخريطة سيجعل المسابقة المصرية المحلية تسترد مكانتها العربية التى تستحقها..وهذا التغيير شهادة للمدربين المصريين، ولإدارات بعض الأندية الجديدة.. وللاحتراف أيضا الذى سمح بصناعة فرق قوية بشراء أفضل اللاعبين.
<< لم يكن الأهلى فى حالته الطبيعية.. وهناك أوجه قصور لعل منها تقارب المسافة والدور بين أبوتريكة وجدو، وافتقاد الوسط لعنصر السرعة والحيوية.. وخسارة الكرة بسهولة، سواء بالتمرير الخطأ أو بعدم التحرك السريع للمساحات الخالية، والموافقة على الرقابة.. لكن يبقى فى النهاية أن نشيد بأداء المصرى.. ونرى كيف لعب أولا قبل أن نسأل ماذا حدث للأهلى أو لماذا كان تعادله مع المصرى.. «بطعم الحنظل والخل»..؟!
<<ما رأيكم فى هذا الطعم الجديد؟!