الشمس الخضراء Colyent green - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 11:30 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشمس الخضراء Colyent green

نشر فى : الجمعة 26 أغسطس 2022 - 6:50 م | آخر تحديث : الجمعة 26 أغسطس 2022 - 6:50 م

هذا أول فيلم غير مصرى نكتب عنه فى هذه الزاوية التى خصصناها دوما للتعرف على الأفلام المصرية النادرة والمجهولة وأيضا على جوانب غير معلومة عن بعض الأفلام التى نراها أكثر من مرة، والسبب أنه لا يمكن أن نتجاهل قيمة فيلم الشمس خضراء، الرؤية الثاقبة التى ناقشها للمستقبل وخاصة أن الأجيال الحالية لا تعرفهم، كما أنه لم يعرض فى مصر فى عام إنتاجه 1972 بسبب وجود أحد أبطاله فى قائمة الممنوعين وهو إدوارد. ج روبن سون، الفيلم من إخراج ريتشارد فليشر عن رواية للكاتب الأمريكى هارى هارسون وبطولة شارلت هرسون، صاحب أكبر مجموعة من أفلام التخيل العلمى، وهذا الفيلم لا ينتمى إلى الخيال العلمى بقدر ما يمكن التعرف عليه فى نوعية الخيال السياسى، أو كليهما معا وأهمية هذا النص أنه يقرأ بذكاء شديد وعبقرية نادرة ما يحدث فى العالم حاليا وما يمكن أن تأتى به السنوات المقبلة من جفاف وأزمات اقتصادية تؤدى إلى المجاعات قد تدفع شركات الأغذية إلى تحويل لحوم الموتى إلى طعام شعبى يتناوله الناس دون معرفة مصدره، هذا الطعام يعرف باسم الشمس خضراء.
تدور أحداث الفيلم فى عام 2018 فى مدينة نيوريوك التى تكدست بالسكان وأصابتها المجاعات والفقر بسبب الحروب الذرية، فانتشرت الفوضى وعمت المدينة جرائم القتل وصار البشر بلا غد ما يدفع بأحد ضباط الشرطة إلى التحقيق بحثا عن مما يصنع طعام الشمس خضراء، فيذهب بواقع مهنته للتحقيق مع كبار المسئولين فى المدينة التى يعيشون فى رغد ملحوظ وميسرة بعيدين تماما عن ما يجرى لبطون عامة سكان المدينة.
فى العادة يطلق على هذا النوع من هذه الأفلام تسمية التحذير بما يعنى أنها تحذر البشر من الكوارث التى تحل عليهم خاصة بسبب الحرب التى هى أيضا بسبب المجال السياسى وكأنه يقرأ ما يدور الآن وفى المرحلة المقبلة من أسباب الجفاف والحرائق التى تصيب أوروبا ومما سوف يحدث فى مواسم الصقيع بسبب ندرة الغاز الطبيعى، ولا شك أن الصورة المأساوية فى الفيلم قد تحدث ولا قدر الله فى أوربا أو أى مكان آخر مع اندلاع حرب أوكرانيا وما قد يصيب المدن من تهديدات نووية وتسريبات وفى هذا العالم سوف تكون بمسافة كبيرة بين الأثرياء جدا والفقراء الجوعيين وهناك مشهد فى هذا الفيلم لا يمكن نسيانه عندما ذهب المحقق إلى شقة أحد المسئولين لممارسة عمله وسمح لنفسه بفتح الثلاجة وكانت مليئة بكافة أنواع الطعام الطازج الشهى فلم يتأخر عن تناول ما استطاع ثم واصل مهمته.
حسب الواقع فإن الذين أطلقوا التحذيرات الجادة هم المبدعون، خاصة المؤلف، وليسوا العلماء أو رجال الاقتصاد أو حتى الساسة، لقد ذهب خيال المؤلف هنا إلى ما هو أبعد عن زمنه الستين عاما، فلا يحضرنى أن واحدا من الذين يمتهنون هذه الأعمال قد كتب فى تلك الفترة أى كتابات تحذيرية مثل التى نراها فى هذا النص الأدبى والسينمائى، وهو ليس الوحيد من نوعه بل سبقته أفلام كثيرة جدا من أشهرها: بلا غد، وعالم وجسد وشيطان، إنسان الأوميجا وغيرها.

التعليقات