أوبرا أوباما ونهاية الفصل الأول - ديفيد س. برودر - بوابة الشروق
الجمعة 18 أبريل 2025 12:10 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أوبرا أوباما ونهاية الفصل الأول

نشر فى : الإثنين 27 أبريل 2009 - 5:38 م | آخر تحديث : الإثنين 27 أبريل 2009 - 5:38 م

 بينما تقترب إدارة أوباما من بلوغ أيامها الـ100، فإنك سوف تسمع وترى تقييمات متنوعة بشأن أداء الرئيس الجديد.


تذكر أن ما حدث حتى هذه اللحظة ليس أكثر من المقدمة الموسيقية للفصل الأول من أوبرا أوباما. لكن القسم الأكبر من العرض سوف يأتى لاحقا، حيث لم تبدأ السوبرانو إنشاد أغنيتها الخاصة، وهى الإصلاح الصحى. ولم يزل الباريتون الشيطانى خارج خشبة المسرح. وعليك الانتظار حتى ظهور أول أزمة دولية.

لقد طرح باراك أوباما العديد من المشروعات، لكنه لم ينفذ سوى القليل منها. غير أنه أظهر براعة فى فن إدارة الرئاسة ـ وهو ما يمثل إنجازا مهما فى حد ذاته.

وهو يعد مهما لأنه الاختبار الأول والأساسى لقدرته على أن يصبح رئيسا ناجحا. كما أنه مفاجئ لأنه لم يحدث من قبل ما يجعلنا نفترض أن لديه المهارة لإدارة مثل هذه المؤسسة الكبرى.

ولم يضطر أوباما، المحامى والكاتب والسياسى، خلال سنوات عمره الـ47 ، يوما إلى تجنيد وتعيين وتشجيع جماعة من المهنيين بهذا الحجم وهذه المهارات، وتنظيمها لتلبية احتياجاته وتنفيذ أهدافه. فقد كان لديه فى الهيئة التشريعية لولاية إلينوى ومجلس الشيوخ عدد ضئيل من العاملين. وكانت الحملة الانتخابية التحدى الأكبر الذى واجهه فى حياته، والذى استطاع اجتيازه بنجاح ساحق. لكن الرئاسة تطرح اختبارات أصعب كثيرا من حشد 270 صوتا انتخابيا.

وقد لقى أوباما عقبات محدودة عند تشكيل حكومته، وهو ما جعله يفقد عنصرا مهما هو توم داشيل، الذى اختاره فى البداية لإدارة مبادرته بشأن الرعاية الصحية. وما زال الكثير من أعضاء حكومة أوباما يتعلمون كيفية أداء وظائفهم، لكن العاملين بالبيت الأبيض يدعمون أداءه، ويعتبرونه فائق الروعة.

وكان من الأمور المدهشة بشكل خاص قدرة هؤلاء على التحرك بسرعة كبيرة لمواجهة التحديات الموروثة، وإطلاق خطط طموحة دون خلق حالة من الاضطراب حول أولويات الرئيس الجديد الأساسية.

وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من حكم أوباما، نادرا ما يمر يوم دون أن يشاهد الأمريكيون الرئيس يؤدى أدوارا متنوعة على شاشات التليفزيون، وأهمها دور مدير الإنقاذ الاقتصادى لنظم الإسكان والائتمان والتوظيف المحطمة. وفى الوقت نفسه، يؤدى دور القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذى يخوض حربين متزامنين، والدبلوماسى المتجول الذى يتلقى وقادة العالم، وواضع أجندة الكونجرس ـ ناهيك عن دور الأب والحبيب والزوج الأول لميشيل، والسيد الأول للكلب بو.

ويتطلب لعب هذه الأدوار بطريقة تجعلها تبدو متماسكة وغير مرتبكة انضباطا هائلا، خاصة فيما يتعلق بإدارة جدول أعمال البيت الأبيض. وفى عطلة نهاية الأسبوع الماضية، أطلعنى رام إيمانويل رئيس موظفى البيت الأبيض على خطة المهام والأدوات. وكان إيمانويل قد رأى عن قرب التكاليف شبه القاتلة التى نجمت عن حالة الفوضى خلال أول عامين من إدارة كلينتون ـ حيث كان ضمن فريق العاملين فى البيت الأبيض آنذاك.

وكما قال لى برادلى باترسون، العلامة البارز فى شئون البيت الأبيض الأسبوع الماضى، إن جدول أعمال كلينتون قد «وضع، ثم أعيد وضعه، ثم أعيد وضعه مرة أخرى»، خلال اجتماعات مرتبكة، عادة ما كانت تنتهى دون اتخاذ قرار. وقد جعل ذلك مبادراته الأهم ـ الرعاية الصحية والنافتا والميزانية و«التغيير الجذرى لمفهوم الحكومة» ـ تدفع الواحدة منها الأخرى خارج الطريق.

وقد ورث أوباما برنامج عمل متطور للغاية عن جورج بوش، أول رئيس أمريكى حاصل على الماجستير، حيث أُتيح لكبار العاملين فى البيت الأبيض تقويما إلكترونيا يمتد من اليوم التالى إلى الشهر التالى إلى العام التالى. وسار أوباما على خطى بوش فى جلسات وضع جدول الأعمال التى تعقد يوم السبت من كل أسبوع، ويديرها إيمانويل، وأليسا ماسترو موناكو مديرة جداول الأعمال، ودانيال كراتشفيلد المسئول عن وضع جدول أعمال أوباما، وكبار العاملين فى البيت الأبيض. كما أن الاجتماع الذى يُعقد فى الصباح الباكر من كل يوم، يسمح بإتقان وتحديث جدول الأعمال.

وسيصبح التحدى أعظم إذا ما انتقلت مبادرات أوباما إلى مبنى الكونجرس فى الكابيتول هيل، حيث يمكن لسيناتور واحد أن يلقى بحاجز فى الطريق، وإذا ما انفجرت أزمة خارجية، وهو ما سوف يحدث حتما. لكن المشهد الافتتاحى للمسرحية سار بشكل جيد. وحتى هذه اللحظة، يبدو أن الممثلين يعرفون أدوارهم جيدا.

(c) 2009, Washington Post Writers Group

ديفيد س. برودر كاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
التعليقات