** لا توجد مباراة مثل الأخرى، ولا يوجد تكتيك واحد لكل المباريات، وترى ذلك فى لقاء الأهلى والنجم الساحلى الذى جاء مختلفا عن مباراة القمة قبل أيام.. والواقع أن فوز الأهلى على النجم الساحلى كان صعبا، خصوصا أن الفريق التونسى رغم تأخره بهدف لعب أفضل فى الشوط الثانى، ودافع أفضل أيضا.. لكن تشكيل الأهلى يعكس فكرة تغيير الطريقة والتكتيك وفقا لطبيعة المباراة. وأهم علامات هذا التغيير أن فتحى مبروك دفع بصبرى رحيل، ولم يشرك شريف حازم أو لم يلعب بثلاثة مدافعين وإنما بأربعة.. وهذا التغيير دليل تفكير. والتفكير يستحق التقدير..
** لم أربط بين فوز الأهلى على الزمالك فى مباراة القمة وبين أداء المدرب القدير الصابر الصامت فتحى مبروك، فالأهلى لعب أفضل مبارياته هذا الموسم تحت قيادته. عادت كرة الأهلى الممتعة والجماعية وعادت روح الفريق. وعادت شخصية البطل.. وليس كل فريق يملك تلك الشخصية.. هذا أمر يصنعه التاريخ والشعبية والبطولات، والموروث من التقاليد، والحكايات، وفى مقدمتها أن يرى كل رياضى ولاعب بالنادى أن المركز الثانى هو الأخير، وأنه يلعب دائما على المركز الأول..
** هذا هو الفارق بين الأهلى والزمالك، وبين الفرق الأخرى.. وأضع الزمالك فى الجملة لأنه كذلك. عنده الشخصية التى صنعها بتاريخه، وكلاهما الأهلى والزمالك صنعا الشعبية فى النصف الأول من القرن العشرين، بقوة المنافسة والندية بينهما وتبادلهما للبطولات.. وأريد أن أوضح أنى لم أضع الزمالك فى الجملة من باب التوازن بين الفريقين، فمراجعة نتائجهما فى تلك الفترة تراها متقاربة على مستوى مختلف البطولات.. ولكل منهما أيضا فترات تراجع وغياب، لكن هكذا هى الفرق الكبيرة، وهكذا هى كرة القدم. فلايوجد فائز للأبد..
** شخصية البطل تمثل الفارق بين الأهلى الذى هزم النجم الساحلى بعد مباراة صعبة مع الزمالك قبل أيام، وبين سموحة الذى خسر من مازيمبى على أرضه فى الإسكندرية.. ولا يقنعنى تفسير المدير الفنى الجديد محمد يوسف بأن الإجهاد هو الذى تسبب فى الخسارة.. ولكن السبب هو شخصية الفريق. عدم تصديق اللاعبين أنهم قادرون على الاستمرار والفوز باللقب. وكنت أظنها فرصة ذهبية لسموحة فى ظل انتقال أعتى فرق إفريقيا إلى الكونفيدرالية..
** أعود إلى الأهلى والزمالك.. فهل يكون نهائى الكونفيدرالية الإفريقية مصريا خالصا بين الأهلى والزمالك؟.. كل محب لكرة القدم فى المحروسة يتمنى ذلك.. أو يفترض أنه يتمنى ذلك.. ولكن السؤال التالى للأمنية إذا تحققت: هل يكون هذا اللقاء احتفالا بالكرة المصرية أم عبئا عليها؟!